أكد خبراء ومختصون في الشأن الإسرائيلي، أن التزام إسرائيل الصمت حيال اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، يأتي في إطار التكتيك الإسرائيلي المتبع في مثل هذا النوع من العمليات.
ورفض الجيش الإسرائيلي التعليق على اغتيال إسماعيل هنية على اعتبار أن ذلك ورد في تقارير إعلامية، في وقت طلب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من وزرائه عدم التعليق على العملية، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.
وأكد الخبير في الشأن الإسرائيلي، عمر جعارة، أن "التزام إسرائيل الصمت يأتي في إطار الاستراتيجية المتبعة فيما يتعلق بالعمليات العسكرية والأمنية التي يجري تنفيذها خارج حدود الصراع مع الفلسطينيين، وفي أي دولة بالعالم".
وقال جعارة، لـ"إرم نيوز"، إن "الصمت الإسرائيلي يحقق سلسلة من الأهداف السياسية والعسكرية، خاصة أن الدلائل كلها تشير إلى أن تل أبيب هي الجهة المسؤولة عن العملية"، مبينًا أن هذه الاستراتيجية اتبعت بعملية اغتيال نائب رئيس حماس صالح العاروري في لبنان.
وأوضح أن "إسرائيل تفلت سياسيًا من أي تحرك دولي لمحاسبتها على انتهاك حدود دولة أخرى وتنفيذ عمليات عسكرية أو أمنية، حيث لا تقدم اعترافًا صريحًا بمسؤوليتها؛ ما يصعب أي إجراء لفرض عقوبات دولية ضدها".
وأشار إلى أن "الصمت الإسرائيلي يعفيها من التعرض لاتهامات انتهاك القانون الدولي، ويمكنها من العمل عسكريًا بحرية أكبر"، لافتًا إلى أن ذلك يحرم الدولة التي وقعت بها العملية من المطالبة بمحاسبة إسرائيل أو بالرد بعمل عسكري.
وأضاف: "في حال أعلنت إسرائيل مسؤوليتها عن عملية اغتيال هنية، فإنها ستكون أقرب لإعلان حالة الحرب على إيران، خاصة وأن العملية نفذت داخل طهران، وهو الأمر الذي سيعطي الإيرانيين حق الرد بموجب القانون الدولي".
وبين جعارة، أن "إسرائيل وبصمتها عن إعلان مسؤوليتها عن اغتيال هنية، تعطي نفسها مساحة لتوسيع عملياتها العسكرية بالخارج، وتحمي قياداتها السياسة والعسكرية من أي محاسبة دولية على هذه العمليات"، واصفًا الصمت الإسرائيلي بـ"الأسلوب الناجح".
ويرى الخبير في الشأن الدولي، رأفت بدوية، إنه "وبموجب الأعراف والقوانين الدولية يمنع على أي دولة انتهاك حرمة دولة أخرى وتنفيذ عمليات أمنية أو عسكرية بداخلها"، مبينًا أن إعلان إسرائيل مسؤوليتها عن اغتيال هنية يمثل "إعلان حرب" على إيران.
وقال بدوية، لـ"إرم نيوز"، إن "التبني الإسرائيلي بشكل رسمي للعملية يعطي إيران حق الرد بالشكل والظرف المناسبين لها ليس على عملية الاغتيال، وإنما على تنفيذ العملية داخل أراضيها، وذلك بموجب القوانين الدولية".
وأضاف: "بتقديري إيران ستجد صعوبة في اتخاذ أي قرار عسكري للرد على العملية في ظل الصمت الإسرائيلي، وعدم الإقرار بالمسؤولية عن الاغتيال بشكل رسمي".
وأشار إلى أن "أي طرف تعرض لانتهاك من قبل إسرائيل في ظل صمتها لن يتمكن من مطالبة المؤسسات الدولية والمجتمع الدولي بموقف حاسم من هذا الانتهاك، كما أنه لن يتمكن من ممارسة حقه في الرد العسكري".
ولفت بدوية، إلى أنه "وبالرغم من أن الدلائل كلها تؤكد مسؤولية إسرائيل عن عملية الاغتيال؛ إلا أنه لن يكون هناك إعلان من أي مؤسسة رسمية بالمسؤولية عنه، كما أن ظروف وتفاصيل العملية ستبقى طي الكتمان سنوات طويلة".