أثار حراك مستشار الرئيس الأمريكي للشؤون العربية والإفريقية، مسعد بولس، من أجل توحيد الحكومتين في ليبيا في إطار حكومة واحدة جدلًا داخليًّا وخارجيًّا؛ ما يشكل مدعاة للتساؤل عن فرص نجاحه في ذلك، وسط تعثر الخريطة الأممية.
ورفض نواب في البرلمان الليبي مساعي بولس في وقتٍ تواجه فيه ليبيا إحدى أسوأ أزماتها السياسية.
ويأتي هذا الحراك في وقت تتعثر فيه مساعي المبعوثة الأممية إلى ليبيا، هنا تيتيه، رغم إعلانها خريطةَ طريق] في وقت سابق للوصول بالبلاد إلى انتخابات عامّة.
وعلق المحلل السياسي الليبي، الدكتور خالد محمد الحجازي، على الأمر بالقول، "في الأسابيع الأخيرة عاد الحديث بقوة عن الدور الأمريكي في محاولة حلّ الأزمة الليبية، خصوصًا بعد تحرّك مستشار الرئيس الأمريكي للشؤون العربية والإفريقية مسعد بولس، الذي يقود مسارًا دبلوماسيًّا جديدًا يُعرف إعلاميًّا باسم مسار بولس”.
وتابع الحجازي في حديث لـ"إرم نيوز"، "من الواضح أن الإدارة الأمريكية تسعى إلى إعادة تثبيت حضورها في الملف الليبي بعد سنوات من التراجع، وهي خطوة لتقليص النفوذ الروسي في المنطقة مستفيدة من علاقتها مع القوى الإقليمية المؤثرة، مثل: مصر وقطر وتركيا".
وشدد الحجازي على أن "زيارة بولس لعدة أطراف ليبية، شرقًا وغربًا، حملت رسائل واضحة بأن واشنطن تدفع باتجاه توحيد المؤسسات الليبية وتجاوز الانقسام الذي شلّ الدولة لسنوات".
واستدرك المتحدث "لكن، ورغم الزخم السياسي، فإن الطريق نحو حكومة موحدة ما زال مليئًا بالعقبات. فالانقسام العسكري بين الشرق والغرب، وتضارب مصالح الفصائل المسلحة، وتدخلات القوى الإقليمية، وصراع الشرعية بين الحكومتين، كلها تحديات تجعل عملية التوحيد مسارًا معقدًا يحتاج إلى أكثر من مجرد دعم دولي".
وأضاف الحجازي، "أن وجود مسارين متوازيين – مسار الأمم المتحدة ومسار بولس – قد يخلق تداخلًا أو تنافسًا بين الجهود إذا لم يتم تنسيقها بشكل محكم، ومع ذلك، فإن التحرك الأمريكي يملك فرصة واقعية إذا نجح في جمع الأطراف على مرحلة انتقالية مختصرة تقود إلى انتخابات حقيقية، مع ضمانات دولية وإقليمية".
وتابع، بأن "النجاح لن يكون سهلًا، لكنه ليس مستحيلًا. قد لا نشهد حكومة ليبية موحدة كاملة خلال أشهر، لكن يمكن أن نرى اتفاقًا سياسيًّا مبدئيًّا يمهّد الطريق لتوحيد المؤسسات في أفق عام 2026".
وخلص الحجازي إلى أن "مساعي مسعد بولس تمثل فرصة مهمة، لكنها تحتاج توافقًا داخليًّا ليبيًّا ودعمًا إقليميًّا صريحًا حتى تتحقق فعليًّا على الأرض".
ولم يكشف بولس بعد عن مقترحاته لتوحيد السلطة التنفيذية في ليبيا، وهو ما يثير تكهنات بشأن ذلك.
من جانبه، قال نائب رئيس حزب الأمة الليبي، أحمد دوغة: "برأيي، إذا كانت الولايات المتحدة، ومن خلال بولس، تسعى فعلًا للقيام بعمل جاد وحقيقي في ليبيا، فعليها أن تمارس الضغط على جميع الأطراف دون استثناء".
وأردف دوغة في تصريح لـ"إرم نيوز"،"إذا فعلت الولايات المتحدة ذلك، فمن المؤكد أنها ستنجح في التوصل إلى حل وإبرام اتفاق لتوحيد الحكومتين".