في ضربة مباشرة لرهان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على تحقيق اختراق دبلوماسي في غزة، أعلنت مصادر في حركة حماس، يوم الأربعاء، أن الحركة "من المرجح" أن ترفض خطة السلام الأمريكية المكونة من 20 نقطة.
وهذا الموقف يضع مبادرة ترامب في اختبار حاسم ويهدد بنسف الآمال الأميركية والإسرائيلية بإنهاء الحرب عبر اتفاق سياسي سريع.
ورغم تأييد إسرائيل وواشنطن للخطة، ترى حماس، وفقًا لمصادر صحفية، أن الاقتراح "يخدم مصالح إسرائيل" ويتجاهل حقوق ومصالح الشعب الفلسطيني، مما يعيد ملف غزة إلى مربعات التعقيد والصراع المفتوح.
وتوضح نيوزويك أن المداولات الداخلية داخل حماس تركز على تأثير القبول على نفوذ الحركة في غزة ومكانتها الإقليمية.
وتشير الصحيفة إلى أن القائد العسكري في غزة، عز الدين الحداد، يميل لمواصلة العمليات العسكرية بدلًا من قبول الخطة، بينما تراجعت قدرة قادة الحركة في الخارج على التأثير المباشر على المفاوضات بسبب محدودية سيطرتهم على ملف الرهائن.
وأكدت نيوزويك أن قطر ومصر وتركيا كثفت اتصالاتها مع مسؤولي الحركة منذ الثلاثاء، في محاولة للضغط على حماس لدراسة الخطة بشكل جدي، لكن التحفظات السياسية والاستراتيجية تجعل من القبول الكامل أمرًا بعيد المنال، ما يترك المجتمع الدولي أمام واقع هشّ من وقف إطلاق نار مؤقت أو تجدد العنف.
وتتضمن خطة ترامب إطلاق جميع الرهائن الإسرائيليين – أحياءً وأمواتًا – خلال 72 ساعة من قبول إسرائيل الرسمي للصفقة، مقابل إطلاق سراح 250 فلسطينيًا محكومًا بالسجن المؤبد و1700 معتقل من غزة، إضافة إلى إعادة رُفات 15 فلسطينيًا مقابل كل رُفات إسرائيلي.
كما تنص الخطة على تجميد العمليات العسكرية مؤقتًا مع انسحاب القوات الإسرائيلية إلى خطوط متفق عليها، فيما سيُمنح أعضاء حماس الملتزمون بالتعايش السلمي ونزع السلاح عفوًا كاملًا، مع توفير ممر آمن للراغبين في مغادرة غزة.
ومع ذلك، تشير نيوزويك إلى أن الخطة تترك أسئلة مهمة بلا إجابة، بما في ذلك كيفية فرض الالتزام بنزع السلاح وضمان عدم وجود أي تهديد أمني بعد التنفيذ.
وفقًا للتقارير، أمهل ترامب حماس ثلاثة إلى أربعة أيام للرد على الخطة، محذرًا من أن الرفض قد يؤدي إلى "نهاية حزينة للغاية"، مع تأكيد أن الدعم الأمريكي لإسرائيل سيكون كاملاً في حال رفض الحركة.
أوضح الرئيس الأمريكي أن جميع الدول العربية والإسلامية وإسرائيل وافقت على الخطة، وأن القرار النهائي مرتبط بحماس فقط.
وأضافت نيوزويك أن رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني شدد على أهمية توافق الفصائل الفلسطينية، بينما أكد نتنياهو أن إطلاق الرهائن سيصاحبه ضمانات لأعضاء حماس الملتزمين بالشروط، بما في ذلك العفو والممر الآمن.
تؤكد نيوزويك أن خطة ترامب تواجه اختبارًا حقيقيًا في غزة، إذ إن رفض حماس للعرض قد يُجدد القتال ويفتح الباب أمام عمليات عسكرية إسرائيلية مدعومة أمريكيًا، بينما القبول، حتى مع تحققها، سيواجه تحديات تنفيذية وأمنية ضخمة.
وفي جميع السيناريوهات، يظل مصير آلاف المدنيين في غزة على المحك، بين نزوح ومجاعة وعنف، أو بين وقف إطلاق نار هشّ وإعادة إعمار جزئي، ما يجعل استقرار المنطقة على المدى القريب بعيد المنال.