مقتل 8 أشخاص بغارات أمريكية على 3 مراكب في شرق المحيط الهادئ
كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن ملامح خطة قدمها جاريد كوشنر، مستشار وصهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لتقسيم قطاع غزة إلى عدة مناطق، بعضها آمن والأخرى شديد الخطورة، بين إسرائيل وحركة حماس.
ووفقًا للصحيفة، تبحث الولايات المتحدة وإسرائيل عن خطة من شأنها تقسيم غزة إلى مناطق منفصلة تسيطر عليها إسرائيل وحركة حماس، مع شرط تنفيذ إعادة الإعمار في الجانب الإسرائيلي فقط كحل مؤقت، إلى أن يتم نزع سلاح الحركة وإبعادها عن السلطة.
وتسيطر قوات الجيش الإسرائيلي حاليًا على نحو 53% من أراضي قطاع غزة، بعد انسحابها إلى ما يُعرف بـ "الخط الأصفر" الذي رسمته خطة الرئيس الأمريكي للسلام في غزة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في البيت الأبيض قولهم إن "كوشنر هو القوة الدافعة وراء خطة إعادة الإعمار المنقسمة، حيث وضع هذه الخطة بالتعاون مع المبعوث الخاص ستيف ويتكوف"، مضيفين أن "كوشنر أطلع ترامب وفانس على الخطة وحصل على دعمهما".
وأضافت الصحيفة أن "بعض المسؤولين يشيرون إلى أن الخطة لا تزال بحاجة إلى حل مسائل مهمة قبل أن تصبح قابلة للتطبيق، بما في ذلك كيفية توفير الخدمات اليومية للفلسطينيين الذين يعيشون في الجزء الذي تحتله إسرائيل من غزة، على افتراض استعدادهم للانتقال إلى هناك".
وقال المسؤولون إن "الإدارة كانت قد فكرت في إعادة بناء المناطق التي لا تسيطر عليها حركة حماس حتى قبل التوصل إلى وقف إطلاق النار، على أمل أن يؤدي ذلك إلى تحسين الظروف للفلسطينيين ويكون رمزًا لغزة ما بعد حركة حماس".
وبحسب الصحيفة، "هناك أيضًا قلق بشأن كيفية ضمان عدم دخول أعضاء حركة حماس إلى الجانب الإسرائيلي، وإحدى الأفكار التي اقترحها بعض المسؤولين الأمريكيين هي برنامج تدقيق أمني تشرف عليه السلطات الإسرائيلية".
وتشير الصحيفة إلى أن "فكرة تقسيم غزة تتناول، في جوهرها، الصعوبات التي لم تُحل بعد، والمتمثلة في نزع سلاح حركة حماس وإقامة حكومة بديلة يمكنها الإشراف على القطاع وخلق بيئة آمنة لاستثمار المليارات من الدولارات اللازمة لإعادة البناء".
وأضافت أن "خطة ترامب للسلام تدعو إلى تشكيل لجنة من التكنوقراط لإدارة غزة وقوة دولية لتوفير الأمن، لكن التفاصيل لم تُحدد بعد"، مشيرة إلى أن "العديد من الحكومات العربية ترى أن القطاع بحاجة إلى إشراف السلطة الفلسطينية، التي تحكم جزءًا كبيرًا من الضفة الغربية، بينما يظل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو متمسكًا بموقفه الرافض".
إعمار آمن
وشرح جي دي فانس نائب الرئيس الأمريكي وجاريد كوشنر مستشار وصهر ترامب، خلال مؤتمر في إسرائيل، التفكير المشترك، فقال الأول إن "هناك منطقتين في غزة، إحداهما آمنة نسبيًا والأخرى بالغة الخطورة، وإن الهدف هو توسيع المنطقة الآمنة جغرافيًا".
بدوره، أوضح كوشنر أن "حتى ذلك الحين، لن تُخصص أي أموال لإعادة الإعمار للمناطق التي لا تزال تحت سيطرة حركة حماس، وسيكون التركيز على بناء الجانب الآمن".
وأضاف كوشنر: "هناك ترتيبات تجري الآن في المنطقة التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي، طالما أمكن تأمين ذلك، لبدء بناء غزة جديدة، من أجل إعطاء الفلسطينيين الذين يعيشون في القطاع مكانًا للعيش وكذلك وظائف".
وبحسب الصحيفة، "يشعر الوسطاء العرب بالقلق إزاء الخطة التي طرحتها الولايات المتحدة وإسرائيل في محادثات السلام"، مشيرة إلى أن "معارضة الحكومات العربية بشدة فكرة تقسيم غزة، بحجة أنها قد تؤدي إلى منطقة سيطرة إسرائيلية دائمة داخل القطاع".
ولفتت الصحيفة إلى أنه "من غير المرجح أن تُلزم هذه الحكومات نفسها بإرسال قوات لحراسة قطاع غزة بموجب هذه الشروط"، فيما نقلت عن مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية قوله إن هذه "فكرة أولية وسيتم تقديم التحديثات في الأيام المقبلة".
وتقول الصحيفة إن "وقف إطلاق النار الذي توسط فيه ترامب، والذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/تشرين الأول، رسم خطًا أصفر على الخريطة يُحدد منطقة سيطرة الجيش الإسرائيلي".
ووصفت ذلك الخط بأنه "في جوهره عبارة عن وسادة سميكة تُحيط بحدود القطاع وتُحيط بمنطقة السيطرة الفلسطينية"، منوهة إلى أنه "من المفترض أن تتقلص المنطقة الإسرائيلية مع بلوغ أهداف مُحددة".
وتتمثل الأولوية القصوى للولايات المتحدة، وفق الصحيفة، في "الحفاظ على وقف إطلاق النار الذي تعرّض لتحديات بسبب سلسلة من الحوادث والنزاعات بشأن عدم إعادة حركة حماس جثث بعض الرهائن الذين ما زالوا في غزة".
ولهذا السبب تقول "وول ستريت جورنال"، إن "الإدارة الأمريكية أرسلت فانس وكوشنر وويتكوف إلى إسرائيل للحفاظ على زخم الجهود، ومن المقرر أن يصل وزير الخارجية ماركو روبيو اليوم الخميس".
ونوهت الصحيفة إلى أن "فكرة التقسيم لإعادة الإعمار حظيت بدعم بعض المحللين في إسرائيل، الذين رأوا فيها فرصة لإسرائيل لتقويض حركة حماس بشكل أكبر".
وقال عوفر جوترمان، الباحث البارز في "معهد دراسات الأمن القومي" في تل أبيب، إن "خطة بناء مناطق خاضعة للسيطرة الإسرائيلية في غزة قد تضعف حركة حماس سياسياً في حين تمكن الجيش الإسرائيلي من تنفيذ عمليات من شأنها أن تزيد من تآكل قدرة المجموعة على القتال"، معتبراً الخطة "مثالية وقابلة للتنفيذ".
وترى الصحيفة أنه "مع مرور الوقت، قد تتمكن إسرائيل من انتزاع المزيد من الأراضي من سيطرة حركة حماس، وفي الوقت نفسه تعزيز المنطقة العازلة الأمنية بين البلدات الإسرائيلية القريبة من الحدود مع غزة والتي تعرضت للهجوم خلال الهجوم الذي قادته حركة حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والذي أشعل فتيل الحرب".
من جهتها، قالت تهاني مصطفى، الباحثة في "المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية"، إن "أي خطة لتقسيم غزة من المرجح أن تواجه مقاومة جدية من الفلسطينيين".
وأضافت تهاني: "غزة تُمثل الرقعة الوحيدة من التواصل الجغرافي للدولة الفلسطينية، قد تُفضي خطة كهذه إلى خلق ما يخشاه الفلسطينيون".
واعتبرت أن "مطلب خطة ترامب بنزع سلاح حركة حماس دون أي ضمانات ملموسة لعملية السلام هو جوهر المشكلة"، خاتمة حديثها بالقول: "في النهاية، سيكون الواقع طريقًا مسدودًا".