الكرملين: مشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا "لا تبشّر بالخير"
كشف عضو مجلس النواب اللبناني وضاح الصادق، أن أجهزة الدولة المعنية في لبنان، نجحت الفترة الماضية في إغلاق أكثر من 60 مصنع "كبتاغون" ومعبر غير شرعي لتهريب الأموال والسلاح إلى "حزب الله" من الخارج.
وأوضح في حوار مع "إرم نيوز"، أن "حزب الله" يدفع البلاد للانتحار، في ظل أسلوب تعامله مع التهديدات الخاصة بشن حرب جديدة على لبنان بسبب عدم تنفيذه عملية حصر السلاح، بجانب السياسات والأساليب الأخرى التي يتبعها.
وبيّن الصادق، أن "حزب الله" هو الورقة الأخيرة لإيران في منظومة ميليشياتها بالمنطقة بعد أن أصبح هناك نوع من السيطرة على "الحوثيين" في اليمن، وهو ما يجعل قرار الحرب الخاص بلبنان، واقعا في يد طهران.
وأكد أن الدولة العميقة في لبنان المتمثلة في "حزب الله" ورئيس مجلس النواب نبيه بري، تعمل على عرقلة تحقيق إرادة الناخبين في الخارج خلال الانتخابات القادمة.
وأشار إلى أن إلغاء زيارة قائد الجيش اللبناني رودلف هيكل إلى واشنطن، رسالة قاسية من الجانب الأمريكي وهي سابقة من نوعها، تحمل رسالة إلى لبنان، بأن هناك بطئا في عملية نزع سلاح "حزب الله".
وتالياً نص الحوار..
في البداية.. هل باتت عملية نزع السلاح في لبنان أمراً مستحيلاً؟
عملية نزع السلاح جارية، فلماذا نذهب إلى التشاؤم؟ هي أمر واقع ولكن تحتاج إلى وقت، وإذا قلنا اليوم إن هناك توقّعات بأن نزع السلاح يتم خلال شهر أو شهرين أو ثلاثة أو سنة أو سنة ونصف، نكون واهمين.
لدينا عملية نزع للسلاح أساسية في جنوب لبنان، حصر السلاح في يد الدولة في منطقة جنوب الليطاني ستُستكمَل آخر السنة، أما في شمال الليطاني إلى منطقة الجنوب فهي عملية لا تأخذ وقتاً كثيراً من جانب الجيش اللبناني، ومن بعد الجنوب هناك خطة لنزع السلاح في بقية لبنان، بالعكس حصر السلاح في يد الدولة عملية واقعية ولكن تحتاج إلى الوقت، ولا أحد كان يتوقع إنجازها خلال شهرين أو ثلاثة كما روّج البعض.
كيف ترى منهج تعامل "حزب الله" في هذه الأزمة في ظل ما يُتوقَّع من حرب جديدة على لبنان أشد مما خلّفته الحرب الأولى ولا سيما على حاضنته؟
لا أعتقد أنّ تعامله يأتي ضمن إطار واقعي، وأيضا لا أعرف إذا كان ما يقوم به عبارة عن عملية انتحار عسكري وسياسي وللأسف سيأخذ هنا لبنان معه، أو أنها عملية شدّ حبل، أو أنه يريد أن يقدم رسائل تُوجه لبيئته للحفاظ على خطوطه داخلها.
من الصعب تفسير ما يظهر من القائمين على "حزب الله" في تعاملهم مع الأزمة في ظل ما يتضح من قلّة حكمة تجاه ما يقومون بها، ربما يكون ذلك بسبب غياب القيادات التي كانت متواجدة سابقاً، وأيضا من الممكن بسبب غياب القرار من داخل لبنان والموجود خارجه، ولكنهم يعطون تصريحات وتصرفات تقدِّم للإسرائيلي كل الذرائع، فيذهبون إلى الضامن الأمريكي ويقولون له: "هؤلاء يقولون بلسانهم إنهم لن يتخلّوا عن سلاحهم ولا عن مستودعاتهم.. وهذا سيجرّ لبنان إلى حرب جديدة".
كيف ترى تحكّم إيران في قرار الحرب والسلم في لبنان؟
تحكم إيران ما زال موجودا وقائما، وذلك من خلال التحكم في قرار "حزب الله" في لبنان، وهذا التحكم لا يمثل ثقلا فقط على الدولة ومؤسساتها التي تعمل على حصر السلاح، ولكن ذلك يمثل عامل ضغط ويُستعمل ليكون ورقة تفاوض في ملفات تتعلق بمصالح طهران الإقليمية، ولا سيما أن لبنان عبر "حزب الله" هو الورقة الأخيرة بعد ما جرى لأذرعها في سوريا والعراق واليمن، "حزب الله" هو الورقة الأخيرة لإيران في منظومة ميليشياتها بعد أن أصبح هناك نوع من التحكم على اليمن أي "الحوثيين".
من الواضح أن "حزب الله" يعمل على فرض نفوذه من خلال الانتخابات النيابية القادمة في ظل أزمة قانون الانتخابات والاتهامات الموجهة للتنظيم لمحو إرادة الناخب اللبناني في الخارج؟
نعم، هذا قائم بالتأكيد، "حزب الله" يملك مفتاح مجلس النواب في وقت يتحكم فيه في قرار رئيس المجلس. فمثلاً في أي دولة في العالم، إذا كان القانون يعارضه عدد كبير من النواب، لا تتم حتى مناقشته، ولأن هذا القانون يؤثر على الانتخابات ويعطي المقيم اللبناني في الخارج حقه في التصويت، ويمكن أن يؤثر على توزيع المقاعد في المجلس النيابي ويؤثر على المستقبل السياسي لـ"حزب الله"، نجد هذا المشهد.
أزمة قانون الانتخابات تُظهر مدى هيمنة الدولة العميقة التي ما زالت موجودة وتحتاج إلى الوقت ليتم انتزاعها من جذورها، والدولة العميقة أساساً عند رئيس مجلس النواب نبيه بري و"حزب الله" وغيرهما من الحلفاء والمستفيدين من الوضع الذي يعيشه لبنان.
هل تبتعد مسافة الحل خاصة مع الولايات المتحدة في ظل ما أوضحته تقارير رسمية من واشنطن عن شبكات تهريب أموال "حزب الله" وأيضاً نفوذ التنظيم في مفاصل مؤسسات حيوية ومهمة؟
الجانب الأمريكي عبر وفد وزارة الخزانة قدّم تفاصيل دقيقة عن عمليات تهريب أموال لـ"حزب الله"، ومن المعروف أنه يحدث تهريب بشتى الأشكال لصالح التنظيم على كافة المستويات، وبعض مستودعات السلاح الموجودة شاهدة على ذلك.
عمليات التهريب لصالح "حزب الله" التي تهدد سيادة الدولة لا تكون من إيران، هناك مستودعات سلاح في سوريا وهي في أماكن سرية لم يكتشفها النظام الجديد هناك بعد، ولكن مع كل ذلك، هناك فارق كبير في عملية التهريب إلى لبنان الآن مقارنة بما كان قبل ذلك مثل السماء والأرض.
ومن الطبيعي أن الجانب الأمريكي وغيره يرى في الوقت الحالي التقدم الذي تقوم به مؤسسات الدولة المعنية في مكافحة عمليات التهريب وأشكالها من أموال وسلاح لـ"حزب الله"، حيث حققت الدولة نتائج إيجابية عبر أجهزتها في مواجهة ذلك.
لقد تم قطع طرق كثيرة على "حزب الله" فيما يتعلق بالتهريب، بغرض دعمه في الداخل، فقد تم حتى الآن إقفال أكثر من 30 معبرا غير شرعي على الحدود، كان يتم استخدامها لكافة أشكال التهريب سواء للأموال والأسلحة، وتم إغلاق 30 مصنع كبتاغون.
هل يمكن القول أيضاً من جهة أخرى إن لبنان لم تُقدَّم له المساعدة المطلوبة من الولايات المتحدة مع وجود توم باراك بعد صدور قرار الحكومة بخصوص نزع السلاح في أغسطس الماضي؟
الأزمة لا تتعلق بالمبعوث الأمريكي توم باراك، هناك العديد من الأمور من الممكن أن تقدم مساعدة حقيقية لمشروع الدولة ومسارها السياسي، ومنها مثلا إذا قدمت واشنطن ضمانات من أهمها أنه في حال نزع السلاح في جنوب الليطاني تقوم الولايات المتحدة بالفرض على إسرائيل الانسحاب من بعض النقاط في الجنوب، وأيضا من الجيد أن يحدث استغلال لقيمة الوقت في هذه المرحلة والذهاب إلى عملية البنية التحتية وتطويرها في الجنوب، حتى يكون هناك تأهيل واستعداد لعملية إعادة الإعمار.
العمل ضمن طريقة "خطوة بخطوة" ستكون له أثار كبيرة في المساعدة بإقناع البيئة المتواجدة في الجنوب بعملية بناء الدولة وأن تكون مهتمة بذلك.
كيف ترى إلغاء زيارة قائد الجيش اللبناني إلى الولايات المتحدة مؤخراً؟ وهل يمكن تدارك هذا الأمر؟
رسالة قاسية من الجانب الأمريكي وهي سابقة من نوعها، يقول فيها للبنانيين إن هناك بطئا في العملية التي تُجرى بخصوص نزع السلاح، ويبدي استغرابه مما صدر قبل أسبوع من تقرير خرج عن لجنة "الميكانيزم" تقول فيه إن الجيش يقوم بعمل جيد جدا في هذه العملية.
نعم، نعرف أنه اليوم هناك بطء في العمل ويجب أن يزيد، ويجب أن تكون الرقابة أكبر، ولكن في كل الأحوال الرسالة قاسية، وأتمنى أن يتم تداركها بطريقة من الطرق في أسرع وقت، ولا سيما أن الولايات المتحدة لها دور أساسي وتاريخي في دعم الجيش اللبناني.
ما جرى أن واشنطن ألغت المواعيد المتعلقة بلقاءات قائد الجيش في الولايات المتحدة وليس إلغاء الزيارة؛ وعلى هذا الأساس رأى قائد الجيش إلغاء الزيارة، ومعه حق في ذلك.