logo
العالم العربي

هل يتكرر سيناريو "ملجأ العامرية" في "فوردو" شديدة التحصين؟

هل يتكرر سيناريو "ملجأ العامرية" في "فوردو" شديدة التحصين؟
صورة فضائية لمنشأة فوردوالمصدر: (أ ف ب)
18 يونيو 2025، 7:14 م

في الوقت الذي تدرس فيه الولايات المتحدة التدخل عسكريا إلى جانب إسرائيل ضد المنشآت النووية الإيرانية، فإن أحد الخيارات المطروحة هو قصف منشأة "فوردو" شديدة التحصين، باستخدام قنابل خارقة للتحصينات بشكل متتابع، وهو أسلوب سبق أن استخدمته القوات الأمريكية في العراق خلال حرب الخليج الأولى.

هذه الحادثة المعروفة باسم ملجأ العامرية، تعود إلى سنة 1991، عندما قصفت القوات الأمريكية ملجأ صمم لمقاومة الضربات الكيماوية والنووية، باستخدام قنابل خارقة للتحصينات بشكل متتالٍ، ما أدى إلى مقتل أكثر من 400 مدني، معظمهم نساء وأطفال.

ويرى خبراء أن الأسلوب الذي يتم الحديث عنه اليوم ليس جديدا على القوات الأمريكية، ومن  المحتمل أن يتم اتباعه في حال قرر الرئيس دونالد ترامب دخول الحرب وتوجيه ضربة قوية للمشروع النووي الإيراني.

أخبار ذات علاقة

منشأة فوردو النووية (صورة جوية)

دون أمريكا.. سيناريوهات إسرائيلية أحادية للهجوم على "فوردو"

وأوضح المحلل العسكري والاستراتيجي محمود أبو واصل، أن من بين أبرز الأسلحة القادرة نظريا على تدمير تلك المواقع تبرز قنبلة (GBU-57A/B) الأمريكية، المعروفة بأنها أكبر قنبلة غير نووية خارقة للتحصينات في العالم، والمملوكة حصريا للولايات المتحدة.

وأشار أبو واصل في حديث لـ"إرم نيوز"، إلى أن هذه القنبلة لم تستخدم حتى الآن، لأنها ليست في متناول إسرائيل وتحتاج إلى قاذفات عملاقة لا تملكها إلا الولايات المتحدة مثل (B2) و(B52).

وأضاف أن فعاليتها المحتملة ضد منشأة "فوردو" تبقى محل شك، خاصة في ظل غياب معلومات دقيقة حول عمق الموقع، الذي تقدّر بعض التقارير أنه يصل إلى 800 متر تحت الأرض.

ووفقا للمحلل، فإن استخدام هذه القنبلة قد يتطلب إلقاء عدد كبير منها بشكل متتابع لتحقيق اختراق فعلي، ما يطرح تحديات عملياتية كبيرة في أي هجوم محتمل.

خطر بلا ضمان

في تقرير لها، تقول صحيفة "فايننشال تايمز" إن هذه القنبلة طورت خصيصاً لاختراق التحصينات العميقة، ويُقال إنها قادرة على التوغل أكثر من 60 مترا في الصخور قبل أن تنفجر، اعتمادا على نوع التربة وصلابتها.

وتؤكد الصحيفة أن قوتها تكمن في إمكانية استخدام سلسلة ضربات موجهة للنقطة نفسها، ما يسمح بتفكيك الطبقات الدفاعية تدريجياً.

وقد صُممت القنبلة، بحسب الصحيفة، لتدمير أهداف مثل موقع "فوردو"، الذي يعتقد أنه محصن بأكثر من 80 مترا من الصخور، بينما تُشير بعض التقديرات، بحسب مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، إلى أن بعض مرافقه الحساسة قد تكون على عمق نصف ميل تقريبا.

لكن الصحيفة تشير إلى أن هذه القوة الهائلة لا تعني بالضرورة النجاح الكامل،  لأن القنبلة لم تُستخدم قط في عمليات قتالية فعلية، ما قد يتطلب استخدام قنبلتين أو أكثر، بدقة شديدة، لضرب النقطة نفسها.

ويقول أبو واصل إن هذا السيناريو محفوف بالمخاطر، لأن ذلك يعني بقاء القاذفات فوق الهدف لوقت طويل، ما يجعلها عرضة لنيران الدفاعات الجوية الإيرانية، رغم ميزتها التخفي.

كما أن المسار الآمن للطيران نحو الهدف يحتاج إلى تمهيد سابق عبر تدمير رادارات العدو، وهي مهمة تتطلب تنسيقا مع القوات الإسرائيلية، بحسب أبو واصل.

أخبار ذات علاقة

دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو

إسرائيل تترقب.. نتنياهو لا يضغط على ترامب ويأمل بقرار مستقل حول "فوردو"

وتنقل الصحيفة البريطانية عن المؤرخ العسكري الأمريكي روبرت باب، قوله إن الخطر يكمن في غياب أي ضمان بأن الضربة ستنجح في تدمير كامل مخزون إيران النووي، خاصة داخل "فوردو".

ولفتت إلى أن هذه الحادثة تعيد إلى الأذهان أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962، عندما ترددت واشنطن في شن ضربة جوية خشية الفشل في تدمير كامل الأهداف، واختارت بدلا من ذلك مسار الحصار والدبلوماسية. 

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC