فجّر استقبال رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، خالد المشري، لتزكيات مرشحين من أجل تولي رئاسة الحكومة الليبية الجديدة، خلافًا جديدًا مع محمد تكالة الذي يتنازع معه على رئاسة المجلس الأعلى.
وإثر لقاء المشري بمقر المجلس الأعلى للدولة في طرابلس، المترشحين لرئاسة الحكومة الجديدة لتزكيتهم، أبدى تكالة اعتراضه على هذه الخطوة، وقال إن "المجلس سبق واتخذ قرارًا صريحًا يقضي بعدم اعتماد أي تزكيات فردية أو مراسلات خارجية بشأن الترشح لأي منصب تنفيذي أو سيادي".
ومنذ أشهر، يتنافس المشري وتكالة على رئاسة المجلس الأعلى للدولة، فيما لجأ الطرفان إلى القضاء في محاولة لحسم الخلاف بشأن ذلك.
وقال نائب رئيس حزب الأمة في ليبيا، أحمد دوغة، إن "هناك بالفعل سجالات على رئاسة المجلس الأعلى للدولة بين خالد المشري ومحمد تكالة، فالاثنان يتسابقان على هذا المنصب، وكل منهما يريد أن يثبت أنه هو رئيس المجلس".
وأضاف دوغة، لـ"إرم نيوز"، أن "هذا ما ثبت مؤخرًا من التزكيات التي قام بها خالد المشري لرئاسة الحكومة" متسائلًا "هل هذه الأساليب صحيحة أم لا؟".
وأعرب عن اعتقاده بأن "كل هذه الإجراءات غير صحيحة، ولن تلقى قبولًا طالما لم تتوافق مع مسار البعثة الأممية في ليبيا".
ولفت إلى فشل التجارب السابقة في الحكومات المنبثقة عن مجلس النواب، حيث لم يتم الاعتراف بها، مثل حكومة فتحي باشاغا، وحكومة أسامة حماد.
وأكد دوغة أن "هذه الحكومة التي يجري الحديث عنها الآن ستلقى نفس المصير"، مشددًا على أن "تكرار نفس التجارب الفاشلة دون تغيير في الأدوات والآليات سوف يؤدي إلى نتائج فاشلة".
من جانبه، قال المحلل السياسي، الدكتور عبد العزيز إغنية، إن "كل هذه السجالات من تداعيات الانقسام السياسي في ليبيا الذي يسوده الجمود بسبب الصراع على السلطة والنفوذ والمال".
وأضاف إغنية، لـ"إرم نيوز"، أن الانقسام الذي حصل في المجلس الأعلى للدولة كانت تقوده مجموعة تتبع للحكومة الحالية منذ حدوث توافق بين المشري ورئيس البرلمان عقيلة صالح على حكومة جديدة، حيث لم يحدث منذ ذلك الحين أي هدوء داخل العاصمة الليبية، بل اشتعلت وتيرة الصراع السياسي".
وبين أن "تكالة مدعوم من رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، والمشري مدعوم من المجموعات الأخرى التي تقف معه، سواء من داخل مدينة الزاوية أو طرابلس"، مؤكدًا أن "الدبيبة يحاول البقاء في موقعه بالاستفادة من هذا الانقسام الجديد".
ولفت إلى أن "هناك دعما أمميا بالفعل لعملية تشكيل حكومة جديدة في ليبيا لإنهاء الانقسام الحكومي، فالبعثة الأممية تسير بوتيرة بطيئة، لكنها تسير نحو سحب البساط من تحت حكومة الوحدة التي تسيطر على العاصمة طرابلس".