عراقجي: إيران منفتحة للتوصل إلى اتفاق نووي جديد يتضمن قيودا على التخصيب مقابل رفع العقوبات
وصلت حرب غزة إلى اليوم الـ600 من القتال بلا أفق سياسي، بل امتدت حتى خمس جبهات، هدأت بعضها فيما لا تزال أغلبها مشتعلة من غزة إلى اليمن.
وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت، إن إسرائيل لم تحقق النصر في هذه الحرب، رغم أنها قضت على ميليشيا حزب الله اللبنانية، وترنحت حركة حماس على يدها.
وبعد أشهر من الهدوء النسبي، يتزايد خطر اندلاع جولة جديدة من العنف، رغم الضغوط الأمريكية، إذ يتقدم الجيش الإسرائيلي في غزة، دون أي تحرك سياسي.
ووفق الصحيفة، لا يوجد وقف حقيقي لإطلاق النار في لبنان، فالجيش الإسرائيلي يهاجم كل يوم تقريبًا.
وفي مواجهة ميليشيا الحوثي في اليمن، وجدت إسرائيل نفسها في طريق مسدود، لكن في المقابل تقول إسرائيل إنها نجحت في تفكيك الجماعات المسلحة في الضفة الغربية، حتى لا تفاجأ بـ7 أكتوبر جديد.
وفي سوريا، يتجول جنود الجيش الإسرائيلي بين سدود المياه حتى تتم التسوية مع الرئيس السوري أحمد الشرع بمنطقة عازلة أوسع كثيرًا مما مضى.
وقالت الصحيفة العبرية، إن أول أسبوعين من عملية "عربات جدعون" يوضحان الفارق الرئيسي بينها وبين المناورة الكبرى التي أجراها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، والتي انتهت في أغسطس/آب من العام الماضي.
وأوضحت أنه في هذه المرة، تعمل القوات الإسرائيلية على تفكيك القطاع، ويبقى الجنود على الطرق التي تفصل بين المدن الفلسطينية، ويصبح التقدم نحو معاقل العناصر المسلحة أبطأ وأكثر أمنًا نسبيًّا، حتى لو كان الثمن أشهرًا من العمليات البرية الهجومية.
ووفق الصحيفة، فإن السبب وراء ذلك ثلاثي، إذ أصدر المستوى السياسي تعليمات للجيش بالتحرك ببطء أكبر لإتاحة فرص إضافية للمفاوضات مع حماس من أجل التوصل إلى صفقة أسرى، أو على الأقل وقف جزئي لإطلاق النار.
ويبدو أن الجيش الإسرائيلي يتوخى الحذر الشديد في سياسة متعمدة لتقليل الخسائر، خاصة أن الجيش لديه قوة قتالية مستنفدة بسبب عام وثمانية أشهر من القتال في ساحات متعددة.
وتهدف القوات إلى الوصول إلى مخازن الأسلحة المتبقية لدى حماس، والتي تشمل آلاف الصواريخ، بما في ذلك العشرات التي تصل إلى تل أبيب، والقادة الكبار القلائل المتبقين في الحركة، وعلى رأسهم قائد القطاع الشمالي عز الدين حداد.
وينشر الجيش الإسرائيلي قواته للمرة السابعة والثامنة في نفس الأماكن، في حين أن الحكومة لا تشجع على أي تحرك سياسي من شأنه أن يؤدي إلى استبدال حكومة حماس بحكومة أخرى تضم أكثر من مليوني غزي لن يذهبوا إلى أي مكان.
وقدّر ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي، مسؤول عن إدارة الحملة في الجنوب، هذا الأسبوع، أن العملية الحالية ستنتهي خلال شهرين تقريبًا.
ومن الجدير بالذكر أن قادة كبار أطلقوا وعودًا مماثلة في بداية الحرب، أي قبل نحو ثلاثة أسابيع أو شهر ونصف من نهاية التحركات المماثلة في قطاع غزة، في حين أنها في الواقع استمرت أشهرًا عديدة.
وكثف الجيش غاراته الجوية، وسط تقارير مؤلمة عن مقتل مدنيين، بما في ذلك أطفال.
وبحسب الصحيفة، تحرج الصور والفيديوهات إسرائيل في العالم، وتقلل إلى حد كبير من الشرعية التي كانت تتمتع بها إسرائيل في بداية الحملة في أوروبا والولايات المتحدة، وفق الاعتراف الإسرائيلي.
ولا يوجد وقف لإطلاق النار في لبنان، لكنه من جانب واحد، إذ يهاجم الجيش الإسرائيلي أهدافًا تابعة لحزب الله بشكل يومي تقريبًا، والذي لم يرد بعد أو يبادر بشن هجمات.
ويمكن الافتراض أنه إذا حدث هذا، أو بالأحرى عندما يحدث، فإن الهدف سيكون أحد المواقع الخمسة التي أقامها الجيش الإسرائيلي في الأراضي اللبنانية في الشريط الأمني المصغر قرب الحدود.
وتحاول ميليشيا حزب الله استثمار كل دقيقة لمحاولة التعافي عسكريًا ومعنويًا من الضربات التي تلقتها من الجيش الإسرائيلي، من خلال تهريب الأموال التي يحاول الجيش إحباطها.
وعاد الهدوء إلى الجليل، رغم أن آلاف المستوطنين لم يعودوا بعد إلى منازلهم التي تم إخلاؤهم منها في أكتوبر/تشرين الأول عام 2023.
وقالت الصحيفة، إن التفاؤل الأعظم الذي يبديه الجيش الإسرائيلي يأتي من آلية التنفيذ الأمريكية اللبنانية الناجحة بالنسبة لإسرائيل، فمنذ بداية وقف إطلاق النار، قتل الجيش الإسرائيلي أكثر من 400 عنصر من حزب الله، بما في ذلك في الأيام الأخيرة، مع استغلال ضعف الميليشيا.
ويدير الجيش الإسرائيلي تسعة مواقع متقدمة في الأراضي السورية قرب الحدود، من قمة جبل الشيخ إلى المنطقة الأكثر انفجارًا، نهر روكد ومكان التقائه مع نهر اليرموك، ومدخل حماة جدير، ومثلث الحدود مع الأردن.
وهناك، لا تزال مئات الأسلحة موجودة في القرى التي ترتبط بتنظيم داعش بشكل أوثق، وقوبلت عمليات الدخول الأخيرة التي قام بها جنود الجيش الإسرائيلي إلى هناك لجمع الأسلحة بإطلاق النار الذي لم يسفر عن وفيات.
وفي الوقت نفسه، تتزايد التقارير عن محادثات مباشرة بين ممثلين إسرائيليين وسوريين بهدف التوصل إلى اتفاق يسمح بالسلام طويل الأمد في المنطقة، وربما أيضًا، كما صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ضم سوريا الجديدة إلى اتفاقيات إبراهيم.
وبينت الصحيفة العبرية أن إسرائيل وصلت إلى طريق مسدود في مواجهة التهديد الحوثي، الذي يطلق الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة المتفجرة، بمعدل مرة كل يومين منذ استئناف القتال في غزة قبل نحو شهرين.
إن الطلقة التحذيرية التي أطلقها جنود الجيش الإسرائيلي على مجموعة من الدبلوماسيين الأجانب، بما في ذلك الأوروبيين، في مخيم جنين للاجئين قبل نحو أسبوع ونصف، هي أحد أعراض أسلوب العمل الجديد القديم الذي ينتهجه الجيش الإسرائيلي في جميع الساحات، من احتلال أراضٍ والسيطرة عليها، باستخدام مواقع ثابتة ذات نقاط ضعف متعددة.
ويسيطر الجيش منذ نحو أربعة أشهر على مخيمين للاجئين في الضفة، في جنين وطولكرم، تم إخلاؤهما بعد أن فر سكانهما ومئات المسلحين الذين كانوا هناك إلى المناطق المجاورة وطاردتهم قوات الاحتلال.
وسيكون الاختبار الكبير القادم هو اليوم التالي، إذا جاء، حيث إنشاء مراكز للشرطة الفلسطينية في هذه المخيمات للاجئين وتسليمها العصا، وفق التعبير الإسرائيلي، إذا انسحب الجيش من المخيمات التي تسيطر عليها كتيبتان ومئات الجنود على مدار الساعة.