أجبرت ميليشيا الحوثي، عددًا من السفن والناقلات البحرية المُحمَّلة بالوقود والمشتقات النفطية على البقاء وعدم مغادرة ميناء رأس عيسى النفطي، في محافظة الحديدة شمال غربي اليمن، رغم التهديدات العسكرية في المنطقة.
ويُنذر بقاء السفن في منطقة عمليات عسكرية نشطة بكارثة وخيمة، ويهدد حياة وأرواح الطواقم العاملة من جنسيات مختلفة بشكل مباشر، لا سيما وأن المقاتلات الأمريكية استهدفت في وقت سابق الميناء ومحيطه، لارتباطه بأنشطة إرهابية تستفيد منها ميليشيا الحوثي.
وفي هذا الصدد، أعربت الحكومة اليمنية، المُعترف بها دوليًا، عن إدانتها الشديدة واستنكارها البالغ إزاء قيام الحوثيين، باحتجاز عدد من السفن المحمَّلة بالمشتقات النفطية في ميناء رأس عيسى، ومنعها بالقوة من المغادرة.
وأشارت الحكومة اليمنية، عبر وزير الإعلام معمر الإرياني، إلى أن ذلك "يمثل مخاطر جسيمة على أرواح الطواقم البحرية، في ظل وجود السفن داخل منطقة عمليات عسكرية نشطة، نتيجة استخدام الميليشيا للميناء ومحيطه في أنشطة إرهابية متكررة".
واستعرض الإرياني جانبًا من تقارير صادرة عن جهات وصفها بـ"الموثوقة"، حيث تفيد بأن "السفن المحتجزة تضم على متنها عشرات البحارة من جنسيات مختلفة، بينهم مواطنون هنود، ظلوا عالقين منذ أشهر في أوضاع بالغة الخطورة، في وقت تتصاعد فيه وتيرة الضربات على الميناء نتيجة الأنشطة العسكرية غير المشروعة للميليشيا، ما يضع حياة هؤلاء البحارة في خطر داهم".
وبحسب الإرياني، في منشور طويل له عبر حسابه على منصة "إكس"، فقد "وجه عدد من أفراد الطواقم العالقة مناشدات إنسانية مؤثرة إلى حكوماتهم، طالبين التدخل العاجل لإنقاذهم من هذا الوضع الكارثي، بعد أن مُنعت سفنهم من المغادرة وتعرضوا للتهديد من قبل ميليشيا الحوثي، كما أفادت التقارير بإصابة عدد من البحارة في قصف استهدف الميناء مؤخرًا، ما يعكس حجم التهديد المتفاقم الذي يواجهه العالقون".
وأطلق الوزير اليمني تحذيراته من محاولة ميليشيا الحوثي تفريغ حمولة السفن بالقوة، في ظل الحظر الأمريكي المفروض عليها، قائلًا: "نحذر من إصرار ميليشيا الحوثي على تفريغ شحنات الوقود من تلك السفن بصورة غير قانونية، في تحد سافر للحظر المفروض عليها، وانتهاك صارخ لقواعد الملاحة البحرية، ما يشكّل تهديدًا مباشرًا لسلامة الطواقم، بالإضافة إلى كونه خرقًا فاضحًا للقانون الدولي الإنساني".
واختتم معمر الإرياني حديثه في المنشور بالتأكيد على أن "هذه الممارسات العدوانية والانتهاكات الممنهجة تجسد الطبيعة الإرهابية لميليشيا الحوثي، التي لا تتوانى عن استخدام المدنيين والعاملين في القطاعات الحيوية، بغض النظر عن جنسياتهم، كرهائن وأوراق ضغط لتحقيق أهداف سياسية واقتصادية، دون أي اعتبار لأرواح الأبرياء".