كشف تقرير حديث أن قوات بورتسودان التابعة لقيادة عبد الفتاح البرهان، تُجنّد جنوداً كولومبيين متقاعدين بورتسودان، وتزجهم في القتال على خطوط المواجهة في دارفور وكردفان، بعد إغرائهم بوظائف أمنية.
ووفق تقرير لموقع in depth reports، فإن قوات بورتسودان استدرجت المقاتلين الكولومبيين المتقاعدين عبر "وعود كاذبة" للعمل في وظائف أمنية، لتنقلهم جواً إلى السودان، وتزجهم على الفور في جبهات القتال المشتعلة.
ونقل الموقع شهادات لمدنيين وجنود شاهدوا كيف ينشر المرتزقة الناطقون بالإسبانية الخوف والاستياء، ويتركون وراءهم قبوراً مجهولة.
واعتبر مدنيون سودانيون أن الخطوة الجديدة لقوات بورتسودن للاستعانة بالمرتزقة، تضعف "أكثر وأكثر" الشرعية "المفقودة" منذ اندلاع الصراع في أبريل/ نيسان 2023.
في أحياء أم درمان السودانية، روى مدنيون كيف صادفوا رجالاً غرباء يتحدثون الإسبانية بلكنة كولومبية مميزة، يقاتلون ضمن وحدات قوات البرهان، كما أكدت شهادات لجنود سودانيين الأمر نفسه، إذ أصبح المرتزقة الكولومبيون جزءاً من الحرب.
قبل بضعة أشهر، ظهرت إعلانات غامضة في شوارع بوغوتا وميديلين عن "وظائف أمنية بأجور جيدة في الشرق الأوسط - عقود رسمية - رواتب بالدولار الأمريكي".
ولم تُحدد الإعلانات مكان العمل أو طبيعة المهام، مع ذلك، كان الوعد كافياً لجذب مئات الجنود الكولومبيين المُسرّحين، وقدامى المحاربين في وحدات مكافحة التمرد وحرب العصابات الداخلية، الباحثين عن فرص جديدة بعد سنوات من الخدمة.
إلى جانب هذه الإعلانات، تم رصد أنماط طيران غير عادية لمجموعات تغادر كولومبيا عبر مراكز العبور وتهبط في النهاية في مطارات عسكرية في شرق السودان، وأبرزها بورتسودان.
من بين الواصلين كارلوس جيفاني، جندي سابق في الجيش الكولومبي تقاعد مبكراً، وينقل موقع in depth reports عنه قوله "تواصل معي ضابط متقاعد وعرض عليّ عقدًا مع شركة خاصة، قال إن الوظيفة هي حماية منشآت نفطية في الشرق الأوسط، براتب يصل إلى 3000 دولار شهرياً".
لكن ما اكتشفه لاحقاً هو أن الوجهة لم تكن حقول النفط في ليبيا، كما أشيع بين المجندين، بل السودان، حيث واجه هناك، هو وزملاؤه واقعاً مختلفاً تماماً، من معسكرات تدريب، وجبهات قتالية دامية، وحرب لم يعرفوا أسبابها.
ولم يكن وصول المقاتلين الكولومبيين إلى بورتسودان نهاية رحلتهم، بل كانت البداية، فبعد ساعات طويلة من السفر عبر نقاط عبور متعددة، وجدوا أنفسهم على مدرج قاعدة جوية عسكرية تحت حراسة أمنية مشددة.
وهناك، استقبلتهم وحدات سودانية خاصة، ونقلتهم على الفور في حافلات عسكرية بلا نوافذ إلى معسكر وادي سيدنا شمال الخرطوم، حيث خضعوا لدورة تدريبية مكثفة استمرت بضعة أسابيع.
وقال ضابط سوداني شارك في الإشراف على العملية "لم يكن الهدف تعليمهم القتال، فقد كانوا جنوداً محترفين بالفعل. ما ركزنا عليه هو تعريفهم بالأسلحة المحلية، وخاصة بنادق الكلاشينكوف والمدفعية الخفيفة، وأساليب الحركة في بيئة صحراوية مفتوحة، وهي بيئة مختلفة تماماً عن الأدغال التي اعتادوا عليها في كولومبيا".
وتضمّن التدريب أيضاً دروساً حول العادات المحلية وكلمات الأوامر العربية الأساسية مثل يمين، يسار، إطلاق النار، قف لتسهيل التنسيق الميداني مع القوات السودانية.
كما تم نقل بعض المرتزقة إلى معسكر المريخيات بالقرب من الخرطوم، حيث تدربوا على حرب المدن والغارات الليلية.وفي نهاية فترة التدريب، تم نشر المرتزقة الكولومبيين في أكثر خطوط المواجهة سخونة، وخاصة في ولايتي دارفور وكردفان.