logo
العالم العربي
خاص

الرسائل تتواصل والتصعيد في أوجه.. بارجات حربية "مجهولة" قبالة الساحل السوري

بارجات روسية قبالة السواحل السوريةالمصدر: سبوتنيك

رُصدت قبالة الساحل السوري مساء أمس الخميس، ثلاث بارجات حربية مجهولة، في مؤشر جديد على حالة التصعيد الأمني التي يشهدها الساحل السوري في الآونة الأخيرة.

ولم تُعرف بدقة هوية البارجات التي تم رصدها في المياه الإقليمية السورية، قبالة محافظة طرطوس الساحلية، بين من يؤكد أنها قطع عسكرية روسية أو إسرائيلية. فيما لم يصدر أي بيان رسمي من دمشق أو من الجهات الإقليمية المعنية حتى الآن.

أخبار ذات علاقة

مشهد للهجوم على الساحل السوري في مارس الماضي

الطيران الإسرائيلي يزرع الرعب.. الساحل السوري يستعد لحدث أمني خطير

 تصعيد "وشيك"

وتسبب ظهور البارجات العسكرية بحالة من التوتر والقلق بين المدنيين، وسط تكهنات بإمكانية وقوع تصعيد بحري وشيك، خاصة أنها تتزامن مع تحركات عسكرية مكثفة في الساحل السوري، حيث عاد آلاف المقاتلين الأجانب للانتشار في مواقع متعددة في المنطقة، وسط سيل من الشائعات عن حدث أمني كبير سيشهده الساحل السوري هذا الشهر.

مصدر عسكري سوري، أشار في تعليق لـ "إرم نيوز" إلى أن "الغموض" هو العنوان الأبرز للوضع في الساحل السوري حاليا، وخاصة بعد ظهور البارجات العسكرية ليل أمس. ورجح المصدر أن تكون إسرائيلية، مع ورود معلومات من مصادر إعلامية إسرائيلية عن تبعية هذه البارجات للبحرية الإسرائيلية.

المصدر العسكري وصف البارجات بأنها "ضخمة وذات تسليح ثقيل"، مشيرا إلى أن المعلومات تفيد بأن إحداها تحمل قنابل تكتيكية حديثة، وقال بأنها تمركزت ضمن المياه الإقليمية القريبة من اللاذقية وطرطوس.

هل هي إسرائيلية؟

وربط المصدر حضور بارجات عسكرية إسرائيلية - إن كانت فعلا إسرائيلية - بالتوتر الإسرائيلي التركي، والكباش بين القوتين الإقليميتين حول سوريا. ورجح المصدر أن يكون هذا التحرك ردًّا على قرار تركيا أمس ببدء تدريب الجيش السوري وعزمها تزويده بأسلحة جديدة.

لكن الدافع الأكبر، وفق المصدر، قد يكون النزاع الإسرائيلي التركي على الساحل السوري تحديدا، مع مراقبة تل أبيب لتحركات تركيا الأخيرة في الساحل السوري، حيث تقوم أنقرة بنشاط استخباري كبير لاستمالة أبناء المكون العلوي الذين يشكلون النسبة الأكبر في المنطقة، ودفعهم إلى طلب الحماية التركية فيما لو توجهت البلاد إلى التقسيم.

أخبار ذات علاقة

قوات بحرية سورية

لمواجهة التحديات.. القوات البحرية تنتشر على طول الساحل السوري (صور)

 ووفقًا لمصادر "إرم نيوز"، تراقب إسرائيل عن كثب تحركات أنقرة السرية في الساحل السوري، وتبادر إلى إجهاضها في مهدها، وهو ما حصل في العديد من المرات السابقة، وآخرها القصف الذي استهدف ثكنة سقوبين باللاذقية أول أمس، حيث دمر الموقع العسكري الذي نقلت إليه تركيا أسلحة جديدة بينها رادارات ووسائط دفاع جوي. 

وقبل أسبوع، استهدف الطيران الحربي الإسرائيلي غرفة عمليات كانت قد شهدت اجتماعا ضم الشيخ أنس عيروط، عضو لجنة السلم الأهلي، وعضو مجلس الإفتاء، مع ضابط في الاستخبارات التركية، بحضور فادي صقر وياسر عباس، وهما من أبناء الطائفة العلوية المؤيدين للسلطة الحالية، حيث كانت تجري مناقشة خطط بخصوص الساحل السوري. 

روسية أو "يونيفيل"

ورغم أن روسيا خفضت حضورها البحري في قواعدها بسوريا، خلال الفترة الماضية، عقب سقوط نظام الأسد، إلا أنها لا تزال تحتفظ بوجود عسكري في قاعدة طرطوس. ولا يستبعد المصدر بالتالي أن تكون البارجات روسية، مشيرا إلى أنها قد تأتي ضمن تحركات روتينية أو استعراض قوة أمام الأتراك، حيث تتقاطع روسيا وإسرائيل في رفض أي تغلغل تركي بالساحل السوري، وفقا للمصدر.

وكانت بعض التسريبات قد تحدثت عن أن البارجات ألمانية وتتبع لقوات حفظ السلام الأممية "اليونيفل"، ولكن من دون أي تأكيد حتى الآن.

أخبار ذات علاقة

صراع النفوذ في الساحل السوري

فرنسا تتأهب للعودة وأمريكا تراقب.. صراع نفوذ روسي تركي على الساحل السوري

 خيارات دمشق

ويتزامن ظهور البارجات العسكرية "المجهولة" مع حراك عسكري كبير في الساحل السوري، الذي شهد قبل ستة أشهر مجازر مروعة ذهب ضحيتها نحو ألفي مدني علوي، وهو ما مثل نقطة افتراق بين أبناء الطائفة العلوية والسلطات الجديدة في دمشق، ودفع لاحقا لتشكيل أجسام سياسية وعسكرية تدعي تمثيل الطائفة، في ظل صعوبات تواجهها السلطات في بسط سلطتها على الساحل.

ووفقا لمراقبين، يأتي الانتشار البحري الغامض ليشكل تحديا مباشرا للسلطات السورية، ويضعها أمام خيارات محدودة؛ الاحتجاج الدبلوماسي قد ينظر إليه كضعف إن لم يكن مدعوما بقدرات أمنية على الأرض، أو الصمت الرسمي (كما يحصل الآن)، والذي يعزز الروايات المتداولة عن تواطؤ أو فقدان سيطرة.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC