بوتين: روسيا ستسمح لمواطني الصين بدخول أراضيها بدون تأشيرة
يراقب الشارع الإسرائيلي بقلق ردود الأفعال الدولية حيال احتجازها نشطاء سفينة "مادلين" بعد الاستيلاء عليها وقطع البث المباشر عنها، وسط مشاهد استسلام النشطاء الذين يُوصَفون بـ"معاداة السامية"، وفق عدة وسائل إعلام عبرية.
وبحسب وسائل الإعلام العبرية، هناك حالة انقسام داخلية بين من "يتباهون" بتعامل الحكومة والجيش ونجاحهما في مواجهة محاولة كسر الحصار عن غزة، بعدما منحوه أبعادا عسكرية تتعلق بمحاولات تهريب أسلحة لحركة حماس.
في المقابل، برزت أصوات منتقدة تتخوّف من حادث دبلوماسي جديد يزيد من عزلة إسرائيل الدولية، في ظل أحداث سابقة مثل إطلاق النار على الوفد الدبلوماسي في جنين، والتصعيد المتواصل مع الأمم المتحدة على خلفية الآلية الجديدة لتوزيع المساعدات، المتزامن مع عدة حوادث أمنية يُقتل فيها عدد كبير من المدنيين الفلسطينيين على يد الجيش الإسرائيلي.
وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، إن استيلاء الكوماندوز البحري الإسرائيلي على سفينة"مادلين" المتجهة إلى غزة صباح الاثنين، تصدّر عناوين الصحف العالمية، بعد ثمانية أيام متوترة أبحر خلالها ناشطون مؤيدون للفلسطينيين، من بينهم الناشطة المناخية الشهيرة غريتا ثونبرغ، إلى القطاع.
وخلال ساعات الفجر، صعد عناصر من "الأسطول 13" على متن السفينة، بعد أن أمروها بالابتعاد عن ساحل غزة. وكان لوزارة الخارجية الإسرائيلية موقف هجومي واضح تجاه السفينة والنشطاء، إذ وصفتهم بعدة توصيفات، منها "يخت السيلفي"، و"سفينة الاستفزازات الإعلامية"، و"موكب المشاهير".
ووفق تعليق الإعلام العبري، حافظت معظم المواقع الإلكترونية الدولية، التي وُصفت بالرائدة، بما فيها شبكة CNN وصحيفة نيويورك تايمز الأمريكيتين، على لهجة إعلامية نسبية.
وأشارت صحيفة التايمز الأمريكية إلى أن إسرائيل "تعهدت بمنع السفينة من الوصول إلى غزة"، وقالت إن الجيش الإسرائيلي سيستخدم "كل الوسائل اللازمة" لمنعها من كسر الحصار البحري.
ووصفت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية كيف "احتجزت القوات الإسرائيلية مركبا شراعيا يحمل ناشطين، من بينهم الناشطة المناخية غريتا ثونبرغ، كانوا يخططون لإيصال مساعدات إنسانية إلى غزة، في تحدٍّ للحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع".
أما المواقع الإلكترونية البريطانية، وكما هو متوقع، فقد بدت تغطيتها أكثر انتقادا لإسرائيل. وقدمت كلٌّ من بي بي سي وصحيفة الغارديان تحديثات دقيقة للتطورات.
وقالت شبكة بي بي سي البريطانية: "منعت القوات الإسرائيلية سفينة مساعداتٍ تقلّ ناشطين من الوصول إلى غزة"، وأضافت أن "وزارة الخارجية وصفت السفينة بـ'يخت السيلفي'، وقالت إن البحرية أمرتها بتغيير مسارها".
كما أشارت الشبكة إلى أن "الأمم المتحدة حذّرت مرارا وتكرارا من الجوع وسوء التغذية والأمراض في غزة".
وركز عنوان صحيفة الغارديان على مزاعم أعضاء الأسطول: "ناشطو سفينة مساعدات غزة يتهمون إسرائيل بـ'التوقيف القسري'، بينما تقول وزارة الخارجية الإسرائيلية إن السفينة في طريقها إلى إسرائيل".
من جانبها، تبنّت صحيفة بيلد الألمانية، المقربة من الحكومة الإسرائيلية، موقف تل أبيب، حيث كتبت في عنوانها: "الجيش الإسرائيلي منع غريتا من الوصول إلى غزة".
وتناولت وسائل الإعلام العربية هذه القضية أيضا، حيث بثت شبكاتٌ مشاهد من عملية الاستيلاء على السفينة على الهواء مباشرة. وكان من بين الناشطين الاثني عشر الذين كانوا على متنها مراسل لقناة عربية، وجاء في عنوان الخبر: "قوات كوماندوز إسرائيلية تقتاد سفينة مساعدات إلى غزة، إلى إسرائيل"، وهنا أيضًا، غطّت القضية بأسلوب "آخر المستجدات".
وكانت عملية الاستيلاء الإسرائيلي المثيرة للجدل على سفينة المساعدات، قد بدأت حوالي الساعة 1:15 صباحا بتوقيت غزة، عندما نشر قادة الأسطول رسالةً تفيد بـ"دقّ ناقوس الخطر على متن السفينة، وسترات النجاة جاهزة للسحب".