أعلنت إسرائيل، اليوم الأحد، استعادة رفات الجندي تسفي فيلدمان، استنادًا إلى وثيقة كتبها الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بخط يده، بعد 43 عامًا على مقتله في حرب لبنان الأولى عام 1982، بعملية معقدة نُفذت في عمق الأراضي السورية.
واعترف مسؤولون عسكريون إسرائيليون بأن الموساد لم يُحضر من مخيم اليرموك في دمشق جثة فيلدمان فقط، بل عدة جثث أخرى لا تزال قيد الفحص في معهد الطب الشرعي.
وأضافوا: "حلمنا أن تكون من بينها رفات الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين"، بحسب ما نقلته عدة وسائل إعلام عبرية.
ووفق تقرير لموقع "بحدراي حريديم" العبري، فإن هذه التطورات الجديدة ترتبط بوثيقة استخباراتية نادرة قد تسهم في تحديد موقع دفن كوهين، الذي يُعد شخصية أسطورية في الرواية الإسرائيلية، بحسب توصيف الإعلام العبري.
الوثيقة، التي يُعتقد أنها كُتبت بخط يد ياسر عرفات، تم العثور عليها في أوائل عام 2021؛ وتضمنت وصفًا دقيقًا لثلاثة قبور في مخيم اليرموك، مرفقة برسم تخطيطي يهدف إلى تحديد مواقعها بدقة.
وتشير الروايات الإسرائيلية الجديدة إلى أن عملية استعادة رفات فيلدمان كانت معقدة وتنطوي على مخاطر، تعرّض خلالها عملاء الموساد للخطر.
وبدأت العملية قبل عدة سنوات في إطار جهود إسرائيلية لتحديد مواقع الجنود المفقودين في معركة السلطان يعقوب، مستغلة حالة الفوضى التي خلّفتها الحرب في سوريا.
وفي عام 2019، تمكنت إسرائيل من استعادة رفات الجندي زكريا باومل، زميل فيلدمان، بوساطة روسية، ونُقل جثمانه لاحقًا إلى إسرائيل لدفنه.
وشهدت الأشهر الأخيرة تطورات حاسمة في القضية، بعد وصول معلومات استخباراتية جديدة حول الموقع المحتمل لقبر فيلدمان.
ووفقًا للتقارير العبرية، فقد واجهت القوة الإسرائيلية التي أُرسلت إلى سوريا محاولات لإعاقتها، وسط حراسة مشددة في الموقع المستهدف، وليس من المؤكد ما إذا كان الحراس السوريون يدركون طبيعة القوة التي يحمونها، إلا أن الأوامر التي تلقوها كانت تقضي بإطلاق النار على أي متسلل.
وتمكن عملاء الموساد من استخراج بقايا جثة، والحصول على عينة من الحمض النووي، التي أكدت لاحقًا أن الرفات تعود بالفعل إلى تسفي فيلدمان.
كما أسهمت بدلة الدروع التي عُثر عليها في المنطقة في حسم هوية الجندي من دون شك.
ونُقل رفات فيلدمان، الذي كان يُعد في عداد المفقودين منذ أكثر من 4 عقود، إلى إسرائيل، ويُتوقع أن يُوارى الثرى غدًا الاثنين، بعد التحقق من هويته عبر فحص الحمض النووي.
وبدأت العملية بتعاون بين جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية والموساد، فقد شكّلا فريقًا مشتركًا تحوّل في الأشهر الأخيرة إلى وحدة عمليات خاصة، نفّذت المهمة الميدانية لإعادة الجثمان، وتم نقله في ناقلة جند مدرعة، ثم بمروحية عسكرية إلى داخل إسرائيل.
