ترامب يوقع أمرا تنفيذيا يجيز فرض عقوبات على دول متواطئة في احتجاز أمريكيين "بشكل غير قانوني"
وسط تحولات إدارية كانت تنتظر الحسم منذ سنوات، تسلّمت نوخشة ناصح منصب محافظ حلبجة، لتكون أول امرأة تتسلم المنصب في تاريخ العراق، بعد تصويت البرلمان رسميًا على تحويل المدينة إلى محافظة.
وجاء تعيينها في لحظة مفصلية تزامنت مع استكمال الإطار القانوني والإداري لتحويل حلبجة من قضاء تابع إلى كيان إداري جديد، يطرق أبواب الوزارات الاتحادية لأول مرة كمحافظة رقم 19 في خريطة العراق.
تدرج إداري
أمضت ناصح نحو تسع سنوات في منصب قائممقام المدينة، سبقتها سنوات أخرى مديرة لناحية بيارة، وهي إحدى النواحي التابعة لحلبجة.
ومنذ بداياتها، اختارت ناصح المسار الإداري داخل حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، إذ تعد من الشخصيات الكردية المعروفة في المجال التنفيذي لا السياسي الصريح.
تحمل نوخشة شهادة البكالوريوس في القانون، وقد عرفت بهدوئها وتدرجها الوظيفي المنتظم، دون أن تبرز في الملفات الخلافية أو الخطابات الإعلامية.
ومنذ تسلمها منصب قائممقام حلبجة عام 2016، تولت متابعة الشؤون اليومية للمدينة، خاصة ما يتعلق بالخدمات الإدارية والتنظيمية، مع الابتعاد عن المواقف السياسية البارزة خلال فترات الأزمات المتكررة التي شهدها الإقليم.
مسار طويل
وبدأ ملف تحويل حلبجة إلى محافظة منذ عام 2013 حين أصدرت حكومة إقليم كردستان قرارًا باعتبار المدينة محافظة، تزامنًا مع رغبة في إعادة النظر بالتقسيمات الإدارية في الإقليم.
ولاحقًا، صوّت برلمان كردستان على القرار، لكن التنفيذ ظل معلقًا بانتظار اعتراف الحكومة الاتحادية.
وفي أكثر من مناسبة، تحدث مسؤولو الإقليم عن تأخر بغداد في منح الصفة الرسمية لحلبجة كمحافظة، رغم اكتمال المتطلبات الفنية والقانونية، وهو ما أعاد طرح الملف دوريًّا في المحافل السياسية والإعلامية.
في آذار 2023، أحالت الحكومة العراقية مشروع قانون استحداث محافظة حلبجة إلى البرلمان، بعد ضغوط من نواب كرد ومطالبات من الجهات المحلية، وتم التصويت عليه قبل أيام، لتصبح حلبجة المحافظة رقم 19 في العراق.
وتعد نوخشة ناصح إحدى الأسماء التي أسهمت في قيادة هذا المسار، من موقعها قائممقام، فقد التقت وفودًا من بغداد، وقدمت تقارير تخص احتياجات المدينة من البنى التحتية، وأكدت في أكثر من تصريح أنها تسعى لربط المؤسسات الخدمية مع الوزارات الاتحادية.
وفي أول تصريح لها بعد تصويت البرلمان العراقي على حلبجة لتكون المحافظة الـ19، أكدت أن "العمل جارٍ على تثبيت الكيان الإداري الجديد، وأن الأولوية هي للخدمات الأساسية، مثل المياه والكهرباء والنقل، مع التركيز على ملف ذوي الشهداء باعتباره أحد المطالب المتكررة في المدينة".
واعتُبر تعيين نوخشة ناصح في منصب محافظ حلبجة خطوة تحمل دلالة رمزية على صعيد تمكين المرأة في إقليم كردستان العراق، لا سيما في المواقع التنفيذية العليا، فقد أشارت في حوار سابق أجرته معها وسائل إعلام كردية إلى أن "المرأة الكردية أثبتت قدرتها على إدارة المؤسسات وتولي المهام القيادية".
وأكدت ناصح أن "حلبجة تضم حالياً 11 امرأة في مواقع مهمة، بين مديرات عامات ومسؤولات في منظمات إنسانية وسيدات أعمال، وهذا يعكس طبيعة المجتمع الذي يمنح المرأة دعمًا واضحًا ويؤمن بكفاءتها".
ومع استحداث محافظة حلبجة، تبرز جملة من التحديات المرتبطة بتأسيس الهيكل الإداري، مثل استحداث الدوائر الحكومية، وتخصيص ميزانية مستقلة للمحافظة، إلى جانب ضرورة حسم الحدود الإدارية بينها وبين المحافظات المجاورة، لا سيما السليمانية، وهو ما يستدعي تنسيقًا فنيًا وتشريعيًا بين الجهات المعنية في الإقليم والحكومة الاتحادية.
وقد ظهرت ملامح هذه التحديات سريعًا، إذ أعلنت مفوضية الانتخابات أن اعتماد حلبجة كمحافظة رسمية يستلزم إدخال تعديلات على قانون الانتخابات النافذ، بهدف الاعتراف بها كدائرة انتخابية مستقلة في الاستحقاقات المقبلة.
