اعتبر خبراء أن القوى الكردية السورية تعول على علاقات رئيس وزراء إقليم كردستان، مسرور بارزاني (نجل الزعيم الكردي مسعود بارزاني)، مع أنقرة لإنهاء المواجهة في شمال شرق سوريا.
ويهدف حراك المسؤول الكردي العراقي، نحو تركيا وأكراد سوريا، إلى نزع فتيل الصراع العسكري القائم بين الطرفين على جبهتي عين العرب "كوباني" ومنبج في شمال شرق سوريا.
ضمن هذا الإطار يأتي كذلك اللقاء الذي جمع اليوم الخميس في أربيل بين الزعيم الكردي مسعود بارزاني، وقائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي.
ووفقا لقناة رووداو التابعة للإقليم، بحث الجانبان خلال اللقاء الوضع في سوريا والتطورات الأمنية والسياسية الأخيرة، وكذلك الإطار العام لتعامل الأطراف الكردية مع الوضع الجديد في سوريا وكيفية اتخاذ موقف كردي مشترك حيال ذلك.
وتم "التأكيد على ضرورة أن تقرر الأطراف الكردية في سوريا مصيرها بدون تدخل من أي طرف وبالوسائل السلمية، وأن تصل إلى تفاهم واتفاق مع الحكام الجدد في سوريا من أجل ضمان حقوقهم".
وكان عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني هوشيار زيباري، اعتبر أن اللقاء بين بارزاني وعبدي "يعد إنجازاً كبيراً لتعزيز الوحدة الكردية وتمكين الحكام السوريين الجدد في دمشق من تحقيق انتقال سياسي سلس".
حلول سياسية
وقال القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني، جميل الهركي، إن "القوى الكردية العراقية تدفع باتجاه إيجاد حلول سياسية وفق الدبلوماسية الخارجية بين تركيا والقوى الكردية السورية، الأمر الذي سيصب لصالح كلا الجانبين لتجنيب المزيد من التصعيد على الحدود السورية التركية".
وبيّن لـ"إرم نيوز"، أن "زيارة بارزاني، إلى تركيا جاءت وفق طلبات من القوى الكردية السورية لتدخل قيادة كردستان للوساطة بين أنقرة وأكراد سوريا والوصول إلى تفاهمات ونقاط مشتركة يمكن أن تحل القضايا العالقة بين الطرفين".
وفي الـ7 من شهر كانون الثاني/يناير الجاري، التقى مسرور بارزاني، بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لكن لم يتم الإفصاح عن التفاهمات التي جرت حول أكراد سوريا أو ردود الفعل التركية تجاه تلك الوساطة.
إلا أن مصدرا سياسيا كرديا رفيع المستوى، أكد أن "أردوغان وضع شروطاً عديدة فيما يتعلق بالأزمة السورية"، وعلى رأسها "حتمية العملية العسكرية ضد قوات سوريا الديمقراطية (قسد)"، لكن لم يتم الاستجابة لتلك الشروط.
وأضاف لـ"إرم نيوز" أن حديث القيادة التركية كان بخصوص حزب العمال الكردستاني "PKK" وسلاح القوى الكردية السورية، التي تطالب أنقرة بتسليمه للإدارة الجديدة.
وتستعد تركيا بمساعدة الفصائل الموالية لها لشن عملية واسعة النطاق تستهدف قوات "قسد" في كوباني والحسكة وغيرها من المناطق، مؤكدة أنها تسعى للقضاء على حزب العمال الكردستاني في سوريا.
ويسيطر الأكراد على المناطق الشمالية والشمالية الشرقية من سوريا حيث تتمتع تلك المناطق منذ عام 2011 بالإدارة الذاتية للأكراد، وبدعم من الولايات المتحدة الأمريكية، التي تعتبر القوات الكردية قوة فاعلة على الأرض لمقاتلة تنظيم "داعش".
وكان مسعود بارزاني أرسل مبعوثه، حميد دربندي، يوم الثلاثاء الماضي، إلى مدينة القامشلي السورية حيث عقد اجتماعاً موسعاً مع قائد قوات "قسد"، مظلوم عبدي، وقيادات المجلس الوطني الكردي "ENKS"، حاملاً معه رسالة تركية بهدف إيجاد حل واسع لأزمة شمال شرق سوريا.
وقالت، مصادر لـ "إرم نيوز"، إن "الغرض من اللقاء الذي جرى بشكل منفرد في القامشلي والحسكة، هو إيصال رسالة تركية إلى كل الجهات الكردية المنضوية تحت لواء القيادات السياسية والعسكرية، بهدف حلحلة القضايا العالقة مع الجانب التركي على الحدود، ومحاولة إيجاد حلول ناجحة لتلافي الصدام المسلح".
وقال رئيس الهيئة التنفيذية لتيار مستقبل كردستان سوريا، أكرم حسين، إن "القوى الكردية السورية تعول على علاقات، بارزاني، مع تركيا لتقريب وجهات النظر بين الطرفين، وإن زيارة مبعوثه، دربندي، جاءت بهدف الوقوف على تطورات الأوضاع في المناطق الكردية السورية".
وأضاف لـ"إرم نيوز"، أن "الزيارة حملت عنوانين رئيسين، الأول يتعلق بوحدة الصف الكردي السوري، والثاني خارجي يتعلق بالصراع الكردي التركي في شمال شرق سوريا".
وحصل، بارزاني، على الضوء الأخضر الأمريكي للعب دور الوسيط مع أنقرة، وذلك بعد زيارة مساعد وزير الخارجية الأمريكي، فيكتوريا تايلر، يوم أمس الأربعاء، إلى أربيل ولقائها الزعيم الكردي، مسعود بارزاني.
وأشادت تايلر، بحسب بيان لرئاسة الإقليم، بجهود بارزاني في إرسال ممثله الخاص إلى سوريا للقاء الأطراف الكردية في سوريا، مؤكدة "دعم الولايات المتحدة لكل المساعي التي تسهم في التقريب بين الأطراف الكردية وتحقيق الاستقرار في سوريا والمنطقة".
وتخوض قوات "قسد" معارك دامية على جبهات مدينة عين العرب (كوباني) لوقف زحف الفصائل المسلحة الموالية لتركيا باتجاه سد تشرين ومدينة كوباني والقامشلي وغيرها من المناطق الواقعة تحت سيطرة "قسد".
بدوره رأى الأكاديمي والخبير الاستراتيجي، سوما زاخولي، أنه "ليس أمام القوى الكردية السورية حلول غير استبعاد حزب العمال الكردستاني وعناصره ذات الأصول التركية من شمال شرق سوريا، وهذا ما يراه الحزب الديمقراطي الكردستاني العراقي أنه الحل الوحيد لقطع الطريق على تركيا".
وذكر لـ"إرم نيوز"، أن "المعلومات المتوفرة تؤكد أن القيادات الكردية السورية وخصوصاً المجلس الوطني الكردي في سوريا باتت تتحرك باتجاه استبعاد عناصر حزب العمال من سوريا".
ورجح زاخولي، أن "تثمر علاقات، بارزاني، مع أنقرة بنتائج إيجابية خصوصاً أن تركيا حصلت على الضوء الأخضر للقضاء على PKK في العراق والاستفراد بالحزب بعد طرده من سوريا".
