كشفت مصادر دبلوماسية غربية، أن الولايات المتحدة تسعى لتحويل اللجنة الخماسية "الميكانيزم" إلى لجنة ثلاثية تضمّ لبنان والولايات المتحدة وإسرائيل، مع استبعاد فرنسا وقوات الأمم المتحدة "اليونيفيل" من اللجنة.
وقالت المصادر لـ"إرم نيوز"، إن المساعي الأمريكية بهذا الخصوص تهدف إلى السيطرة الكاملة على آلية تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان لفرض اتفاق أمني مباشر بين بيروت وتل أبيب يتضمن سحب سلاح ميليشيا حزب الله بالقوة إذا لزم الأمر.
وتُعد اللجنة الخماسية آلية دولية تم تشكيلها في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، بالتزامن مع توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، لتكون الذراع التنفيذي الرئيسي لتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل وقرار مجلس الأمن 1701.
وتأتي المبادرة الأمريكية بالتنسيق مع إسرائيل التي تُفضّل سيطرة واشنطن على اللجنة بالكامل، خاصة بعد تعيين الجنرال الأمريكي جوزيف كليرفيلد رئيسًا للجنة الخماسية، مما يعني ضمان تل أبيب للضوء الأخضر على جميع عملياتها ضد لبنان.
وأكدت المصادر أن المبادرة الأمريكية لتحويل اللجنة الخماسية إلى ثلاثية جرى مناقشتها مع السلطات اللبنانية التي لم يُعرف ردها حتى الآن.
وبحسب المعلومات المتوفرة فإن المبادرة الأمريكية تتضمن إلغاء دور فرنسا كوسيط، بعد رفض إسرائيل اقتراحها بنشر قوات "اليونيفيل" في 5 نقاط حدودية محتلة (شبعا، رأس الناقورة، عيترون، الخيام، الناقورة).
كما تستهدف المبادرة تهميش دور قوات "اليونيفيل"، التي نجحت واشنطن في وقت سابق بـإصدار قرار أممي بسحبها تدريجيًا من الحدود اللبنانية الإسرائيلية بحلول العام 2026، وذلك بعد اتهامها من تل أبيب بعدم قيامها بالدور المطلوب منها.
وأشارت المصادر الدبلوماسية الغربية إلى أن استبعاد فرنسا وقوات "اليونيفيل" من اللجنة يعني رئاسة أمريكية حصرية للجنة الثلاثية، مما سيمكنها من إصدار قرارات ملزمة تُفرَض على لبنان.
وأوضحت المصادر أن هذه المبادرة الأمريكية ليست مجرّد إعادة هيكلة للجنة، بل تعبير عن تحوّل استراتيجي أمريكي-إسرائيلي نحو فرض مبدأ "السلام بالقوة" الذي تنتهجه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ولايته الثانية.
يشار إلى أن المبادرة الأمريكية ليست جديدة فحسب، بل تُمثّل قمّة الضغط الأمريكي-الإسرائيلي لتحويل الهدنة إلى اتفاق أمني دائم مع لبنان ونزع سلاح ميليشيا حزب الله، وذلك عقب رفض تل أبيب المستمر للوساطات الدولية، خاصة بعد مزاعمها بفشل "اليونيفيل" في منع إعادة تسلّح ميليشيا حزب الله.