قال المحلل السياسي، الخبير في الشؤون الروسية، الدكتور محمود الأفندي، إن موافقة روسيا على مطلب دمشق بتسليم بشار الأسد "أمر مستحيل"، معتبرًا أن هذا الطلب دليل على "ضعف خبرة" القيادة السورية الجديدة وفق تعبيره.
ورأى الأفندي، خلال حوار مع "إرم نيوز"، أن هناك عراقيل من قبل الغرب أمام العلاقات بين سوريا الجديدة وكل من روسيا وإيران.
وتاليًا تفاصيل الحوار..
عندما نتكلم عن العلاقات السورية الروسية الجديدة، يجب الإشارة إلى أن النظام أو الدولة السورية الجديدة تم تشكيل غالبيتها من هيئة تحرير الشام، وهي مصنفة منظمة إرهابية بقرار من مجلس الأمن الدولي.
وأفراد وقيادات هيئة تحرير الشام لا يملكون أي خبرة سياسية للتعامل مع الدول الأخرى، ومنها الدولة الروسية، وهذا أمر مهم جدًا يجب أن نفهمه أولًا.
زيارة وزير الخارجية الأوكراني الأخيرة لسوريا، جاءت وفق تخطيط رجال أعمال أوكرانيين وسوريين، وهذه الزيارة لم تعطِ أي نتيجة، خاصة أن كييف لا تستطيع أن تحل محل روسيا من الناحية الاستراتيجية داخل سوريا، لأنها هي بحاجة إلى المساعدة أكثر من دمشق.
من الواضح أن الغرب قد يهدد الدولة الجديدة في سوريا بعدم عودة العلاقات الروسية السورية، وأيضًا العلاقات الإيرانية السورية، وهناك تهديد مباشر بزيادة العقوبات أو عدم رفع العقوبات في حالة اقتراب الحكومة السورية الجديدة من روسيا.
والتعامل السوري مع روسيا بحاجة إلى لغة معينة، وموسكو لها مدخل للتعامل، وهذا ما تفتقر إليه الدولة السورية الجديدة.
روسيا تعلم جيدًا أن الحكومة السورية الجديدة ستحارَب من الغرب، وكذلك من إسرائيل، حيث تخشى من وجود دولة سنية على حدودها، لذلك تنتظر روسيا اللحظة المناسبة للدخول في علاقات جديدة.
أما بالنسبة للزيارة الروسية الأخيرة لسوريا، فقد كانت عبارة عن جس نبض وكسر للجليد، وكل دولة لها غاية في الدخول في علاقات، وروسيا تريد أن تفهم الحكومة الجديدة.
الحكومة الانتقالية الجديدة تريد أن تنقل رسائل للغرب، بأنها ترغب في بدء علاقات مع روسيا إذا لم يتم رفع العقوبات عنها.
تسليم الرئيس السابق بشار الأسد ومعظم الضباط السوريين من وزير الدفاع إلى رئيس الأركان الموجودين في موسكو مطلب لن توافق عليه موسكو، وهذا أمر مستحيل؛ لأن روسيا لن تسلم اللاجئين، هناك قانون داخلي في روسيا يحظر تسليم أي شخص طلب اللجوء.