شهدت الأيام الثلاثة الماضية زيادة ملحوظة في نشاط طائرات الاستطلاع غير المأهولة الأمريكية من طراز MQ-4C Triton فوق سواحل لبنان وغزة، في خطوة قد تستهدف جمع معلومات قبل تصعيد محتمل في المنطقة.
وبحسب رصد مواقع متخصصة بتتبع حركة الملاحة الجوية، ومنها موقع فلايت رادار، فقد جرى تسجيل أكثر من 15 مهمة نفذتها طائرات MQ-4C Triton في المنطقة، مع تركيزها في الغالب على المناطق الواقعة ضمن لبنان وقطاع غزة.
ويمثل النشاط المسجل لطائرات الاستطلاع الأمريكية فوق السواحل اللبنانية وقطاع غزة مع بداية شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، زيادة نسبتها 30% مقارنة مع نشاطها المسجل طيلة الربع الثالث من عام 2025.
وتعكس هذه الزيادة في النشاط استعدادات أمريكية لهجوم على مواقع تابعة لـ"حزب الله"، الذراع الرئيسية لإيران في المنطقة، وذلك بالتنسيق مع إسرائيل بعد مماطلة الحزب في نزع سلاحه، وفقًا لما نص عليه اتفاق وقف إطلاق النار الأخير بين لبنان وإسرائيل.
وبناءً على تحليلات عسكرية، فإن المهام التي تنفذها طائرات الاستطلاع الأمريكية فوق سواحل لبنان وقطاع غزة تهدف إلى دعم عمليات القوات الأمريكية في المنطقة، مع التركيز على:
المراقبة البحرية والأمنية
كشف تحركات السفن العسكرية، والغواصات، أو النشاط غير الشرعي (مثل تهريب الأسلحة إلى "حزب الله" أو "حماس").
وتغطي الطائرة مساحات واسعة تصل إلى 7,400 كيلومترمربع؛ ما يساعد على مراقبة خطوط الإمداد الإيرانية عبر البحر المتوسط.
جمع المعلومات الاستخبارية الحديثة
لدعم قوات التحالف الدولي (مثل قوة الاستقرار المتوقع نشرها في غزة)، من خلال بث بيانات إلى مراكز القيادة في البنتاغون أو إلى السفن الحربية الأمريكية في شرق المتوسط، بما في ذلك التنصت على الاتصالات الإلكترونية وتتبع الأهداف الأرضية قرب السواحل.
دعم الدبلوماسية والردع
في سياق خطة ترامب، تساعد هذه المهام على التحقق من امتثال الأطراف للهدنة، ومنع هجمات "حزب الله".
التوسع الإستراتيجي
ويهدف على المدى الطويل إلى رصد التحركات الصينية أو الروسية في منطقة الشرق الأوسط.
وتُعدّ طائرات MQ-4C Triton، التي تُشغَّل من قاعدة نافال إير ستيشن في صقلية بإيطاليا، جزءًا من برنامج "المراقبة الواسعة" الذي تنفذه قوات البحرية الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، وهي مصممة للتحليق على ارتفاعات تصل إلى 50 ألف قدم؛ ما يتيح لها تغطية واسعة دون دخول المجال الجوي الوطني للدول المعنية.
وعلى الصعيد التقني، فإن الطائرة MQ-4C، المصنعة من قبل شركة نورثروب غرومان، مجهزة بأجهزة رادار متقدمة مثل AN/APY-10 للكشف عن الأهداف السطحية، وكاميرات عالية الدقة، وأجهزة تنصت إلكترونية؛ ما يسمح بجمع بيانات في الوقت الفعلي عن النشاطين البحري والأرضي.