يرى تقرير لمجلة "ناشيونال إنترست" أن حركة حماس ربّما تنتهج "براغماتية قاسية"، فبعدما رفضت على مدى عامين عرض السلام الذي يطالب بنزع سلاحها، استسلمت أخيراً للضغوط الدبلوماسية محافظةً على أدوات بقائها الأساسية.
"حماس تنوي أن تعيش يوماً آخر، وتواصل حكمها لغزة"، هذه الاستراتيجية التي ترجّح مجلة "ناشيونال إنترست" أن الحركة بدأت العمل عليها منذ استجابتها لمطالب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بقبول وقف إطلاق النار في غزة، وسط غموض حول تجاوبها مع مطالب نزع السلاح وتسليم القطاع.
ورفض خليل الحية، القيادي البارز في حماس، المبادرة الأولية التي وصلت عبر مفاوضين وسطاء، إذ كانت الخطة تلزم الحركة بنزع سلاحها مقابل ضمانات إسرائيلية ضئيلة لإنهاء العدائيات، ولم تتراجع إلا بعد تحذير أمريكي واضح أن هذه هي "الفرصة الأخيرة" للبقاء، وفق "ناشيونال إنترست".
كما تذهب المجلة إلى أن احتجاز الرهائن الإسرائيليين منح حماس "شرعية استراتيجية"، ورغم أنه أطال أمد الحملة التي استمرّت مع الانتقادات الداخلية والدولية، فإن حكومة بنيامين نتنياهو أبدت تصميماً على تدمير غزة، مدركة أن الرهائن يُستخدمون لعرقلة التقدم العسكري.
وتحت ضغوط داخلية وخارجية، قبلت حماس المراحل الأولية من خطة ترامب، لكنها رفضت نزع السلاح، إذ أكد المتحدث باسمها، باسم نعيم، قبل الاتفاق أن "الجماعات الجهادية لا تتخلى عن جوهر بقائها" كما نقلت المجلة.
وبقي الخلاف الرئيس يدور حول حكم غزة، إذ ذكرت تقارير أن حماس وافقت على تسليم أسلحة "هجومية" مثل قاذفات الصواريخ، لكنّها رفضت التخلي عن الأسلحة الخفيفة، المستخدمة لـ "قمع المنافسين والمتعاونين"، وفق المجلة.
وبعد ساعات من بدء وقف إطلاق النار في التاسع من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، أعادت حماس فرض هيمنتها عبر وحدات شبه عسكرية مثل "سهم"، مرعبةً الخصوم.
تذهب "ناشيونال إنترست" إلى أن أفضل استراتيجية طويلة الأمد لحماس هي "التمثيل في أي هيكل حكم فلسطيني جديد"، إذ تقترح خطة ترامب "حكماً انتقالياً تكنوقراطياً غير سياسي"، لكنه قد يشبه النموذج اللبناني، أي دولة شرعية إلى جانب ميليشيات.
ووفق تقديرات أمريكية، فإن هذه الاستراتيجية قد تضمن بقاء آليات حماس التي حتماً "ستتكيّف" مع الواقع الجديد، في حين يرى تقرير "ناشيونال إنترست" أن الحركة تتلكأ في استعادة جثث الرهائن المتوفين، متذرّعة بصعوبة الانتشار، ربما لكسب دعم وحفظ موطئ قدم.
لكن الأشهر القادمة ستكشف غموض التنفيذ، مع تحول الاهتمام الأمريكي، إذ تعتقد "ناشيونال إنترست" أن هذا الوقت سيكون مثالياً لإعادة بناء حماس تحت غطاء شرعي، مع ضخ مليارات الدولارات لإعادة الإعمار.
كما تتوقع المجلّة الأمريكية أن قوات حفظ السلام "تفشل عادة في الشرق الأوسط"، لافتة إلى أن "يونيفيل" في جنوب لبنان غضت الطرف عن حزب الله، وفق تقديرها.