كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية أن الجيش الإسرائيلي يقوم بالتخلص من نفاياته في مناطق سيطرته داخل قطاع غزة، وسط مخاوف أمنية من استغلال ذلك الأمر من جانب حركة "حماس".
وذكرت الصحيفة أن "الجيش الإسرائيلي يتخلص من كميات ضخمة من النفايات والقمامة، خاصة مخلفات البناء، في مناطق حدودية تخضع لسيطرته داخل قطاع غزة، مشيرة إلى أنه تم رصد شاحنات تغادر القطاع وتعود إليه محملة بمخلفات البناء".
وقالت الصحيفة إنها حصلت على معلومات تفيد بأن "الشاحنات التي تنقل النفايات مملوكة لشركات خاصة، دون تحديد هويتها، ونقلت عن ضباط إسرائيليين قولهم إن هذه الخطوة تتم بقرار من قادة في الجيش الإسرائيلي.
وأضافت، في تقرير لها، أن "كميات ضخمة من نفايات البناء والمخلّفات التي تركها الجيش الإسرائيلي خلال الحرب، تتراكم في المنطقة، نتيجة إنشاء عشرات القواعد والمواقع العسكرية قرب المنطقة الحدودية، التي أُقيمت فيها بنى تحتية وسياجات وطرقٌ وحواجز إسمنتية".
وحذر الضباط الإسرائيليين، في تصريحاتهم للصحيفة، من أن حركة "حماس" قد تستخدم تلك النفايات لأغراضها الخاصة، فيما ادعى الجيش الإسرائيلي أنه لا علم له بهذا الأمر، وفق الصحيفة.
وتفصيلاً، تقول "هآرتس" إن "الشاحنات تقطع مسافة 200 إلى 300 متر تقريبًا خلف السياج الفاصل عند معبر كيسوفيم، وتُفرغ محتوياتها على جوانب الطرق، بدلًا من المواقع المخصصة، قبل أن تعود إلى الأراضي الإسرائيلية فارغة".
وأضافت: "على الجانب الإسرائيلي، يعاد تحميل النفايات على الشاحنات ذاتها باستخدام جرارات، ثم تعود إلى قطاع غزة على المسار نفسه لتتخلص من حمولتها داخل القطاع".
ويعاني قطاع غزة من أزمة نفايات خانقة، بعد تراكم مخلفات الحرب، في الشوارع والطرقات ووسط المناطق المأهولة بالسكان المدنيين، وسط عجز البلديات والفرق المختصة عن الوصول إلى مكبات رئيسة مخصصة كانت منشأة في مناطق قرب الحدود.
وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، الخميس، القطاع "منطقة منكوبة بيئياً وإنشائياً" بعد عامين من الحرب الإسرائيلية، التي دمرت 90% من البنى التحتية المدنية بواقع حوالي 70 مليون طن من الركام.
