نفت سفارة أوكرانيا لدى بغداد، اليوم السبت، مشاركة أطراف أوكرانية في إعداد أو تدريب أشخاص متورطين بأنشطة غير قانونية داخل العراق أو إقليم كردستان.
جاء ذلك بعد أن نشر جهاز الأمن الكردي "الأسايش" اعترافات لمجموعة مرتبطة بالقيادي الكردي لاهور شيخ جنكي، اتهمت بمحاولة اغتيال رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني بافل طالباني.
وذكر أفراد المجموعة أنهم تلقوا تدريبات في أوكرانيا عبر "موافقات خاصة" لصناعة طائرات مسيّرة انتحارية، قبل أن يلتقوا لاحقاً مدربين قادمين من كييف داخل الإقليم.
وأوضح بيان للسفارة أن "أوكرانيا لم تقم ولن تقوم بأي نشاط يتعلق بتدريب مسلحين أو إنتاج طائرات مسيّرة لأغراض غير مشروعة خارج أراضيها"، مضيفاً أن "هذه الادعاءات معلومات مضللة تهدف إلى تشويه صورة أوكرانيا وقيادتها".
وأضاف أن "نشر مثل هذه المزاعم يسعى للإضرار بعلاقات أوكرانيا الخارجية في وقت تخوض فيه معركة وجودية ضد العدوان الروسي"، وفق البيان الذي شدد على أن "أوكرانيا ملتزمة فقط بالأنشطة العسكرية والدفاعية داخل حدودها".
وتابع البيان بدعوة وسائل الإعلام إلى "الاعتماد على المصادر الرسمية والموثوقة، والابتعاد عن نشر الشائعات أو التقارير غير المؤكدة التي قد تؤثر سلباً على الرأي العام".
والأسبوع الماضي، حاصرت قوة كبيرة من جهاز الأسايش فندق "لاله زار" في مدينة السليمانية، حيث كان لاهور شيخ جنكي يقيم مع أفراد من عائلته وعدد من أنصاره.
وشهد المكان اشتباكات مسلحة عنيفة استمرت لساعات، استخدمت فيها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة وحتى الطائرات المسيّرة، ما أسفر عن قتل خمسة أشخاص بينهم ثلاثة من عناصر الأمن واثنان من المرافقين، فضلاً عن إصابة آخرين.
وانتهت العملية باعتقال لاهور شيخ جنكي مع أشقائه وبعض أفراد عائلته، واقتيادهم إلى جهة مجهولة، فقد أعلنت قيادة الأسايش حينها أن العملية جاءت "تنفيذاً لمذكرات قضائية" تتعلق بمحاولة اغتيال بافل طالباني، وهو ما دفعها لاحقاً إلى نشر اعترافات مصورة لمجموعة قالت إنها مرتبطة بلاهور وتخطط للعملية عبر طائرات مسيرة.
والخلاف بين بافل طالباني ولاهور شيخ جنكي تعود جذوره إلى عام 2021، عندما أُقصي لاهور من الرئاسة المشتركة للاتحاد الوطني الكردستاني بعد اتهامات له بإنشاء شبكات نفوذ موازية داخل الأجهزة الأمنية والاقتصادية للحزب، لتبدأ مرحلة من التوتر الصامت بين الجانبين، غير أن هذا الخلاف ظل محصوراً في الكواليس قبل أن يتفجر في اشتباكات السليمانية.