حزب الله: تحرك مجلس الوزراء اللبناني بشأن خطة الجيش فرصة للعودة إلى الحكمة والتعقل
باتت عمليات الاعتقال التي ينفذها الجيش الاسرائيلي في محافظات الجنوب السوري، المعروفة باسم "الفيش الإسرائيلي"، تثير الذعر في أوساط السكان الذين باتوا يشتكون من قيام الجيش الإسرائيلي بقطع الطرقات وتنفيذ الاعتقالات دون أي رادع.
وقالت مصادر أهلية إن عمليات الدهم وقطع الطرق التي ينفذها الجيش الإسرائيلي لمدن وبلدات في جنوب سوريا باتت ممارسة يومية بالنسبة للسكان الذين يمنعون من مغادرة بيوتهم في أغلب الأحيان من قبل عناصر الجيش الاسرائيلي.
وأكدت المصادر أن عمليات "الفيش الاسرائيلي" تتم بناء على معلومات استخبارية يقوم الجيش الإسرائيلي بجمعها حول المناطق التي يسيطر عليها بالتنسيق مع جهات أمنية غير معلومة بالنسبة لهم.
و"الفيش الإسرائيلي" مصطلح عامي يستخدمه السوريون، خاصة في جنوب سوريا، للإشارة إلى العمليات العسكرية والمداهمات التي تقوم بها القوات الإسرائيلية في مناطقهم، والتي غالبًا ما تتضمن اعتقالات أو تفتيشًا بحثًا عن أسلحة ومقاتلين.
ويُستمد المصطلح من التاريخ السياسي العالمي، حيث يُشير إلى نظام "فيشي" الفرنسي الذي تعاون مع النازيين خلال الحرب العالمية الثانية، ويستخدم هنا رمزيًا للدلالة على تصرفات إسرائيل التي يراها السكان المحليون عدوانية وتستهدف سيادتهم.
وأوضحت المصادر أن دوريات الجيش الإسرائيلي، بعد قطعها للطرق تقوم بتوقيف المواطنين والتدقيق على أسمائهم للتأكد من "عدم تشكيلهم خطرًا أمنيًا"، قبل السماح لهم بمتابعة طريقهم أو اعتقالهم واقتيادهم إلى داخل الحدود الإسرائيلية.
وأكدت المصادر أن عشرات المواطنين السوريين جرى اعتقالهم على يد الجيش الإسرائيلي ولا يعرف مصيرهم حتى الآن، مطالبين بتحرك الحكومة في دمشق لمنع الممارسات الإسرائيلية في مدن وبلدات الجنوب السوري وإطلاق سراح المواطنين الذين جرى اعتقالهم.
يشار إلى أنه منذ سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر كانون الأول 2024، كثّفت إسرائيل عملياتها في جنوب سوريا بهدف إنشاء "منطقة عازلة" لمنع التهديدات الأمنية.
وشملت هذه العمليات، التي أُطلق عليها اسم "سهم باشان"، توغلات في الجولان وجبل الشيخ والقنيطرة ودرعا، وتنفيذ مداهمات وعمليات تفتيش عن الأسلحة واعتقالات؛ الأمر الذي بات يثير الذعر في أوساط المواطنين السوريين.
وتستهدف إسرائيل من خلال هذه الممارسات القمعية الضغط على السكان لمنعهم من أي مقاومة أو لدفعهم لإخلاء بلداتهم وقراهم كما حدث في العديد من بلدات حوض اليرموك والجولان.
وفي الحصيلة النهائية فإن "الفيش الإسرائيلي" يُجسد مخاوف السوريين في الجنوب من الاعتقال أو التهجير بسبب التوغلات الإسرائيلية المستمرة، التي تُبررها إسرائيل بأهداف أمنية لكن، يُنظر إليها محليًا كانتهاك للسيادة ومحاولة لفرض واقع جديد على الجغرافيا السورية.