بدأت خلال الأسابيع الأخيرة تجربة تعليمية بمنطقة رفح في غزة، التي ينتشر بها عناصر حركة القوات الشعبية بقيادة ياسر أبو شباب، تحت حماية الجيش الإسرائيلي، ضمن خطة أوسع لنقل السلطة المدنية في القطاع مع نهاية الحرب.
ووفق تقرير لصحيفة "يسرائيل هايوم"، ينفذ هذه الخطة عدد من الهيئات الدولية، بما في ذلك الأمم المتحدة، والمنظمات الإنسانية، والحكومات الغربية والإقليمية، والسلطة الفلسطينية بشكل غير مباشر، بالإضافة إلى إسرائيل.
وعُرضت بعض الخطط على مختلف فروع الإدارة الأمريكية، وحظيت بدعم وإشادة حقيقيين.
وبحسب الصحيفة العبرية، هناك أهمية كبيرة من هذا المخطط لتل أبيب على عدة مستويات، المستوى الأول يتمثل بإنشاء مناطق إنسانية تحت سيطرتها، ويديرها الفلسطينيون والمنظمات الدولية التي تساعدهم مدنيًا.
أما المستوى الثاني، فيتمثل في بدء عملية نزع التطرف عن الفلسطينيين، حيث ينبغي أن تمتد أيضًا إلى أراضي السلطة الفلسطينية، وربما حتى إلى دول عربية أخرى، وفق المخطط على حد تعبير الصحيفة.
ويتمثل المستوى الثالث بدخول دول جديدة، إلى جانب المنظمات الدولية، في ملف رعاية الشعب الفلسطيني، فطالما موّل الأوروبيون وغيرهم مساعدات للسلطة الفلسطينية دون رقابة، انتشر الفساد ووُجّه التعليم نحو الإرهاب، وفق الاتهام الإسرائيلي.
في حين يتمثل المستوى الرابع بأن إسرائيل لا تُدير الحدث، رغم تدخلها عن بُعد، ومع الغطاء الأمني الذي تُوفّره، ما يُقلل من مسؤوليتها في رعاية الشعب.
وعن تفاصيل المناهج التعليمية، تظهر المعلمة سميرة موسى في فيلم وثائقي، تشرح درسًا لتلاميذها في الصف، عن كيفية معاملة ضيف مسيحي، وهل يجب طرده؟
ويجيب الطلاب بالنفي، ويقول أحد الطلاب: "لأننا نحترم ضيوفنا"، ويرد آخر: "لأننا جميعًا متساوون؛ لأنه لا ينبغي لنا الحكم على الضيف لمجرد أنه أسود أو أبيض أو بسبب دينه".
ويُسأل الطلاب في جزء آخر، عن جواز انتهاك حقوق فتاة وحبسها في غرفة.
ويجيب الطلاب بالنفي، وتشرح لهم المعلمة أن لكل شخص الحق في العيش بحرية وسلام وأمان.
وقالت المعلمة: "أنا خريجة الجامعة الإسلامية تخصص أصول الدين، كما أنني حاصلة على دبلوم في التدريس، وأحتقر حماس لأنها شديدة التمييز والتحيز، حتى في الإعلانات عن الوظائف، أنت بحاجة إلى علاقات للحصول على وظيفة".
ونقلت الصحيفة العبرية عن مصادر دبلوماسية قولها إن هناك نية لتوسيع وبناء المزيد من الفصول الدراسية، بالإضافة إلى نقل مساعدات تُمكّن من بناء عيادات، تُقدّم بشكل رئيس.
وأكدت أن حركة حماس تحاول منع ذلك، لافتة إلى أنه في وقت سابق من هذا الأسبوع، وقع حادث إطلاق نار بين الجانبين قُتل فيه عدد من أعضاء حركة الشباب وعدد من عناصر حماس.