logo
العالم العربي

بعد تحييد واشنطن.. هل تزداد ضراوة الهجمات الحوثية على إسرائيل؟

بعد تحييد واشنطن.. هل تزداد ضراوة الهجمات الحوثية على إسرائيل؟
طائرة أمريكية بعد ضربة ضد الحوثيينالمصدر: رويترز
08 مايو 2025، 7:49 م

تتباين آراء المحللين والخبراء العسكريين، حول مدى قدرة ميليشيا الحوثي على توسيع وتكثيف هجماتها ضد إسرائيل والسفن المرتبطة بها، بعد اتفاق التهدئة المفاجئ مع الولايات المتحدة، الذي توقفت بموجبه عملياتها العسكرية المتصاعدة ضدها.

وأعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في وقت سابق "استسلام الحوثيين، بعد طلبهم وقف القصف وموافقتهم على التوقف عن استهداف السفن الأمريكية"، واعتبر أن ذلك كان "هدف أمريكا من العمليات العسكرية".

من جانبه، أكد رئيس وفد الحوثيين التفاوضي، محمد عبد السلام، في تصريح لوكالة "رويترز"، أن الاتفاق مع واشنطن "لا يشمل إسرائيل، ولا نستبعد شنّ هجمات على سفن وأهداف مرتبطة بها".

وعقب الهجمات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت منشآت يمنية مدنية وحيوية، خاضعة لسيطرة الحوثيين في محافظات الحديدة وصنعاء وعمران، الاثنين والثلاثاء الماضيين، توعدت الميليشيا إسرائيل على لسان رئيس ما يسمى بـ"المجلس السياسي الأعلى" مهدي المشاط، بـ"رد مزلزل ومؤلم، لن يكون بمقدورها تحمّله".

وفي ظل تحييد الولايات المتحدة عن المشهد العسكري، وحالة الارتباك التي أحدثها موقفها لدى أبرز حلفائها في تل أبيب، ثمّة مؤشرات على تكثيف الحوثيين لهجماتهم العسكرية تجاه الأهداف والسفن الإسرائيلية، بشكل أكثر حدّة وضراوة، رغم الأضرار التي أوقعتها الضربات الأمريكية التي انطلقت منتصف مارس/  آذار المنصرم.

تكثيف الهجمات

وقال خبير الشؤون العسكرية والاستراتيجية علي الذهب، إنه "من الوارد أن يكرّس الحوثيون جهودهم في مهاجمة إسرائيل، باعتبار استهدافها مسألة رابحة قوميًا ودينيًا، أكسبتهم حضورًا إقليميًا ودوليًا، ما يجعلها ورقة لا يمكن التفريط فيها، بعد الخسائر الكبيرة التي تلقوها مؤخرًا، إثر الضربات الأمريكية".

وأضاف في حديث لـ"إرم نيوز"، أنه "لا يزال لدى الحوثيين من القدرات العسكرية ما يستطيعون من خلاله تهديد إسرائيل من حيث الهجمات، "وذلك يعود إلى الاستراتيجية التي اعتمدوها في تخزين الصواريخ بمنشآت تحت أرضية، وتوزيعها في مناطق متعددة وغير معهودة، وفي ظل عدم اكتراثهم بالنتائج الكارثية التي تحدثها الضربات، سواء كانت أمريكية أم إسرائيلية".

ورغم "الأثر المادي الشحيح لهجمات الحوثيين على إسرائيل"، إلا أنها سبب كاف لإثارة الصراع والعنف المتبادل، "خاصة أن لدى الميليشيا في الوقت الراهن، ما يقنعها على الاستمرار، بعد ضمان تحييد واشنطن وتوقف عملياتها العسكرية المضادة، في حين أنه لم يعد لدى الحوثيين ما يخشون فقدانه أو استهدافه"، وفق الذهب.

وأشار إلى أن "قرار وقف الهجمات الأمريكية، لا يعني ترك إسرائيل، عرضه لتهديدات الحوثيين"، مضيفًا: "في رأيي إن الولايات المتحدة ستكون شريكة بطريقة أو بأخرى لعمليات تل أبيب ضد الميليشيا، مثلما كان دورها في دعم التحالف العربي ضدها، وربما أكثر من ذلك بكثير".

ومساء الأربعاء، أعلن الحوثيون تنفيذ عمليتين عسكريتين على هدفين إسرائيليين، استهدفت الأولى "مطار رامون، في منطقة أم الرشراش" بطائرتين مسيرتين، فيما طالت العملية الأخرى "هدفًا حيويًا في يافا المحتلة بطائرة مسيرة نوع يافا".

وأكد المتحدث العسكري باسم الحوثيين، يحيى سريع، "امتلاكهم قدرات عسكرية تجعلهم قادرين على الرد المناسب على العدوان الإسرائيلي".

ولفت إلى استمرار حظر حركة الملاحة البحرية الإسرائيلية في البحرين الأحمر والعربي، وحظر الملاحة الجوية في مطار "بن غوريون" الرئيس في تل أبيب.

تهدئة مؤقتة

ويقول المحلل العسكري، العميد عبد الرحمن الربيعي، إن ما حدث بين الحوثيين والولايات المتحدة، ليس سوى "تهدئة مؤقتة، غرضها زيارة الرئيس الأمريكي إلى المنطقة الأسبوع المقبل لمناقشة عديد الملفات، بما فيها الملف اليمني الذي سيحضر بقوة، لكن بصيغ جديدة، وبالتالي فإن احتمال عودة الحرب لا يزال قائمًا".

وذكر الربيعي، أن الاتفاق نصّ على سلامة الملاحة البحرية الدولية بالبحر الأحمر وباب المندب، وهو ما "يعني شمولية السفن كافة دون استثناء، حسب توضيحات الخارجية العمانية، التي قامت بجهود الوساطة وضمنت الحوثيين".

وأضاف في حديث لـ"إرم نيوز"، أن "الحوثيين طرحوا عدة شروط خلال المفاوضات، منها أن ترفع واشنطن تصنيف الميليشيا كمنظمة إرهابية أجنبية، ورفع القيود المترتبة على هذا التصنيف، "لكن ذلك قوبل بالرفض الكلي، وهذا ما يرجح عودة الحرب".

خسائر موجعة

من جهته، ذكر الباحث في شؤون الحوثيين العسكرية، عدنان الجبرني، أن موافقة الحوثيين على العرض المقدم من سلطنة عمان، جاءت بعد "أكثر لحظاتهم ضعفًا"، نتيجة الضربات الأمريكية التي قال إنها "كادت أن تخرج القوة الصاروخية لدى الميليشيا عن الخدمة، على مدى الـ50 يومًا الماضية".

وقال الجبرني، في تدوينة على منصة "إكس"، إن الحوثيين خسروا أبرز كوادر قوتهم الصاروخية، إثر مقتل عدد من القيادات والمسؤولين، بينهم أركان عمليات القوة، ومسؤول الدراسات والمسؤول التقني، ومسؤولو الورش وعدد من مختصي إطلاق الصواريخ، إضافة إلى الخسائر التي تلقوها على مستوى الطيران المسيّر.

ووفق الجبرني "تفيد المعلومات بمقتل قائد قسم الطيران المسير، زكريا حجر، في أول أيام الضربات الأمريكية، في غارة على حيّ الجراف بصنعاء، ومعه اثنان من أبرز مساعديه".

وأضاف أن هذه الخسائر الموجعة، وعمليات الاستهداف التي طالت أماكن وبُنى لم يكن الحوثيون يتوقعون رصدها، "تسببت في إرباك كبير للميليشيا، وأدت إلى خلافات بين الأقسام العسكرية".

وقال إن عملية الهجوم على مطار "بن غوريون" الأحد الماضي، أعادت شدّ الميليشيا نحو الأمام أولًا، ثم جاءت لتعكس "صورة الضعف إلى صورة قوة خارجيًا"، وبالتالي كانت كل هذه العوامل سببًا رئيسًا في الاتفاق مع واشنطن، "ولو كانت الجماعة في وضعية أفضل لاستمرت في المناورة لوقت أطول".

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC