كشفت الأمم المتحدة، الجمعة، عن مستوى قياسي من هجمات المستوطنين الإسرائيليين على الفلسطينيين في الضفة الغربية، في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وأعلن "مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية" (أوتشا)، أنه "سجل الشهر الماضي 264 هجوماً للمستوطنين تسببت في سقوط ضحايا أو أضرار بالممتلكات أو كليهما".
وأشار المكتب الأممي، في تقرير له، حول الانتهاكات في الضفة الغربية، إلى أن ذلك الرقم "يمثل أعلى رقم منذ ما يقرب من عقدين منذ بدأ مسؤولو المنظمة الدولية في تتبع هذه الهجمات في العام 2006 بمتوسط أكثر من 8 حوادث كل يوم".
وذكر المكتب الأممي، في تقريره، أنه "منذ عام 2006، وثّق أكثر من 9600 هجوم، وقع 1500 منها تقريبًا هذا العام وحده، أي ما يقارب 15% من الإجمالي".
وأشار التقرير إلى أنه "منذ 7 أكتوبر 2023 وحتى 5 نوفمبر الجاري، قتلت قوات الأمن الإسرائيلية والمستوطنون 1010 فلسطينيين في الضفة الغربية بما في ذلك القدس الشرقية، وشمل هذا العدد 215 طفلاً".
وأوضح التقرير أن "عدد الأطفال الفلسطينيين الذي قتلوا على يد القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية بلغ 42 طفلاً حتى الآن هذا العام، أي أن واحدا من كل 5 فلسطينيين قتلوا على يد القوات الإسرائيلية في 2025، كان طفلاً".
وقال المتحدث باسم المكتب ثمين الخيطان، في تصريح له: "شهدنا تزايد الهجمات مؤخراً، لا سيما مع موسم قطف الزيتون. يجب أن تتوقف هذه الهجمات، وأن تكون هناك محاسبة".
وأضاف أنه "تم تسجيل 757 هجوماً في النصف الأول من عام 2025 وحده، وهو رقم أعلى بنسبة 13% من نفس الفترة من العام الماضي".
ولفت إلى أنه "منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023، نزح أكثر من 3200 فلسطيني بسبب عنف المستوطنين والقيود المفروضة على الوصول المرتبطة به. وتم إخلاء مجتمعات رعوية بأكملها من السكان. وقُتل أشخاص وأصيب المئات - بما في ذلك بالرصاص الحي - وفقد الكثيرون سبل عيشهم".
ودعا المكتب الأممي إلى محاسبة المستوطنين وأفراد قوات الأمن الإسرائيلية المتورطين في تلك الهجمات، محذراً من الارتفاع الحاد في وتيرة العنف، قائلًا إن تلك الهجمات، التي أسفرت عن قتلى وإصابات وأضرار في الممتلكات، بلغت في المتوسط 8 وقائع يوميًا.
وتُمثل الضفة الغربية، التي يقطنها نحو 2.7 مليون فلسطيني، محورًا رئيسًا في المساعي الرامية إلى إقامة دولة فلسطينية مستقبلية إلى جانب إسرائيل، لكن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة وسّعت المستوطنات فيها بوتيرة سريعة، مما أدى إلى تقسيم الأراضي.
وتعتبر الأمم المتحدة والفلسطينيون ومعظم الدول هذه المستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي، فيما تعارض إسرائيل ذلك.
ويعيش أكثر من نصف مليون مستوطن إسرائيلي في الضفة الغربية.
وتأتي الهجمات في الضفة الغربية رغم وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة في حرب غزة في أكتوبر/ تشرين الأول، والذي هدأ معظم القتال وأدى إلى عودة الرهائن.
