قالت الحكومة اليمنية، المعترف بها دوليا، الجمعة، إن التحركات الحالية لمبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، هانز غروندبرغ، "لا تخدم السلام بل تمنح الحوثيين طوق نجاة سياسيًا".
جاء ذلك في تصريح لوزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني، معمر الإرياني، وصف فيه لقاء غروندبرغ الخميس، برئيس وفد الحوثيين التفاوضي، بمحاولة "إنقاذ الميليشيا الحوثية الإرهابية التابعة لإيران، في وقت تتصاعد فيه الضغوط السياسية والاقتصادية والعسكرية، وتلوح في الأفق لحظة السقوط التي طال انتظارها".
وأشار الإرياني، في تصريح نشرته وكالة الأنباء اليمنية "سبأ"، إلى أن "تحركات غروندبرغ المحمومة تحت مظلة الأمم المتحدة، تحت شعار إحياء مسار السلام، لا تخدم السلام في اليمن ولا الأمن والاستقرار في المنطقة، بل تمنح الحوثيين طوق نجاة سياسيًا في لحظة انكسار حرجة، وتوفر لهم فرصة لامتصاص الضربات وإعادة التموضع، استعدادا لجولة جديدة من التصعيد والإرهاب".
وذكر أن التجربة اليمنية منذ انقلاب الحوثيين في العام 2014، أثبتت أنهم "لا يؤمنون بالحوار، ولا يلتزمون بالاتفاقات، ولا يعيرون أي احترام للجهود الأممية أو الإقليمية، وأن كل جولة تفاوض يخوضونها كانت مجرد وسيلة لشراء الوقت وترتيب الصفوف وإطالة أمد الحرب، وتعميق معاناة الشعب اليمني".
وأضاف أن الحوثيين "في كل مرة أتيحت لهم فرصة للاندماج في مسار سياسي، قابلوا ذلك بمزيد من العنف والتصعيد، وتوسيع رقعة القمع والانتهاكات في مناطق سيطرتهم، وتصعيد هجماتهم الداخلية والمصالح الإقليمية وخطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن".
وأكد أن "الميليشيا تحولت إلى أداة إيرانية قذرة، تستخدم لزعزعة أمن المنطقة وتهديد التجارة العالمية وابتزاز المجتمع الدولي عبر استهداف المصالح الحيوية".
وحذّر الإرياني "من أي محاولة لإعادة تدوير هذه الميليشيا تحت أي غطاء سياسي"، وقال إن هذه المحاولات سيكون معناها العملي هو "تمكين الإرهاب العابر للحدود وتقويض الأمن الإقليمي والدولي".
وكان المبعوث الأممي إلى اليمن، هانز غروندبرغ، بدأ يوم أمس الخميس، جولة جديدة من النقاشات، التقى خلالها "كبار المسؤولين العمانيين وأعضاء من الحوثيين وممثلي المجتمع الدبلوماسي".
وذكر موقعه الرسمي، أن المناقشات تركزت "على أهمية استقرار الوضع في اليمن، ومعالجة المخاوف المشروعة لجميع الأطراف المعنية، بما في ذلك المنطقة والمجتمع الدولي".
كما تناولت المباحثات مطالب الأمم المتحدة المستمرة من الحوثيين، الإفراج الفوري وغير المشروط عن موظفيها وموظفي المنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والدبلوماسيين المحتجزين في سجونهم.