كشف تقرير أوردته القناة 12 العبرية أن حركة حماس أنهت تجهيزات تكتيكية متقدمة، بُنيت على أساليب حرب العصابات لصد عملية "عربات جدعون 2"، مشيرًا إلى أن كمائن متطورة، وشبكة أنفاق معقدة، وعبوات ناسفة مزروعة بعناية تنتظر الجنود الإسرائيليين في خطوط القتال الأمامية.
التقرير العبري أكد أن "هذه الأساليب التي تعتمدها الحركة أثبتت فاعليتها سابقًا في الحد من التفوق التكنولوجي للجيش الإسرائيلي، وأجبرت قواته على إعادة النظر في خططها أكثر من مرة".
وأضاف "العملية الجديدة ستشهد صدامًا في الاستراتيجيات والتصميم، إذ يسعى الجيش الإسرائيلي إلى فرض سيطرة واسعة على الأراضي، في حين تستفيد حماس من خبرتها وميزة التضاريس التي تسمح لها بإطالة أمد الحملة".
وأعلن رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير الأربعاء عن إطلاق المرحلة الثانية من عملية "عربات جدعون"، في حين تعمل حماس على صياغة رد دبلوماسي وعسكري على خطط احتلال غزة، معلنة عن إطلاق عمليتها الخاصة، مستخدمة اسم "عصا موسى".
على الأرض، قال التقرير إن "حماس تستعد لحرب عصابات وتجنيد رموز دينية، متهمةً نتنياهو في الوقت نفسه بالفشل في الوفاء باتفاق الرهائن، لعدم استجابته لمقترح الوسطاء".
ويتمثل الضغط السياسي والدبلوماسي من قبل الحركة، على الوسيطين - قطر ومصر - في محاولة لمنع خطط إسرائيل لاحتلال غزة.
في الوقت نفسه، يُحمّل رئيس الوزراء نتنياهو مسؤولية فشل الاتفاق، إذ ردّت حركة حماس بإيجابية على مقترح الوسطاء قبل أكثر من أسبوعين، بينما امتنعت إسرائيل حتى الآن عن الرد.
وعلق عزت الرشق، القيادي في حماس، قائلًا: "نبلغ ترامب أن حماس وافقت في 18 أغسطس/ آب على مقترح الوسطاء، المبني على مقترح ويتكوف، ولم يُعلّق نتنياهو عليه حتى الآن".
وذكر التقرير العبري أن حماس أعلنت عن عملية "عصا موسى" ضد "مركبات جدعون 2" لـ"تعميق البعد التاريخي الديني".
مضيفًا "في القرآن الكريم، ترمز (عصا موسى) إلى معجزة إلهية خالفت قوانين الطبيعة، فتحولت إلى ثعبان حي، وبفضلها واجه موسى السحرة في مصر وأثبت قدرة الله، وفي وقت لاحق، استُخدمت العصا لشق البحر الأحمر وإنقاذ بني إسرائيل من الاضطهاد".
وتابع "تستخدم حماس هذا لبث رسالة دينية روحية مفادها الانتصار على إسرائيل، كما انتصر موسى على فرعون"، وفق قوله.
ولفت تقرير القناة العبرية إلى أن هذا يتناقض مع "مركبات جدعون"، وهو رمز توراتي يؤكد قوة عسكرية هائلة وقديمة، وبالتالي خلق مواجهة بين السرد التوراتي والسرد القرآني.
ويُنظر إلى الاسم "عصا موسى"، باعتباره رمزًا لكسر ميزان القوى، وهي رسالة تهدف إلى تعزيز الروح المعنوية الفلسطينية الداخلية وخلق الوعي بأن حماس قادرة على هزيمة الجيش الإسرائيلي، بحسب ما جاء في التقرير العبري.
ومع الموافقة على خطة للسيطرة على مدينة غزة، كشف الجيش الإسرائيلي عن المرحلة الجديدة من عملياته باسم "عربات جدعون 2"، في محاولة على حد وصفه، لإظهار قوة متجددة ومضاعفة القدرة على تحقيق نصر حاسم.
وأضاف تقرير القناة الإسرائيلية: "في الوقت نفسه، أعلن الجناح العسكري لحماس عن استعداداته لعمليات أطلق عليها اسم (عصا موسى) وهو اسم رمزي مرتبط بالمعجزة القرآنية التي قلبت موازين الصراع".
تشير دلالات الأسماء الرمزية، بحسب التقرير العبري، إلى حرب روايات ومعنويات تدور بالتوازي مع الحملة العسكرية، مردفًا "يستخدم الجيش الإسرائيلي رموزًا توراتية لتعزيز شرعية أفعاله، بينما تلجأ حماس إلى رموز قرآنية لرفع معنويات أنصارها وإرسال رسائل تحدٍّ للخصم".