اعتقال 12 شخصا بينهم عناصر وضباط مرتبطون بالنظام الأسد عند الحدود اللبنانية
تتجه أنظار ليبيا وتركيا إلى ألمانيا كدولة محايدة تم اختيارها لمعرفة سبب "العطل الفني" الذي أسقط طائرة "فالكون 50"، كان على متنها أبرز الوجوه العسكرية الليبية، وذلك بعد دقائق من إقلاعها من مطار بأنقرة.
وتسلمت حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة تقريراً مفصلاً من السلطات التركية حول النتائج الأولية للتحقيق في سقوط طائرة الفريق محمد الحداد، وهي الحادثة التي هزت الأوساط السياسية والعسكرية في طرابلس وأنقرة.
تأتي هذه الخطوة قبيل نقل "الصندوق الأسود" للطائرة المنكوبة إلى ألمانيا، للخضوع لفحص تقني دقيق يفك شيفرة اللحظات الأخيرة قبل وقوع الكارثة.
وأسفر الحادث عن خسارة أمنية فادحة برحيل كبار قادة المؤسسة العسكرية، وعلى رأسهم رئيس الأركان الفريق محمد الحداد، ورئيس أركان القوات البرية الفريق الفيتوري غريبيل، بالإضافة إلى مدير جهاز التصنيع العسكري العميد محمود القطيوي، ومستشار رئيس الأركان محمد العصاوي، والمصور بمكتب إعلام رئيس الأركان العامة محمد المحجوب.
وفي ألمانيا تتولى عادةً الهيئة الاتحادية للتحقيق في حوادث الطيران "بي إف يو" في براونشفايغ تحليل هذه الأجهزة.
وقالت الحكومة إن برلين ستضمن "إجراء تقييم تقني دقيق"، ووضع حد لتضارب الروايات الشائعة منذ الحادث بين من أرجع الأمر إلى تقادمها حيث يصل عمرها إلى نحو 37 عاماً، ما يزيد من إمكانية تآكل الأسلاك وحدوث تماس كهربائي مفاجئ شل أنظمة التحكم.
في حين تتحدث رواية أخرى أوردتها مصادر ليبية عن عامل الضباب الكثيف في منطقة هايمانا موقع سقوط طائرة "فالكون 50" بعد نحو ربع ساعة من إقلاعها، إذ أعاق محاولة الطيار للهبوط الاضطراري بعد إبلاغه عن العطل الفني.
ويُنظر إلى الصندوق الأسود في الطائرة كأبرز وسيلة تساهم في فهم ما حدث، ومعروف عنه أنه حل نحو 90% من حوادث الطيران السابقة، ومن مهامه تسجيل بيانات الرحلة من السرعة، الارتفاع، الاتجاه، وأيضا أصوات قمرة القيادة، كما يوجد صندوقان في مؤخرة الطائرة.
وأكدت النيابة العامة في تركيا، أنها طلبت تقارير من خبراء فنيين لتحديد ما إذا كانت الطائرة صالحة للطيران، كما تم فحص مسؤولية الطاقم الذي تولى أعمال الصيانة الأخيرة عن أي تقصير محتمل.
وكشفت عن التحفظ على تسجيلات كاميرات المراقبة في مطار "أسن بوغا"، وأدرجت جميع الاتصالات اللاسلكية بين برج المراقبة والطائرة ضمن ملف التحقيق.
كما أُخذت عينات من ناقلة الوقود ومن حطام الطائرة تحسباً لاحتمال تلوث الوقود أو استخدام وقود فاقد للجودة. وطُلبت أيضاً تقارير الأحوال الجوية المحلية وقت وقوع الحادث.
وهذا ما أوضحته تصريحات وزير العدل التركي يلماز طونتش، الذي أعلن الجمعة، في تصريحات للصحفيين من ولاية كارابوك شمالي تركيا، أن التحقيق القضائي بشأن الطائرة مستمر أيضاً، حيث يجري بشكل دقيق ومفصل، من ناحية قدومها وذهابها وإقلاعها وهبوطها، وكذلك فيما يتعلق بالطاقم والعاملين فيها.
وبشأن الصندوق الأسود للطائرة، قال وزير العدل التركي إن الصندوق يجب أن يُفحص في دولة محايدة، وإنه تم في هذا الإطار التواصل مع ألمانيا.
وأوضح أن الصندوق الأسود يحتوي أيضًا على تسجيلات صوتية بشكل خاص، وأن التحقيقات الفنية والقضائية مستمرة بدقة لمعرفة نوع العطل الذي تسبب في الحادث.
وبخصوص جثث الضحايا، أوضح الوزير أن إجراءات الطب الشرعي المتعلقة برئيس الأركان العامة للجيش الليبي والوفد المرافق له، مستمرة حالياً، وأضاف "يتم إجراء مطابقة الحمض النووي للجثامين مع العينات المأخوذة من أقاربهم القادمين من ليبيا. إنه حادث مؤلم للغاية".
وكانت الطائرة الخاصة قد أقلعت، الثلاثاء الماضي، من أنقرة باتجاه العاصمة الليبية، وتحطمت بعد نحو 80 كيلومتراً جنوب العاصمة التركية، مما أسفر عن مقتل جميع الأشخاص الثمانية، الذين كانوا على متنها، من بينهم رئيس أركان الجيش الذي كان في زيارة رسمية لتركيا.
ومن المقرر إقامة مراسم استقبال جثمان رئيس الأركان العامة للجيش الليبي في حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة يوم غد السبت في مطار معيتيقة الدولي بطرابلس.
