استبعد خبراء مختصون أن يؤدي قرار حركة حماس بتأجيل تسلم الرهائن الإسرائيليين في إطار اتفاق وقف إطلاق النار وصفقة التبادل، إلى انهيار الاتفاق الذي جرى التوصل إليه نهاية الشهر الماضي، برعاية الوسطاء الإقليميين والدوليين.
وفي خطوة مفاجئة أعلن الجناح المسلح لحماس تأجيل الإفراج عن 3 من الرهائن الإسرائيليين المقرر يوم السبت المقبل، حتى إشعار آخر، مرجعًا ذلك إلى عدم التزام إسرائيل بتنفيذ عدد من بنود التهدئة وخروقات جيشها للاتفاق.
خطة حماس
وقال تقرير لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، إن "توقيت إعلان حماس ليس مصادفة، وهو يشير إلى مخاوفها فيما يتعلق بالمرحلة الثانية من الاتفاق"، مبينًا أن الحركة خلقت أزمة لإجبار إسرائيل على كشف أوراقها بشأن المرحلة المقبلة.
وأوضح التقرير، أن "الحركة بالرغم من ذلك تركت نافذة مفتوحة للمفاوضات، وهناك مؤشران بشأن إمكانية تراجعها عن القرار، الأول الإعلان المبكر، والثاني أن الإعلان جاء من الجناح العسكري في غزة".
وأشار إلى أن "حماس تريد دفع المفاوضات المتعلقة بالمرحلة الثانية من صفقة الرهائن للأمام، ولا تنوي كسر القواعد، وما تفعله فقط محاولة ابتزاز لإسرائيل والوسطاء من أجل تقديم تنازلات"، متابعًا أن "الحركة ستنفذ الاتفاق بحلول السبت".
ولفت إلى أن "الإعلان المبكر من حماس منح إسرائيل والولايات المتحدة الوقت الكافي للدخول في مفاوضات معها"، مردفًا بالقول: "في النهاية ستتراجع الحركة عن قرارها وتلتزم ببنود الاتفاق، وبالتالي إن هذه الأزمة محدودة زمنيًا".
فرصة معدومة
وقال المحلل السياسي، تيسير عابد، إن "جميع المؤشرات تؤكد أن الأزمة بين حماس وإسرائيل ستحل قبل حلول موعد التبادل المقبل بينهما"، لافتًا إلى أن فرصة انهيار الاتفاق بين الجانبين في الوقت الحالي تكاد تكون معدومة.
وأوضح عابد، لـ"إرم نيوز"، أن "قرار حماس لن يؤدي إلى عودة الحرب، كما أن الاحتجاج الذي قدمته مقبول من جانب الوسطاء، ويقتصر في الوقت الحالي على مسألة المساعدات الإنسانية"، متابعًا "يوجد تفهم من الوسطاء رغم التهديدات المعلنة".
وأضاف أن "الخشية ليست من الخلاف الحالي، وإنما من الخلافات القادمة بين حماس وإسرائيل، خاصة مع تقدم مراحل الاتفاق، وتأجيل الكثير من الملفات الصعبة والمعقدة، وهو الأمر الذي يمكن أن يفجر الاتفاق ويؤدي إلى انهياره".
وتابع أن "الخطاب الإعلامي لحماس يؤكد أن احتجاجها كبير للغاية، وأنها ستركز في الأيام المقبلة على ملفات أكبر من موضوع المساعدات الإنسانية"، مستدركًا "لكنها تكتفي بالوقت الحالي بهذا الملف من أجل كسب تأييد الوسطاء"، بحسب تقديره.
ضمانات دولية وإقليمية
ويرى المحلل السياسي، فريد أبو ضهير، أن "الضمانات الدولية والإقليمية للاتفاق لن تؤدي إلى انهيار بسبب قضية المساعدات الإنسانية العالقة"، مرجحًا أن ينجح الوسطاء في إقناع إسرائيل بزيادة محدودة لتدفق المساعدات ما يزيل الرفض الإسرائيلي.
وقال أبو ضهير، لـ"إرم نيوز"، إن "حماس الطرف الأضعف في الاتفاق، وهي مضطرة لتنفيذ جميع بنوده، خاصة مع إدراكها أن تدخل الرئيس الأمريكي لصالح إسرائيل لن يكون في صالحها وسيؤدي لانهيار حكمها بغزة".
وتابع أن "حماس معنية بتقديم صورة جيدة للإدارة الأمريكية الجديدة، وإبداء حسن النيات من أجل ضمان بقاء حكمها لغزة، الأمر الذي لن يدفعها لأن تكون الطرف المعطل لاتفاق تبادل الرهائن أو المتسبب في انهياره بمرحلته الأولى".
وأشار إلى أن "إعلان حماس سيؤثر على مسار مفاوضات التهدئة بشأن المرحلة الثانية مع إسرائيل، وسيعطي الوسطاء فرصة للضغط على حكومة بنيامين نتنياهو لضمان الدخول في مفاوضات جادة بشأن الاتفاق النهائي للحرب بغزة"، وفق تقديره.