قال الدبلوماسي الروسي السابق، فيتشيسلاف ماتوزوف، إن مطالبة الإدارة السورية الجديدة بتسليم الرئيس السابق بشار الأسد استفزاز لموسكو وتحدٍّ لها.
وأوضح ماتوزوف، أنّ "العلاقات بين موسكو والإدارة السورية الجديدة تحكمها عوامل عديدة، ولا سيّما أنّنا نعرف جيّدًا أنّ تركيا تقف خلف النظام السوري الجديد".
وشدّد، الدبلوماسي الروسي في حديث خاص مع "إرم نيوز"، على أنّ "مسألتي التغيير الجذري في سوريا وبناء علاقات جديدة مع النظام السوري، يفرض على روسيا دراسة معمّقة ودقيقة حول طبيعة النظام الجديد وأهدافه السياسية وسياسته الخارجية"، مشيرًا إلى أنّ "روسيا تنسّق موقفها مع السلطة الجديدة ليس انطلاقًا من مصلحة وجود القواعد العسكرية، إنّما تنظر إلى الأمر بشكلٍ استراتيجي وأوسع وأعمق".
وعمَّ إذا كانت روسيا قد تتجه إلى تسليم الرئيس السوري السابق بشار الأسد إلى الإدارة السورية الجديدة فيما لو تطلبت النظرة الاستراتيجية ذلك؟، ردّ ماتوزوف بالقول، إنّ "روسيا وبتوجيهٍ رسمي مستعدّة للتعاون أكثر من اللازم مع الإدارة السورية الجديدة والحفاظ على أفضل العلاقات معها، لكنّ ذلك لا يعني أنّ القيادة الروسية ستتجاوب مع ذلك الطلب من قبل الرئيس السوري أحمد الشرع، فالجواب الروسي واضح للغاية".
وشدّد على أنّ "إقامة علاقات جيّدة مع سوريا الجديدة لا يعني أن تخضع موسكو للضغوطات التي تعتبرها روسيا تحدّيًا واستفزازًا لها، ونابعة ليس من قبل طرف عربي وسوري، بل من قبل طرف ثالث"، في إشارة إلى تركيا، معتبرًا أنّ "القضية قضية دولة في ظلّ صراع دولي وإقليمي، لا قضية شخص".
وعن الشروط التي وضعت على الأسد للبقاء في روسيا، أوضح أنّ "الأسد يوجد في موسكو ضمن شروط اللجوء الإنساني، وبالتالي يُمنع عليه إطلاقًا ممارسة أي نشاطات سياسية، وكذلك التدخل في الشؤون السياسية، ولا سيّما ما يخصّ سوريا الجديدة، كما يُمنع عليه الظهور الإعلامي"،
وختم الدبلوماسي الروسي السابق، فيتشيسلاف ماتوزوف حديثه لـ"إرم نيوز" بقوله، إنّ روسيا مستعدة للتعامل مع النظام الجديد في سوريا من أجل إبقاء هذه الدولة دولة موحّدة وغير منقسمة، وبالتالي دولة عربية لا تخضع لأمريكا أو إسرائيل أو تركيا".