logo
العالم العربي

وسط تصاعد الدعوات الدولية لتدخل عاجل.. المجاعة تنهش أهالي غزة

وسط تصاعد الدعوات الدولية لتدخل عاجل.. المجاعة تنهش أهالي غزة
مشهد من التدافع على المساعدات في غزةالمصدر: رويترز
30 يوليو 2025، 11:07 ص

تصاعدت المطالبات الدولية والأممية للتدخل العاجل في  غزة لوقف المجاعة التي باتت تفتك بأهالي القطاع، وسط شهادات مروعة تعكس الكارثة الإنسانية التي يعيشها أهالي القطاع جرّاء الحصار والقصف الإسرائيلي.

ورغم إعلان إسرائيل عن هدنة مقننة في بعض المناطق في قطاع غزة، إلا أن الغارات الإسرائيلية استمرت كما استمر استهداف القناصة الإسرائيليين لطوابير الجوعى أثناء محاولاتهم الحصول على المساعدات ما تسبب بمقتل المئات.

وقالت الناطقة الإعلامية لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، عبير عطيفة، "ترتفع أعداد القتلى وحوادث الإصابة نتيجة لإطلاق النار المباشر على التجمعات".

أخبار ذات علاقة

دونالد ترامب

قريباً في غزة.. ترامب يكشف عن "مراكز طعام" لمساعدة سكان القطاع

وأضافت عطيف في تصريح لـ"إرم نيوز"، "منذ يوم الأحد، تمكن برنامج الأغذية العالمي من نقل حوالي نصف ما طلبناه إلى غزة فقط. وبسبب يأس الناس، لم نتمكن بعد من توزيع المساعدات بشكل منتظم، حيث يقوم المجتمعون بسرقة الشاحنات في طريقها إلى وجهاتها النهائية". 

وطالبت المسؤولة الأممية، بتسهيل أكبر وأسرع لعمل برنامج الأغذية العالمي للوصول إلى داخل غزة بطريقة آمنة للمدنيين وموظفيها.

وتابعت "هذا يتطلب تسريع التصاريح والموافقات وتحريك الشاحنات"، مضيفة أنه "يجب ألا يتواجد الجيش الإسرائيلي بالقرب من القوافل الإنسانية أو نقاط التوزيع، ويجب عدم إطلاق النار على التجمعات التي تنتظر الحصول على المساعدات الغذائية".

وبينت أن "هذه ليست مسألة يوم أو أسبوع واحد، بل تتطلب استجابة مستمرة على الأرض لتلبية الاحتياجات الإنسانية".

وأردفت أن "الأشخاص الذين يعانون من سوء التغذية لا يحتاجون فقط إلى دقيق القمح، بل أيضًا إلى أطعمة مغذية متخصصة وسلة غذائية متوازنة، بالإضافة إلى الرعاية الطبية".

وطالبت بإعادة تشغيل المخابز والمطابخ المجتمعية، مشيرة إلى أنها تسهم بشكل كبير في تقليل الازدحام وتوفير الحد الأدنى من المساعدات للجوعى في غزة.

أخبار ذات علاقة

كير ستارمر

بعد هجوم نتنياهو على ستارمر.. بريطانيا تؤكد دعمها الثابت لإسرائيل

الوقت ينفد

قالت المسؤولة الأممية إن الغذاء بأدنى مستوياته في غزة، منذ بدء الصراع بين حركة حماس وإسرائيل، وإن الوقت ينفد لبدء استجابة إنسانية واسعة النطاق.

وأكدت بأن برنامج الأغذية العالمي أصدر يوم الثلاثاء، بيانا صحفيا مشتركا مع "اليونيسف"، حذر من أن المؤشرات الرئيسية الخاصة بالغذاء والتغذية تتجاوز عتبة المجاعة في غزة.

وجاء في البيان "تواجه غزة خطر المجاعة الشديد حيث وصلت مؤشرات استهلاك الغذاء وحالة التغذية إلى أسوأ مستوياتها منذ بدء الصراع، وفقًا للبيانات الواردة في أحدث تحذير صادر عن التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC)".

أخبار ذات علاقة

دبابات إسرائيلية على حدود غزة

إسرائيل تدرس تطبيق خطة "السجن الكبير" في غزة

 وأفاد تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي أنه قد تم تجاوز اثنتين من عتبات المجاعة الثلاث في أجزاء من القطاع، حيث حذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة و"اليونيسف" من أن الوقت ينفد أمام إمكانية شن استجابة إنسانية شاملة.

وأدى الصراع المتواصل، وانهيار الخدمات الأساسية، والقيود المفروضة على الأمم المتحدة في مجال إيصال وتوزيع المساعدات الإنسانية إلى ظروف كارثية فيما يتعلق بالأمن الغذائي لمئات الآلاف من الأشخاص في جميع أنحاء قطاع غزة.

حول ذلك، أكد أحدث بيان أممي انخفاض استهلاك الغذاء - المؤشر الأساسي الأول للمجاعة - في غزة بشكل حاد منذ آخر تحديث لمؤشر التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي في مايو/ أيار 2025.

وتشير البيانات الأممية إلى أن أكثر من ثلث عدد السكان (39%) يظلون لأيام متتالية دون طعام. في حين يعاني أكثر من 500 ألف شخص - ما يقرب من ربع عدد سكان غزة - من ظروف شبيهة بالمجاعة، بينما يواجه باقي السكان مستويات طارئة من الجوع.

ويقول البيان الرسمي الأخير "ارتفع معدل سوء التغذية الحاد - المؤشر الأساسي الثاني للمجاعة - داخل غزة بمعدل غير مسبوق. ففي مدينة غزة، تضاعف معدل سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة 4 مرات في غضون شهرين، ليصل إلى 16.5%". 

لماذا لم تعلن حالة المجاعة في غزة؟

بحسب البيان الأممي المشترك، أصبح سوء التغذية الحاد والتقارير عن الوفيات المرتبطة بالجوع الشديد – المؤشر الأساسي الثالث للمجاعة – أمراً شائعاً بشكل متزايد، لكن جمع بيانات موثوقة في ظل الظروف الحالية في غزة لا يزال صعباً للغاية، حيث إن النظم الصحية، التي دُمرت بفعل ما يقرب من 3 سنوات من الصراع، آخذة في الانهيار.

وقالت سيندي ماكين، المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي: "إن المعاناة التي لا يمكن تحملها والتي يعيشها سكان غزة واضحة للعيان أمام العالم بأسره".

واعتبرت أن "انتظار التأكيد الرسمي على حدوث مجاعة لتقديم المساعدات الغذائية المنقذة للحياة التي هم في أمس الحاجة إليها أمر غير معقول".

وأضافت: "نحن بحاجة إلى أن نغمر غزة بالمساعدات الغذائية على نطاق واسع، فوراً ودون عوائق، ومواصلة تدفقها كل يوم لمنع حدوث الموت الجماعي بسبب الجوع".

وأردفت ماكين أن "الناس يموتون بالفعل من سوء التغذية، وكلما طال انتظارنا للتحرك، ارتفع عدد الوفيات".

ووفق المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي، فإنه اعتباراً من يوليو/تموز 2025، "يواجه أكثر من 320 ألف طفل، أي جميع السكان دون سن الخامسة في قطاع غزة، خطر سوء التغذية الحاد، ويعاني الآلاف منهم من سوء التغذية الحاد الوخيم، وهو أخطر أشكال سوء التغذية".

وتابعت "انهارت الخدمات الأساسية لدعم التغذية، حيث يفتقر الرضع إلى المياه الصالحة للشرب وبدائل حليب الأم وكذلك التغذية العلاجية". 
وبينت أنه في يونيو/حزيران، تم إدخال 6,500 طفل للعلاج من سوء التغذية، وهو أعلى رقم منذ بدء الصراع.

وأضافت ماكين "ارتفع هذا الرقم في يوليو/تموز، حيث تم إدخال 5 آلاف طفل للعلاج خلال أول أسبوعين فقط. ومع وجود أقل من 15% من خدمات العلاج الغذائي الأساسية حالياً، فإن خطر الوفيات المرتبطة بسوء التغذية بين الرضع والأطفال الصغار قد ارتفع عن أي وقت مضى". 

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC