الكرملين: بوتين يجتمع مع كيم ويشكره على دعمه للجيش الروسي
يشتكي الصحافيون في السودان من صعوبة تغطية الأوضاع الميدانية في مناطق سيطرة "قوات بورتسودان"، مؤكدين أنها تلاحقهم بالاعتقالات، ما دفع معظهم إلى الفرار من البلاد إلى دول شرق إفريقيا.
ويقول الصحافيون إن من بقي منهم داخل البلاد يجبر على تبني رواية الجيش بشأن الأحداث على الأرض؛ حفاظًا على حياتهم وخوفًا من الاعتقال، في ظل القبضة الأمنية المشددة وتزايد أعداد المليشيات المسلحة وانتشار السلاح، كما أن بعضهم فضل ترك المهنة وتوجه لمزاولة مهن أخرى.
وقال صحافي يعمل في الخرطوم، رفض الكشف عن اسمه في تصريح لـ«إرم نيوز»، إن "العمل الصحافي أصبح محفوفًا بالمخاطر، أي محاولة لتغطية الأحداث الميدانية خارج الرواية الرسمية قد تؤدي إلى اعتقالك أو تهديد عائلتك، لذلك أصبح الكثيرون مضطرين لتقليص نشاطهم أو الهجرة خارج البلاد".
من جانبه، أكد مراسل قناة دولية لـ«إرم نيوز» أن قوات بورتسودان باتت تعيق عمله بشكل لا يطاق، مؤكدًا أنه "حتى التصوير خارج المكتب يتطلب إذنًا من مكتب الإعلام الخارجي، ويكون معك مرافق من الجيش خلال التحرك، ما يجعل العمل الصحافي محدودًا للغاية ويصعب تغطية الأحداث الحقيقية"، وفق قوله.
مراسلون دوليون أكدوا أن تحركاتهم اليومية تخضع لرقابة مشددة، حيث ترافقهم عناصر عسكرية في كل مكان، وأي خطوة خارج هذه الإرشادات قد تؤدي إلى ملاحقة قانونية أو اعتقال.
وأوضحت مراسلة أجنبية لـ «إرم نيوز»: "في بعض الأحيان، نحصل على تصريح للتصوير في مكان محدد، لكن يُطلب منا مغادرته فجأة، الأمر الذي يجعل التغطية صعبة للغاية".
ويؤكد صحافيون سودانيون تحدثوا لـ"إرم نيوز"، أن "عسكرة" وسائل الإعلام في عهد عبد الفتاح البرهان أصبحت سياسة ممنهجة تهدف إلى تحويل الإعلام إلى أداة بيد قواته، مؤكدين أن هذه السيطرة لا تكتفي بفرض الرواية الرسمية، بل تمنع عمدًَا أي تغطية تكشف الانتهاكات التي ترتكبها قوات بورتسودان ضد المدنيين، والتي تشمل القتل خارج نطاق القانون، والقصف العشوائي على المناطق السكنية، والتجنيد القسري للأطفال، والانتهاكات الجنسية، إلى جانب التهجير القسري وتدمير البنية التحتية المدنية.
ويرى الصحافيون أن القوات العسكرية تهدف من وراء هذا التعتيم الإعلامي إلى تضليل الرأي العام المحلي والدولي بصورة متعمدة، وإخفاء الجرائم التي ترتكبها؛ ليحول الإعلام الرسمي إلى غطاء لحربه بدلًا من وسيلة لنقل الحقيقة.
ويقول الصحافيون الميدانيون إنهم يواجهون ضغوطًا مزدوجة من قوات بورتسودان من جهة، ومن الميليشيات الإخوانية التي تقاتل معها، ما يجعل التغطية الواقعية شبه مستحيلة، ما يزيد من هيمنة رواية الجيش على المشهد الإعلامي، وفق تعبيرهم.
وأشار خبير إعلامي في حديثه لـ"إرم نيوز"، إلى أنه في ظل القبضة الأمنية على العاملين في الإعلام التقليدي، ومع تراجع الحريات، لم يتبق في البلاد من حرية الصحافة إلا ما يرصد على منصات التواصل الاجتماعي، وهي التي أصبحت مراقبة بشكل متزايد، لكنها ما زالت المتنفس الوحيد لنقل الأخبار الميدانية بطريقة أقرب للحقيقة بعيدًا عن الأسلوب الذي يفرضه قادة بورتسودان.