منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة، أغلقت المدارس في القطاع بشكل شبه كامل. لكن في شرق رفح، تعمل مدرسة صغيرة في منطقة تخضع لسيطرة جماعة ياسر أبو شباب، المعارضة لحماس والمقربة من إسرائيل.
وينحدر ياسر أبو شباب من مدينة رفح، وهو من سكانها البدو.
تخدم المدرسة أكثر من 100 طفل من مرحلة الروضة إلى الصف السابع، وتتجنب استخدام الكتب المدرسية الصادرة عن السلطة الفلسطينية، و"تُعلم الطلاب مبادئ التسامح والتعددية".
وقال محمد، القيادي البارز في قوات أبو شباب، في مقابلة مع صحيفة "تايمز أوف إسرائيل": "نريد أن ننشئ جيلًا من المتعلمين، لا من الإرهابيين" وفق تعبيره.
وتعمل مدرسة مماثلة أخرى في وسط غزة بالمهمة نفسها، وهي "تثقيف الأطفال بعيدًا عن الكراهية".
وبحسب الصحيفة العبرية، تعالج مناهج التعليم في هاتين المدرستين مسألة "كراهية إسرائيل" والتحريض ضدها وضد اليهود.
وتضم مدرسة رفح الجديدة 6 فصول دراسية، يتسع كل فصل لنحو 25 و35 طالبا. وقد اختير المعلمون من بين النازحين الفلسطينيين في المنطقة.
واعتمدت مدرسة رفح نهجا "مختلفا تماما"، يؤكد محمد: "نريد منهجًا تعليميًا يغني عن العنف والإرهاب. الدروس شفهية، وليست مبنية على كتب السلطة الفلسطينية المعيبة"، بحسب تعبيره.
في مقاطع فيديو من المدرسة، يُمكن رؤية مُعلّم يُدير نقاشًا حول حقوق الإنسان، بينما تُصرّح فتاة قائلةً: "حقوق الإنسان ملكٌ للجميع، ولا تُقيّد إلا عندما تتعارض مع القانون".
ونشر مركز "التواصل من أجل السلام"، وهو منظمة أمريكية تدعم الحوار في الشرق الأوسط، مقطع فيديو منفصلًا من المدرسة، يشرح فيه مُعلّم المساواة والحرية، ويسأل الطلاب: "هل يُمكنني أخذ فتاة وسجنها؟ لا، لها الحق في الحرية". كما يُحذّر المُعلّم من التمييز على أساس الدين أو العرق.