تتراوح السيناريوهات المقبلة في غزة بين خطة الاحتلال الكامل للمدينة، وصفقة جزئية في إطار خطة المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، وجهود دولية لتخفيف حدة العملية العسكرية.
ولا تستبعد إسرائيل إمكانية العودة إلى المفاوضات حتى وإن كان ذلك باتفاق جزئي في إطار "خطة ويتكوف"، رغم تمرير خطة الاحتلال الكامل لغزة، وحديث الكابينت حول استكمالها حتى النهاية، وعدم إيقافها للعودة للمفاوضات.
ووفق تقرير للقناة 12 العبرية، يعمل الوسطاء خلف الكواليس في محاولة لمنع العملية العسكرية في القطاع من خلال صياغة مقترحهم الخاص، ومن هنا تتنوع خريطة من السيناريوهات للخطوة المقبلة.
تشمل خطة احتلال مدينة غزة العديد من المحاور دون خطة تنفيذية، وجدول، وتمويل حتى الآن.
ومن محاور العملية، إخلاء المخيمات للجنوب، وتجنيد 250 ألف جندي احتياطي، وحصار مدينة غزة، وإنشاء مساحات إنسانية، وإنشاء 12 محطة توزيع مواد غذائية، والسيطرة على المدينة مع إمكانية توسيع العملية إلى المعسكرات المركزية.
وتشمل محاور العملية، وفق القناة العبرية، تصفية كبار المسؤولين المتبقين في المدينة، وهو هدف رئيس للجيش الإسرائيلي، مع التعامل مع تحدي إجلاء 800 ألف ساكن باهتمام شديد، خاصة أن معظمهم من المدنيين، وكثير منهم نازحون من مناطق أخرى في قطاع غزة، ويتطلب الإجلاء الجماعي التنسيق الإنساني مع الوكالات الدولية.
وتشير الخطة إلى أن الاكتظاظ البشري الشديد، والبنية التحتية للنقل المتضررة، يجعلان من الصعب نقل أعداد كبيرة من الناس بسرعة وأمان، وهو تحدٍ كبير للعملية زمنياً، ولوجستياً، وسياسياً، وقانونياً، وإنسانياً، في صيف غزة الملتهب.
ووفق تصريحات مصدر إسرائيلي للقناة 12، فإن هناك إمكانية لاستئناف المحادثات بشأن اتفاق جزئي وليس شاملاً، عكس ما قال مبعوث ترامب، ستيف ويتكوف.
وأوضح المصدر: "لا نستبعد العودة إلى المفاوضات بشأن اتفاق جزئي في إطار خطة فيتكوف. الجهود الرئيسة، الآن، تقع على عاتق الوسطاء".
وكان آخر بنود الاتفاق، إطلاق سراح 10 رهائن أحياء، و18 رهينة ميتين، ووقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً، وكانت التصريحات الأولى تركز على اتفاق شامل، ومن غير المعروف حتى الآن الصورة النهائية للمقترح الذي خُصّص له أسبوعان للصياغة.
هناك جهود مكثفة تبذلها الدول التي تتوسط خلف الكواليس مع إسرائيل وحركة حماس، بهدف منع توسع الحملة العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة.
وبحسب مصادر القناة 12، فإن المحادثات تدور حول حزمة مقترحات لإنهاء الحرب وانسحاب إسرائيلي شامل من قطاع غزة، مقابل إطلاق سراح جميع الرهائن، ونزع سلاح الفصائل، وطرد عدد من قادة الجناح العسكري لحركة حماس إلى الخارج، وإقامة إدارة تكنوقراطية للسيطرة على القطاع، بمساعدة جهاز شرطة محترف.
وكشفت القناة، أمس، أن ويتكوف التقى في إيبيزا في إسبانيا مع رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، لمناقشة خطة لإنهاء الحرب مقابل إطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس، بحسب مصدرين مطلعين على الاجتماع.
وأثارت هذه الأنباء جدلاً بين أطراف الحكومة والمؤسسات بين مؤيد ومعارض، وكان واضحاً موقف الوزير بتسلئيل سموتيرتش بشكل بارز، مع هجومه على نتنياهو في فيديو خاص بعنوان فقدان الثقة في رئيس الوزراء؛ مما جعل رئيس الوزراء يهاجمه في بداية اجتماع الحكومة، بقوله أن لليمين موهبة خاصة، هي إسقاط حكوماته، ثم المعاناة من الكوارث بعد ذلك.