هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الثلاثاء، حركة حماس بفتح أبواب الجحيم عليها في حال لم تسلم الرهائن في غزة بحلول ظهر يوم السبت المقبل، قائلًا: "إذا لم تفعل حماس ذلك؛ سأدعو لإلغاء وقف إطلاق النار".
ودعم وزير الأمن القومي الإسرائيلي المستقيل، إيتمار بن غفير، ترامب في تهديداته لحركة حماس، بالقول: "ترامب على حق، يجب أن نعود للتدمير الآن"، فيما ينظر إلى التهديدات بأنها تتماشى مع مخططات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وائتلافه الحكومي.
وقابلت حماس التهديدات، بتأكيد ضرورة أن يتذكر الرئيس الأمريكي أن هناك اتفاقًا يجب أن تحترمه إسرائيل، وأن الاتفاق هو الطريق الوحيد لعودة الرهائن الإسرائيليين، مشددًة على أن لغة التهديدات ليس لها قيمة وتزيد تعقيد الأمور.
ضوء أخضر
وقالت القناة 14 العبرية، إن "تهديد ترامب لحماس يعني منح إسرائيل ضوءًا أخضر دائمًا لعودة القتال وإعادة احتلال قطاع غزة، مبينًة أن انهيار وقف إطلاق النار و"فتح أبواب الجحيم" في غزة هو لمصلحة إسرائيل.
وأوضحت القناة، أن "المعنى الفعلي لتهديد ترامب هو أنه ابتداءً من يوم السبت المقبل، لدى إسرائيل ضوء أخضر منه لتدمير غزة متى شاءت"، مضيفًة "انتهى التكهن حول ما إذا كانت إسرائيل ستتمكن من العودة إلى الحرب أم لا، والأمر متروك لها باتخاذ القرار بهذا الشأن".
وأشارت إلى أن "هذا الموقف سيكون قائمًا حتى لو التزمت حماس بالاتفاق حتى آخر نقطة، خاصة أنه من وجهة نظر ترامب لدى إسرائيل الإذن بالتحرك بكل قوة في غزة متى قررت ذلك، وهذه نقطة تحول مهمة".
وقال الخبير في الشأن الدولي، باسل منصور، إن "ترامب يمتلك 3 ملفات جوهرية يمكن أن يضغط بها على حماس وقيادتها"، مشيرًا إلى أن الملف الأول يتمثل في منح إسرائيل الضوء الأخضر للمضي قدمًا بتدمير الحركة عسكريًا وسياسيًا.
وأوضح منصور، لـ"إرم نيوز"، أن "نتنياهو وائتلافه الحكومي سيتسلحان في هذه الحالة بموقف أمريكي داعم بالمطلق للحرب، على خلاف ما كان عليه الوضع خلال إدارة الرئيس السابق جو بايدن، وهو ما سيدفعها لاستخدام قوة أكبر من السابق".
وأضاف أن "الملف الثاني يتمثل في وقف المساعدات الإنسانية والإغاثية بالكامل عن قطاع غزة، والقبول بأي إجراء إسرائيلي بهذا الشأن، ما يعني تدهور الأوضاع بشكل غير مسبوق بمختلف المناطق، وهو الأمر الذي سيكون له تداعيات كارثية على السكان".
والملف الثالث، وفق الخبير الدولي، يتمثل في الضغط على دول المنطقة المستضيفة لقيادة حماس من أجل طرد تلك القيادات وعائلاتها، ومحاصرة التحركات السياسية لقيادة الحركة بالخارج"، مؤكدًا أن ذلك سيؤثر على توازن الحركة وبقائها، وفق تقديره.
تجاوز الخطوط الحمراء
ويرى الخبير في الشؤون الإقليمية، علي السرطاوي، أن "الجحيم الذي يتحدث عنه ترامب يقتصر فقط على استخدام القوة العسكرية المفرطة ضد حماس، والسماح لإسرائيل بتجاوز خطوط حمراء وضعتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق".
وقال السرطاوي، لـ"إرم نيوز"، إن "الولايات المتحدة ستكون شريكا أساسيا لإسرائيل في أي عمل عسكري مقبل، وستكون الهجمات بتعليمات مباشرة من القادة العسكريين للجيش الأمريكي"، مبينًا أن ذلك سيؤثر بشكل كبير على الحركة.
وأضاف أن "تقديرات حماس بشأن إمكانية عودتها بقوتها العسكرية والسياسية لما قبل السابع من أكتوبر خاطئة وغير منطقية، وليس أمامها سوى تقديم التنازلات الكبيرة لإسرائيل والولايات المتحدة، خاصة وأن إدارة ترامب لديها رغبة في البدء الفوري بتنفيذ مخططات الرئيس الأمريكي بشأن غزة".
وتابع أن "الحركة ستكون مضطرة للمضي قدمًا بتنفيذ الاتفاق مقابل تنازلات جزئية من إسرائيل، فيما ستعمل من أجل إقناع إدارة ترامب والمجتمع الدولي بضرورة وضع خطط اليوم التالي للحرب عبر إبقائها كطرف في حكم غزة"، حسب تعبيره.