بعد مرور قرابة شهر على توقيع اتفاق بين حماس وإسرائيل يقضي بوقف إطلاق النار في غزة، لم يتحقق الكثير من بنود خطة ترامب في القطاع، وفق تحليل لصحيفة "هآرتس".
وتشير الصحيفة، إلى أنه بعد إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين وانسحاب الجيش إلى ما يسمى الخط الأصفر، تجمد الوضع في مكانه، وأصبح مصير خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأوسع المكونة من 20 نقطة غير مؤكد.
ويكشف التحليل، أن الإدارة الأمريكية تبدو جادة في المضي قدمًا نحو المراحل التالية من اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، لكن هذا يعني أنه لم يعد هناك مجال للغموض، فتشكيل قوة الاستقرار الدولية يُمثل اختبارًا وشيكا لالتزام إدارة ترامب، وقد تضطر إلى اتخاذ خيارات صعبة.
وبحسب "هآرتس"، تمضي الولايات المتحدة قدماً في خططها لإنشاء قوة استقرار دولية التي ستتولى السيطرة على أجزاء من قطاع غزة. ويُعد تركيز إدارة ترامب على هذه القوة مؤشرًا على جدية واشنطن في تنفيذ المرحلة التالية من اتفاق غزة، لكن شيئاً لم يتحقق حتى اللحظة.
وترى الصحيفة أن نشر قوة دولية في غزة، شرط للانتقال إلى الخطوة التالية، وهي تشكيل حكومة فلسطينية تكنوقراطية تحظى بموافقة "مجلس السلام"، الذي سيرأسه ترامب شخصياً بمساعدة رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، لكن هذه الحكومة التي لم تولد بعد، ستشرف على عملية إعادة إعمار غزة بأكملها، والتي نقطة بالغة التعقيد أيضاً.
وخلص التحليل، إلى التأكيد على أن ترامب إن أراد أن يكتب النجاح لخطته في غزة، سيتعين عليه اتخاذ قرارات صعبة بشأن محتواها، وإدراك أنه لا تستطيع إرضاء الجميع في آن واحد، وبالتالي عليه الموازنة بين رغبات الدول المستعدة لدعم الخطة من جهة، والاعتبارات السياسية لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، التي تعكس اعتماده على أحزاب اليمين المتطرف في إسرائيل للبقاء في السلطة، مشيراً إلى أنه على واشنطن أن لا تغفل عن هذه القضية، وهي تُمضي قدمًا في وقف إطلاق النار باعتبارها الطريقة الأمثل لتجنب العودة إلى الحرب.
