أعلنت الإدارة الذاتية الكردية، في شمال شرق سوريا، السبت، عن مقتل 4 مدنيين على الأقل، وإصابة آخرين، إثر استهداف تركي لسد تشرين الاستراتيجي في منطقة منبج بمحافظة حلب.
وأفاد بيان صادر عن الإدارة الذاتية: "استهدفت دولة الاحتلال التركي مرة أخرى تجمعًا مدنيًا في سد تشرين بريف مدينة منبج في محافظة حلب، ممن ذهبوا لدعم أبنائهم الذين يقاومون ضد هجوم المرتزقة والاحتلال التركي".
وأضاف البيان: "أسفر الهجوم عن إصابات مباشرة وشهداء بين المدنيين، حيث بلغ عدد الضحايا 4 شهداء و15 جريحًا، بينهم إصابات خطيرة".
من جهته، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل "3 مدنيين جراء ضربة جوية من طائرة مسيرة تركية استهدفت تجمعًا للمدنيين عند سد تشرين بريف منبج شرقي حلب".
وأوضح المرصد أن هؤلاء المدنيين كانوا ضمن مجموعة من المحتجين المساندين لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) في قتالها ضد الفصائل الموالية لتركيا للسيطرة على السد الاستراتيجي، الذي تسعى الفصائل لانتزاعه لتحقيق تقدم سريع باتجاه مناطق سيطرة الأكراد.
وتخضع مناطق واسعة في شمال وشرق سوريا لسيطرة الإدارة الذاتية، التي أنشأها الأكراد بعد اندلاع النزاع السوري في 2011 وانسحاب القوات الحكومية من دون مواجهات.
وعلى وقع الهجوم المفاجئ الذي شنّته هيئة تحرير الشام، وتمكنت بموجبه من الوصول إلى دمشق خلال 11 يومًا، تعرض المقاتلون الأكراد لهجمات شنتها فصائل سورية موالية لأنقرة في شمال سوريا، ما أدى إلى انسحابهم من مناطق عدة.
وتعتبر أنقرة الوحدات الكردية امتدادًا لحزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه منظمة "إرهابية" ويخوض تمردًا ضدها منذ عقود. وتسعى تركيا، وفق محللين، لإضعاف الأكراد في سوريا على خلفية التطورات الأخيرة.
وفي ظل تهديد تركيا بشن عملية عسكرية ضد قوات سوريا الديمقراطية، بذلت الولايات المتحدة جهودًا دبلوماسية كبيرة لتجنب مواجهة كبرى وسط استمرار القتال.
ورغم إعلان هدنة بوساطة أميركية، استمرت الاشتباكات بين قوات سوريا الديمقراطية والفصائل الموالية لأنقرة في ريف منبج؛ ما أسفر عن مقتل أكثر من 400 شخص منذ 12 كانون الأول/ديسمبر، معظمهم من المقاتلين، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وخلال زيارة لأنقرة هذا الأسبوع، أكد وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، رفض الإدارة الجديدة في دمشق لأي "تهديد" يستهدف تركيا انطلاقًا من أراضيها، في إشارة إلى المقاتلين الأكراد في شمال سوريا.
كما التقى رئيس قوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، الخميس رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني الحاكم في إقليم كردستان العراق، مسعود بارزاني.
وأشار بيان صادر عن مكتب بارزاني إلى أهمية توصل الأكراد في سوريا إلى "تفاهمات واتفاقيات مع السلطات الجديدة".