ذكرت صحيفة "معاريف" أن خيارات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أصبحت صفرية، ولم يعد أمامه سوى المفاضلة بين إنهاء الحرب في غزة، وعودة الرهائن، أو مزيد من التورط في مستنقع غزة، وخسارة أكثر فداحة لعلاقات إسرائيل الإستراتيجية مع المجتمع الدولي.
ونقلت الصحيفة العبرية عن الدكتور شاي هار تسفي، وهو باحث بارز في معهد السياسة والإستراتيجية في جامعة رايخمان الإسرائليية، أن لقاء القمة المرتقب بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونتنياهو، المقرر يوم الإثنين المقبل، يفرض على الأخير وقوفًا أمام "مفترق طرق"، ويجبره على المفاضلة بين خيارين متناقضين تمامًا، ولكل منهما تداعيات مصيرية على مستقبل إسرائيل.
فمن جهة، قد يعرّض قرار احتلال مدينة غزة، أولًا وقبل كل شيء، مصير الرهائن للخطر، ويدفع إسرائيل نحو مزيد من الغرق في مستنقع غزة.
ومن شأن هذا السيناريو أن يؤدي أيضًا إلى تفاقم العزلة الدولية، ومزيد من الضرر للعلاقات الإستراتيجية مع الدول الإقليمية، وهو ما ينطوي على آثار اجتماعية واقتصادية، تشكل خطرًا غير مسبوق على إسرائيل.
من ناحية أخرى، كما يقول الخبير الإسرائيلي، قد يؤدي قرار المضي قدمًا في صفقة إلى إنهاء الحرب وعودة جميع الرهائن الـ48 (الأحياء والأموات)، لكنه يجبر نتنياهو وائتلافه على النزول من قمة الشجرة العالية، التي اختاروا صعودها بقرار احتلال غزة عبر عملية "عربات جدعون 2".
لكن هار تسفي توقع جنوح نتنياهو إلى الخيار الثاني، لا سيما وهو الأكثر براغماتية، وأكثر قربًا لمقتضيات الضرورة الأخلاقية والوطنية التي طالما حظيت بدعم واسع من الرأي العام الإسرائيلي.
وخلُص الخبير الإسرائيلي إلى أن اعتماد الخيار الثاني (وقف الحرب) يقود إسرائيل إلى خوض مسار جديد من القوة الإستراتيجية والسياسية، بما في ذلك تعميق التعاون مع الدول الإقليمية، وتمهيد الطريق أمام إبرام اتفاقيات تطبيع تاريخية ورائدة مع دول رئيسة. كما يشمل ذلك صياغة إطار سياسي لإسقاط حكم حركة حماس المدني، وتشكيل حكومة بديلة في قطاع غزة.