أكد مصدر سياسي لبناني لـ"إرم نيوز"، أن رئيس الحكومة نواف سلام كان يعتزم إشراك "التيار الوطني الحر" في الحكومة، عبر توزيع الحقائب المسيحية بينه وبين القوات اللبنانية، باعتبارهما الكتلتين النيابيتين المسيحيتين الأقوى.
وأضاف المصدر أنه خلال المشاورات النيابية غير الملزمة التي أجراها سلام، توافرت معلومات لرئيس الجمهورية جوزيف عون وسلام تفيد بوجود اتصالات بين ميليشيا "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" لإعادة إحياء تحالفهما السابق، ولو بشكل غير معلن، بهدف ضمان الحزب وحركة أمل للثلث المعطل واستخدامه عند الضرورة.
وتابع المصدر أن مسألة الثلث المعطل كانت تمثل خطًّا أحمر في عملية تشكيل الحكومة، سواء لإرضاء معارضي حزب الله في الداخل اللبناني أم للاستجابة للمطالب الأمريكية التي طالبت بعدم مشاركة الحزب في الحكومة نهائيًّا.
وفي تعليقه على هذه المعلومات، أكد المحلل السياسي محمد العبد الله لـ"إرم نيوز"، أن موقف التيار الوطني الحر يبدو منطقيًّا في سعيه لإعادة تحالفه مع حزب الله، إذ إن فقدان هذا التحالف يعني خسارته لمصدر قوته الأساسي، خاصة أن بقية التيارات السياسية تبتعد عنه بسبب تحالفه السابق مع الحزب.
وأضاف أن الانتخابات البلدية والنيابية المقبلة تمثل تحديًا حاسمًا للتيار، حيث يحتاج جبران باسيل إلى دعم الثنائي الشيعي لضمان عدد كافٍ من النواب، لكن استبعاده من الحكومة الحالية شكّل انتكاسة له في الوقت الراهن، رغم استمرار مشاوراته مع الحزب لإعادة إحياء التحالف مستقبلًا.
من جانبها، أكدت الباحثة في الشأن اللبناني، الدكتورة زينة محمود، أن العلاقة بين حزب الله والتيار الوطني الحر كانت قائمة على المصالح المشتركة؛ فالتيار كان يعتمد على الحزب لضمان نفوذه السياسي، بينما كان الحزب بحاجة إلى هذا التحالف لإظهار قبوله من أطراف خارج بيئته الشيعية، وخاصة من التيار الوطني الحر باعتباره أحد أبرز الأحزاب المسيحية.
وأوضحت محمود أن حزب الله أبرم خلال السنوات الماضية تحالفات مع شخصيات وكتل سياسية من مختلف الطوائف، مثل الجماعة الإسلامية وبعض القوى السنية، إضافة إلى تحالفات مع شخصيات درزية، ما مكّنه من السيطرة شبه الكاملة على الحكومات السابقة والمجالس النيابية المتعاقبة.
وأضافت أن التغيرات الإقليمية والداخلية في لبنان، خاصة بعد انهيار النظام السوري الذي كان يشكل داعمًا أساسيًّا للحزب، إضافة إلى تداعيات حربه الأخيرة مع إسرائيل، أضعفت موقفه وأبعدت عنه بعض حلفائه السابقين.
وختمت بالقول إن هذه المستجدات تفسر أيضًا استبعاد بعض الشخصيات السنية المطروحة لتولي حقائب وزارية، ولا سيما من الكتل السياسية الشمالية التي سبق أن عقدت تحالفات انتخابية مع الثنائي الشيعي، وذلك بهدف منع حزب الله وحركة أمل من تأمين كتلة وزارية كبيرة تمنحهما الثلث المعطل.