هدد أعضاء في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إسرائيل، لأول مرة، بتخلي الولايات المتحدة عنها إذا لم تنه حربها في قطاع غزة المستمرة منذ 19 شهرًا، وفق مصادر مطلعة نقلت عنها صحيفة "واشنطن بوست".
وذكرت مصادر الصحيفة أن الولايات المتحدة ضمنت من إسرائيل إدخال "بعض المواد الإغاثية" إلى قطاع غزة، إذا أطلقت حماس سراح الرهينة الأمريكي الإسرائيلي عيدان ألكسندر، وهو ما تم فعلا.
من جهته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الاثنين، إن إسرائيل تخطط للسيطرة على قطاع غزة بالكامل مع استئناف تسليم المساعدات "الحد الأدنى" إلى القطاع، ووصف المجاعة الجماعية المحتملة هناك بأنها "خط أحمر" يمكن أن يكلف إسرائيل دعمها من الولايات المتحدة، وفق قوله.
وأضاف أن أقرب أصدقاء إسرائيل في العالم، بما في ذلك السياسيون الأمريكيون الذين كانوا "مؤيدين ثابتين لإسرائيل لعقود من الزمن"، أخبروه بأنهم سيسلحون إسرائيل ويدافعون عنها في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، لكنهم "لا يستطيعون التعامل مع صور المجاعة الجماعية".
وتقول الصحيفة إن هذه المرة الأولى التي تعترف فيها إسرائيل علنًا بخطر المجاعة في القطاع، على الرغم من التحذيرات المتكررة من الخبراء العالميين.
وأثار قرار نتنياهو انتقادات لاذعة من مختلف أطياف الساحة السياسية، بما في ذلك وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، الذي اتهم نتنياهو بارتكاب "خطأ جسيم".
من جهته، قال وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش إن المساعدات التي تدخل غزة "لن تصل إلى حماس".
وأضاف: "ستسمح للمدنيين بتناول الطعام، ولأصدقائنا حول العالم بمواصلة توفير الحماية الدولية لنا في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ولاهاي، ولنواصل النضال، حتى النصر"، على حد تعبيره.
وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي وسعت فيه القوات الإسرائيلية عملياتها البرية في غزة، تحت اسم عملية "عربات جدعون".
وأمر الجيش الإسرائيلي، الاثنين، بإخلاء مدينة خان يونس الجنوبية قسرًا، فقد أفاد سكانها بتعرضها لقصف عنيف طوال الليل.
وأفاد مراسل "إرم نيوز" في قطاع غزة بأن الغارات استهدفت خيام النازحين في خان يونس ومجمع ناصر الطبي.
ولفت إلى وقوع أكثر من 40 غارة على مناطق شرق مدينة خان يونس ومنطقة المواصي غربي المدينة، ومنطقة المعسكر وسط المدينة.
وشهدت مدينة خان يونس موجات نزوح واسعة، ما فاقم معاناة السكان الذين عادوا للتجمع في منطقة المواصي، وهي عبارة عن أراضٍ تفتقر لأدنى المقومات التي يحتاجها السكان خلال حياتهم.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه يستعد لشن "هجوم غير مسبوق" على خان يونس وأمر السكان بالتوجه إلى المنطقة الساحلية، المواصي، وهي مخيم خيام مترامي الأطراف يستضيف العديد من النازحين من غزة.
وبحسب حصيلة جديدة لوزارة الصحة في قطاع غزة، قُتل أكثر من 53,300 شخص في غزة خلال 19 شهرًا من الحرب الإسرائيلية.