logo
العالم العربي

حاصرته "الاستفهامات".. ضابط إسرائيلي يفشل في إقناع جنود بأهداف "اجتياح غزة"

غارات إسرائيلية على برج في مدينة غزة المصدر: أ ف ب

كشفت صحيفة "معاريف" بروتوكولات جلسة عسكرية سرية جرت قبل أيام بين قائد إحدى فرق المشاة الإسرائيلية، وقادة "الصف الثاني" في الفرقة ذاتها، الذين أبدوا تحفظهم على المشاركة في عملية "عربات جدعون 2".

وتبيَّن من مطالعة نص حوار القائد والرتب الأقل، مدى استنكار غالبية المقاتلين فكرة المشاركة في عملية "عربات جدعون 2"؛ وبينما كان الهدف من الجلسة تخفيف حدة التوتر، والإجابة عن أسئلة المقاتلين عشية دخول مدينة غزة، وصفها بعض المشاركين بـ"الحادة للغاية".  

استفهامات حائرة 

ووفق الصحيفة العبرية، أراد الضباط، ومعظمهم من المستويات القيادية الأدنى (الصف الثاني)، استيعاب الهدف من عملية "عربات جدعون 2"، وسأل أحدهم القائد: "اشرح لنا سيدي ما كان يفترض منا تحقيقه ولم نحققه؟ وما يفترض منا فعله ولم نفعله؟". فيما سأل آخر: "هل هذه حرب أخرى لتدمير مباني قطاع غزة وتسويتها بالأرض؟ ما هي الاستراتيجية، وما هو هدف العملية؟".

أخبار ذات علاقة

جنود إسرائيليون يعتلون دباباتهم في قطاع غزة

حرب عصابات في غزة.. هل "تبتلع" الكمائن والأنفاق المعقدة "عربات جدعون"؟

وأجمع الضباط، رغم ذلك، على أنهم ضباط في الجيش الإسرائيلي، ولن يتهاونوا في عمل كل ما يمليه عليهم الواجب، لكنهم تساءلوا مجددًا: "يهمنا فقط محاولة استيعاب ما نسعى لتحقيقه الآن؟ بعد أن كنا قبل أيام في غزة وجباليا وأنحاء قطاع غزة كافة".

ووفقًا لمحرر "معاريف" البارز بن كاسبيت، حاول القائد الإجابة عن الأسئلة، لكنه دمج في ارتباكات الرد بين التكتيكات والاستراتيجيات، محاولًا شرح أهمية "عربات جدعون 2". إلا أنه بعد نهاية الشرح، افترض القائد اقتناع بعض المقاتلين، لكن الأكثرية أعربت عن عدم الاقتناع، أو حتى الاستيعاب، وسأل أحدهم: "كم يُقتل منا؟ وكم منا يصاب خلال الأسابيع القليلة المقبلة؟ والأهم من كل ذلك: لماذا؟.

ويستشهد الكاتب الإسرائيلي في مقال "معاريف" بمسؤول عسكري إسرائيلي، يلعب دورًا محوريًا في حملة "عربات جدعون 2"، إذ يقول في محادثة خاصة مع بن كاسبيت: "لا أحد يعلم ما نسعى لتحقيقه في غزة. سمعنا نفس الكلام قبل رفح، وقبل الشجاعية، وقبل خان يونس".

صداع الأنفاق

وانبرى الكاتب الإسرائيلي في تحليل فحوى الحوار، مشيرًا إلى تقديرات الجيش الإسرائيلي، وجهاز الأمن العام (الشاباك)، التي دارت حول امتداد بنية شبكة الأنفاق في قطاع غزة إلى نحو 700 كيلومتر مساء يوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

أخبار ذات علاقة

جنود إسرائيليون في قطاع غزة

بـ 7 مليارات دولار.. هل تربك تكلفة "عربات جدعون 2" خطط نتنياهو في غزة؟

وأضاف بن كاسبيت: "بما أن الجيش تمكن من تدمير أو تحييد حوالي 200 كيلومتر من الأنفاق، فلا يعني ذلك سوى بقاء 500 كيلومتر منها، أو بعبارة أخرى، امتلاك حركة حماس مكانا للاختباء، ومكانا للعمل، ومكانا للهروب".

خسائر متوقعة

وقد تؤدي هذه الظروف، في ظل المعطيات الحالية، إلى تكبد الجيش الإسرائيلي خسائر بشرية كبيرة، قد تصل إلى 100 جندي. ففي أي مواجهة مباشرة بين الجانبين، ينعدم تمامًا عنصر التكافؤ.

ومع ذلك، وحسب تحليل الكاتب الإسرائيلي بن كاسبيت، عندما يصبح الجيش الإسرائيلي منهكًا بعد عامين من القتال المكثف، وتكون غالبية معداته الهندسية الثقيلة مهترئة أو تالفة، ويصبح جزء كبير من دروعه في حالة مماثلة، ويكون 900 مقاتل قد قُتلوا بالفعل، وانسحب آلاف آخرون بعد إصابتهم، فإن قدرته على مواجهة عناصر حركة حماس التي تخرج من أعماق الأرض وتعود إليها سريعًا بعد تحقيق أهدافها، ليست عالية.

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC