logo
العالم العربي

خبراء: الحوثيون يناورون بانتظار العودة إلى التصعيد

خبراء: الحوثيون يناورون بانتظار العودة إلى التصعيد
أحد عناصر ميليشيا الحوثي
08 مايو 2025، 7:50 ص

توقع خبراء بالشأن اليمني، أن تكون الهدنة المعلنة بين واشنطن والحوثيين مؤقتة، مشيرين إلى أن الميليشيا ستعود للتصعيد في البحر الأحمر وخليج عدن، فور إعادة ترتيب صفوفها بعد الضربات الجوية التي تلقتها من أمريكا وإسرائيل.

وقال الخبراء، إن ميليشيا الحوثي تعتمد استراتيجية المهادنة وعقد اتفاقات التهدئة في كل مرة تتعرض فيها لضربة قاصمة، وما يحدث الآن هو سيناريو مشابه لِما كانت تفعله في حروبها الداخلية مع قوات الشرعية والتحالف.

أخبار ذات علاقة

مطار صنعاء بعد الاستهداف الإسرائيلي

اليمن يدفع الثمن.. غضب شعبي واسع من مغامرات الحوثيين العسكرية

 وفتح ترامب، بقرار  وقف الهجمات ضد ميليشيا الحوثي، الباب على مصراعيه لجملة من الأسئلة والشكوك، فبعد أن أعاد تصنيفها "جماعة إرهابية أجنبية"، أصبحت الآن كطرف تعترف به واشنطن.

وأكد الخبير العسكري والاستراتيجي اليمني العميد الركن محمد الكميم أن الولايات المتحدة قد تضطر لاستئناف الهجمات ضد الحوثيين في مرحلة ما. 

وأوضح الكميم في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن "لدى الحوثيين تكتيك الانحناء أمام العواصف"،  مضيفًا "من تجاربنا معهم خلال 21 عامًا، يبدؤون بمراجعة طرق الإمداد، ويسارعون لعقد أي اتفاق، عندما يتعرضون لضربة قاصمة".

وقال إن إعلان ترامب يشوبه الكثير من الغموض، مرجحًا "عودة التصعيد ضد الحوثيين بعد عنترياتهم وإعلانهم الانتصار والادعاء بتلقيهم الرسائل الأمريكية من الوسيط وتهديد إسرائيل". 

وتوقع الخبير العسكري اليمني أن تنهي إسرائيل التي صُدمت بإعلان ترامب المفاجئ ما بدأته الولايات المتحدة. 

وأضاف الكميم "سيعودون من جديد بعد أن يستعيدوا أنفاسهم وجاهزيتهم للتحرش من جديد وبث الفوضى"، مشيرًا إلى أنها لا تجيد سوى الدور التخريبي المعهود عنها. 

وتابع "لست مطمئنًا لكل ما يجري ولا أعتقد أن هناك استسلامًا بالمعنى الحقيقي، لأن الحوثي لا يزال يكابر ويهدد إسرائيل". 

وأوضح الكميم أن أهم ما حصل عليه الحوثيون بعد إعلان ترامب هو توقف الضربات على مواقعهم، كي تستعيد العناصر الجاهزية والتسليح، مبينًا "هذا بالنسبة لهم أكبر إنجاز، لأن الضربات أضعفتهم خصوصًا التي استهدفت المنشآت الاقتصادية، مثل: الموانئ ومطار صنعاء". 

حول ادعاء  الميليشيا الانتصار، أشار الكميم إلى أنهم يريدون بذلك رفع معنويات أتباعهم، قائلًا "لو أنهم انتصروا فعلًا، لكان عليهم إعلان ذلك وعدم قبولهم نبأ الاستسلام من خصمهم". 

وأسوة بادعاء "حزب الله" اللبناني، السابق، أعلنت ميليشيا الحوثي الانتصار، رغم الشلل الكبير الذي أصاب بنيتها الاقتصادية والعسكرية، بعد تدمير مطار صنعاء والموانئ وعتادها العسكري وقواعدها السرية على رؤوس الجبال وفي أعماق الأراضي، إضافة إلى الخسائر البشرية في صفوفها.

على خطى حزب الله

وجزم الكميم في تصريح لـ"إرم نيوز"،  بأن هذه الميليشيا لا تقبل بمنطق الاستسلام مطلَقًا، كما حصل مع "حزب الله" اللبناني، مبينًا أنه "أعلن الانتصار رغم الخسائر الاقتصادية والبشرية المذلة التي يقرها حلفاؤه قبل خصومه، والآن الحوثي يسير على خطاه، ويعلن الانتصار رغم القضاء على بنيته التحتية من مطارات وموانئ ومخازن سلاح وقواعد عسكرية". 

وأوضح الخبير العسكري اليمني تلقي الحوثيون ضربات موجعة بالغة بعد استهداف الغارات الأمريكية قدراتهم النوعية المتعلقة بالطيران المسير والصواريخ البالستية ومخازن الأسلحة، ومنصات الإطلاق، كما تسببت بمقتل قادة وعناصر.

وتوقع الخبير العسكري اليمني وجود دور محتمل من إيران خلف إعلان ترامب، مستطردًا "شرارة إعلانه قد يكون مصدره طهران المقبلة على جولة مفاوضات جديدة، حيث قد يكون هذا التكتيك بهدف تمرير الاتفاق النووي". 

في السياق ذاته، رأى الخبير العسكري اليمني العميد خالد النسي، أن إيران التي تعرضت لضربات قاصمة بعد أن خسرت أذرعها في المنطقة، لا تزال تملك ورقة الحوثي في اليمن.

الورقة الأخيرة

وأكد الخبير النسي في حديث لـ"إرم نيوز" أن الحوثي، ورقة إيران الأخيرة، خدمته الجغرافيا وتشابكه مع المصالح الغربية في المنطقة، مبينًا أن "الغرب يحرص على وجود مهدد لأمن المنطقة بهدف ابتزازها"، وفق قوله. 

وتابع "وضْع الحوثيين في المنطقة يختلف عن باقي أذرع إيران التي خسرتها، بدليل خطاب الرئيس الأمريكي حول استسلامهم ووقف التصعيد معهم بعد تعهدهم بعدم استهداف خطوط الملاحة والمصالح الأمريكية". 

وأردف "الحوثي ورقة يتم التلاعب بها، خصوصًا من قِبل إيران لأجل مصالحها ولن ينتهي مثل باقي أذرعها". 

وربط الخبير العسكري النسي تصريح ترامب حول الحوثيين في سياق المباحثات مع إيران حول برنامجها النووي، مضيفًا "ترامب قال إنه سيعلن عن أخبار مهمة جدًّا وإيجابية، قد تتعلق بالمفاوضات النووية". 

وأردف "يأتي قرار وقف التصعيد ضد الحوثيين، مع قرب زيارة ترامب إلى المنطقة، إذ قد يطلب من دول خليجية المشاركة في المعركة وتحمل تكاليف الحرب للخلاص من الحوثي كمهدد"، وفق قراءته. 

ولفت الخبير اليمني خالد النسي، إلى أن وقف الضربات الأمريكية بالنسبة للحوثي، مكسب كبير له، بعد أن تسببت بتذمر أهالي المناطق التي تسيطر عليها الميليشيا، مبينًا أنهم يلقون باللوم على الحوثيين وليس أمريكا. 

ولفت الخبير اليمني النظر إلى الازدواجية التي تمارسها إدارة ترامب، قائلًا "أعادت الولايات المتحدة تصنيف الحوثي جماعة إرهابية ثم أعلنت التوصل لاتفاق معها؛ ما يعني أنها ليست إرهابية بل طرف تعترف به واشنطن وتتعامل معه بوساطة عُمان". 

رغم ذلك، أشار الخبير النسي إلى أن الخيارات أصبحت صعبة أمام الحوثيين خصوصًا إذا استمر في التصعيد العسكري ضد إسرائيل. 

وأكد النسي أن الولايات المتحدة لم تنتصر ضد الحوثيين لأن هجماتهم مستمرة، ولا حتى الميليشيا حققت النصر، لأنها خسرت عمليًّا، وفق قوله. 

ورغم التأثير المحدود لضربات الحوثي ضد إسرائيل، يرى الخبير اليمني أنه مس سيادتها، وفق حسابات تل أبيب.

وأضاف أنه رغم ذلك لا تستطيع إسرائيل القضاء على الميليشيا اليمنية بسبب بعدها الجغرافي. 

بدوره، يقول الأكاديمي والباحث السياسي الكويتي عايد المناع، إن قبول الحوثي وقف إطلاق النار في البحر الأحمر وعدم اعتراض خطوط الملاحة، دلالة على أنه تلقى ضربات قاصمة ومدمرة، سواء في ميناء الحديدة وما جاورها، أو في صنعاء ومطارها. 

مأزق

وأضاف المناع في حديث لـ"إرم نيوز"، بات الحوثي الآن يبحث عن السلامة والخروج من المأزق الذي سببه لنفسه، مبينًا أن إمكانياته الهجومية باتت محدودة. 

وتوقع أن تقدم إسرائيل على إنهاء ما تبقى من قدرات عسكرية لدى الميليشيا، إذا قامت مجددًا باستهدافها.

وأضاف الباحث السياسي الكويتي أنه من "الأجدى للحوثي الآن أن يعيد حساباته ولا يُحمّل إعلان أمريكا وقف التصعيد أكثر مما يحتمل، وأن يجد حلًّا نهائيًّا إمّا من خلال الاستسلام للشرعية اليمنية وتسليم ما عليه، وإمّا التفاوض مع الأطراف التي يتصارع معها".

وتابع "إذا تمَّ إنهاء الحوثيين كظاهرة حكم وتركهم مكونًا اجتماعيًّا، ستعود الأمور إلى طبيعتها كما كانت قبل انقلابه على السلطة الشرعية عام 2014". 

ودعا المناع الحكومة الشرعية في اليمن وحلفاءها للتهيؤ وإنهاء تمرد الميليشيا الحوثية، واستغلال تدهور أوضاعها العسكرية.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC