عصام العبيدي
تجددت المخاوف في العراق مع تصاعد الحديث عن تحركات لعناصر تنظيم "داعش" في مناطق متفرقة من البلاد، وسط تساؤلات عن طبيعة هذه التحركات، وقدرات داعش للنهوض مجددًا.
ومنذ سقوط نظام بشار الأسد، يرصد خبراء ومحللون، إضافة إلى بيانات أمنية رسمية، تحركات لعناصر تنظيم داعش في محافظة كركوك والمناطق القريبة من الحدود العراقية.
وقال وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، في اتصال هاتفي مع وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، هاميش فالكونر، إن "تنظيم داعش الإرهابي يُعيد تنظيم صفوفه، إذ استولى على كميات من الأسلحة نتيجة انهيار الجيش السوري وتركه مخازن أسلحته، وهو ما أتاح له توسيع سيطرته على مناطق إضافية".
وحذّر حسين من "خطورة هروب عناصر (داعش) من السجون، ومن انفلات الوضع في (معسكر الهول)، وانعكاس ذلك على الأمن في سوريا والعراق".
وتزامنت تحذيرات وزير الخارجية العراقي مع إعلان القيادة المركزية الأمريكية قتل زعيم داعش "أبو يوسف" المعروف باسم محمود في محافظة دير الزور بسوريا.
اعتقالات جديدة
وفي العراق، أعلنت مديرية الاستخبارات العسكرية تنفيذ عدة عمليات نوعية أسفرت عن اعتقال سبعة مطلوبين للقضاء العراقي وفق أحكام المادة (4 إرهاب) في منطقتي العدالة و(1) حزيران بمحافظة كركوك.
وبحسب بيان رسمي، فقد "كان المعتقلون ينتمون إلى تنظيم داعش، إذ كان أحدهم يعمل ناقلًا رئيسيًا للأشخاص والأسلحة والتجهيزات اللوجستية".
وسبق ذلك، رفع علم داعش في إحدى القرى بمحافظة كركوك.
وطبقًا لمصادر عراقية، فإن قوة أمنية، طوّقت الجمعة، قرية في محافظة كركوك، بعد رفع علم "داعش" على بوابة إحدى مدارسها، ما أثار حالة من الهلع والرعب.
وبدوره، قال الخبير الأمني علاء النشوع إن "تنظيم داعش انتهى كقوة سوقية وميدانية ولا يمكن له أن يقوم بأي عمليات نوعية واستباقية تغير من موازين القوى لصالحه، لأن أغلب قواعده وحواضنه قد انتهت، كما أن معظم مقاتليه يفتقدون الروح المعنوية وهو مهزوز داخليًا، خاصة بعد الضربات الجوية والأرضية التي دمرت مناطق انطلاقه، مثل وادي حمرين".
وأضاف النشوع لـ"إرم نيوز"، أن "حركات داعش أصبحت مكشوفة تمامًا ولا يمكن له اليوم تنفيذ أي عملية مهما كانت الظروف، نظرًا إلى اختفاء المناطق الأمنية الرخوة التي كانت ساحة لعملياته بفضل المتابعة الأمنية والاستخبارية المكثفة".
ولفت إلى أن "المواطن العراقي بات أكثر وعيًا وفهمًا لخطورة هذا التنظيم المتطرف الذي جلب الويلات للمناطق التي كان يسيطر عليها".
تأمين السجون
وتشير القيادة المركزية الأمريكية إلى أنها لن تسمح لداعش باستغلال الوضع الحالي في سوريا وإعادة تشكيل نفسه مجددًا.
ونقل بيان عن قائد القيادة المركزية الأمريكية، الجنرال مايكل كوريلا، أن "داعش لديه نية لتحرير أكثر من 8000 من عناصر التنظيم محتجزين حاليًا في منشآت في سوريا"، مؤكدًا أن الولايات المتحدة ستستهدف هؤلاء القادة والعناصر بقوة، بما في ذلك أولئك الذين يحاولون تنفيذ عمليات خارج سوريا".
لكنّ ضابطًا سابقًا في الجيش العراقي، قال إن "عناصر داعش يقبعون في سجون قوات سوريا الديمقراطية وبعض السجون العراقية، ولا بد من تأمين هذه السجون"، مشيرًا إلى أن "التحركات التركية الأخيرة في مناطق نفوذ قسد، والعملية العسكرية المرتقبة ضدها، تثير القلق وعلى المجتمع الدولي والعراق التنبه لذلك".
وأوضح الضابط العراقي الذي طلب حجب اسمه لـ"إرم نيوز" أن "داعش ورقة استثمر فيها عدد من الأطراف، والمقلق في الأمر، هو حاجة هذه الأطراف السياسية إلى هذا الاستثمار مرة أخرى، لذا ينبغي تعزيز التفاهم بين البلدان المعنية، وتبادل رسائل الطمأنة في ظل الأجواء المشحونة في المنطقة".