مدير منظمة الصحة العالمية يدعو إسرائيل إلى وقف "كارثة" المجاعة في غزة
كشف مصدر لبناني مطلع، مقرب من الحكومة اللبنانية، عن ورود معلومات للبنان تطابقت معها تحركات إسرائيلية بهدف إنشاء قاعدة عسكرية في جنوب لبنان، مستغلة السيطرة على خمس نقاط استراتيجية، في إطار التحركات التي تلت تطورات الحرب الأخيرة.
وبحسب المعلومات، فإن النقاط التي تريد إسرائيل البقاء فيها هي تلة الحمامص وتلة العويضة وجبل بلاط واللبونة والعزية.
ويجري البحث عن حل لهذه المسألة عبر اللجنة الخماسية المشرفة على وقف إطلاق النار، في ظل رفض لبناني للطرح الإسرائيلي. وقد يكون الحل عبر انتشار قوات حفظ السلام الدولية "يونيفيل" فيها إلى جانب الجيش اللبناني.
وأضاف المصدر لـ "إرم نيوز" أن إسرائيل تسعى للبقاء في هذه التلال نظراً لأهميتها الميدانية في المراقبة والكشف، حيث تُعتبر مواقع حاكمة تشرف على المنطقة بالنظر والنيران.
"تلة اللبونة" تشرف على مستوطنات مثل حانيتا وشلومي، بينما تطل "تلة العزية" على مستوطنات زرعيت وشوميرا بعد أن شهدت معارك عنيفة بين حزب الله والجيش الإسرائيلي.
أما "جبل بلاط" فيشرف على مستوطنات مثل شتولا، في حين أن "تلة العويضة" - التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي منذ شهر - تعتبر الأكثر أهمية، حيث تم زرع سياج وتركيب كاميرات مراقبة وأجهزة استشعار نظراً لارتفاعها البالغ 820 متراً؛ ما يمنحها سيطرة بصرية على سهل الخيام ووادي الحجير والمستوطنات الإسرائيلية المجاورة.
أما "تلة الحمامص"، التي ترتفع 900 متر، فتشرف بشكل كامل على مستوطنات الشمال الفلسطيني، وخاصة المطلة وكريات شمونة التي طالتها صواريخ حزب الله في الحرب الأخيرة بشكل مباشر، وتتميز بوجود مدخل يمكن من خلاله التحرك نحو الأراضي الفلسطينية.
وفي إطار التغيرات الميدانية، ذكر المصدر، أن إسرائيل تريد تعديل "الخط الأزرق" (خط الحدود الذي رسمته الأمم المتحدة) والتمدد داخل الأراضي اللبنانية لمسافة 3 كيلومترات، بالإضافة إلى تغيير مهام قوات اليونيفيل.
كما تهدف إلى منع أهالي القرى الحدودية من العودة إلى منازلهم، مثل بلدة كفركلا التي دُمر 70% من منازلها، والعديسة وحولا، حيث تتمركز القوات الإسرائيلية في تلال مجاورة لضمان بقاء المنطقة "آمنة" وفق الرؤية الإسرائيلية.
جدير بالذكر أن النقاط الخمس تشكل نقاط مراقبة حيوية تسمح لإسرائيل بمراقبة تحركات حزب الله أو أي فصائل، وتأمين مستوطناتها، كما توفر عمقا دفاعيا للمستوطنات الإسرائيلية بعد هجمات 7 أكتوبر، لمنع أي تهديدات مستقبلية إلى جانب منع عودة السكان لإبقاء المنطقة خالية من أي نشاط عسكري محتمل.
كما أن هذه النقاط أتاحت لإسرائيل محاولة فرض واقع جديد عبر تغيير "الخط الأزرق" لصالح التوسع الإسرائيلي، وكذلك تقليص نطاق تحركات حزب الله عبر السيطرة على التلال الحاكمة، تمهيداً لفرض شروط سياسية وأمنية جديدة.
وبحسب المصدر، فإن المبعوثة الأمريكية إلى لبنان، مورغان أورتاغوس، أبلغت القيادات اللبنانية بضرورة سحب سلاح حزب الله، وإلا فإنه سيتم فرض ذلك بالقوة؛ ما يشير إلى أن هذه التحركات جزء من خطة أوسع لإعادة رسم المعادلة الأمنية في جنوب لبنان.