رصدت منظمات حقوقية واقعًا وصفته بـ"جحيم الضفة الغربية"، نتيجة ارتفاع وتيرة اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة.
واعترفت صحيفة "يديعوت أحرونوت"العبرية باعتداءات المستوطنين، معتمدة على معطيات منظمة "البيدر" الحقوقية، وتأكيدها "تجدد اعتداءات المتطرفين اليهود على الفلسطينيين في تلال الخليل الجنوبية".
وأفادت المعلومات بتكرار حالات تسلل خلايا يهودية متطرفة من بؤرة "سوسيا" الاستيطانية إلى مختلف القرى الفلسطينية في الضفة الغربية.
وإلى قرية "يطا" الواقعة على بعد 13 كيلو متر جنوب الخليل، تسللت خلايا استيطانية، الليلة الماضية، وأضرمت النار في جرار زراعي وسيارة؛ وخط عناصرها عبارات على جدران منازل القرية، تستخف بالفلسطينيين، وتحرض على الانتقام من كل ما هو غير يهودي.
ولفتت المنظمة الحقوقية الفلسطينية إلى "تمكن أهالي القرية من السيطرة على الحريق قبل امتداده إلى المباني المجاورة، لكن المستوطنين أشعلوا النيران في سيارة أخرى".
وفي لقاء مع "يديعوت أحرونوت"، قال أسامة محارمة، وهو ناشط في مقاومة الاستيطان من المنطقة، إن "مستوطنين مسلحين داهموا منازل سكان المنطقة B، وألقوا الحجارة والزجاجات الحارقة، وأشعلوا النيران في مركبات".
وأضاف: "عاد عناصر البؤرة الاستيطانية "سوسيا"، وألحقوا أضرارًا بمركبات أخرى، وحاولوا إشعال النار فيها".
بدوره، أشار خليل حمامدة، وهو أحد سكان قرية "يطا"، إلى أنه "منذ 7 أكتوبر 2023، أصبحت حياتي جحيمًا، وتفاقم الوضع قبل 4 أشهر عندما استولى مستوطن على أراضينا الخاصة، رغم تأكيد سلطات الاحتلال أكثر من مرة تبعية الأرض لنا".
وتابع: "منذ استيلاء المستوطن على أرضنا، لا يُسمح لنا بالعمل فيها، أو رعي أغنامنا، أو حتى حراستها".
وأردف للصحيفة العبرية: "قبل أسبوع، هاجمني مستوطن وأنا في المنزل، وواجهتُ أنا وأولادي الهجوم في منتصف الليل. كل هذا يحدث يوميًّا، مع محاولات لا تنتهي من المستوطنين للاستيلاء على أراضينا، وأحيانًا يأتي الجيش الإسرائيلي دون أن يحمينا، بل يتعامل فقط مع المستوطنين".
في وقت لاحق من اليوم الثلاثاء، أفادت تقارير بهجوم مستوطن مسلح على مزارعين فلسطينيين في قرية "حوارة"، الواقعة أيضًا في الضفة الغربية.
ووفق شهود عيان حاول المستوطن طرد الفلسطينيين من أراضيهم تحت تهديد السلاح.
ويقول حمامدة: "كعادتهم، يأتون لاستفزازنا بالسلاح".
وبحسب شهادات من المنطقة، "هدد المستوطن المسلح المزارعين، ومنعهم من حرث أراضيهم وزراعتها".
وغير مرة، حذرت دوائر فلسطينية من تصاعد عنف المستوطنين منذ بدء الحرب على غزة.
وتشير بيانات فلسطينية إلى مقتل ما يربو على 1084 فلسطينيًّا في الضفة الغربية منذ بدء الحرب، بالإضافة إلى إصابة ما يزيد عن 10 آلاف آخرين، فضلًا عن اعتقال أكثر من 20 ألف فلسطيني من بينهم 1600 قاصر وطفل.
وتطالب منظمات حقوق الإنسان بالتدخل الفوري لحماية الفلسطينيين سكان الضفة الغربية وممتلكاتهم، ووقف هجمات المستوطنين، التي تقوض شعور الفلسطينيين بالأمن.