حزب الله: تحرك مجلس الوزراء اللبناني بشأن خطة الجيش فرصة للعودة إلى الحكمة والتعقل
يلاحق الموت سكان قطاع غزة في مختلف مناطق نزوحهم، وذلك من خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية المتواصلة، أو بالتزامن مع سعيهم للحصول على الطعام من مراكز توزيع المساعدات التي تدار وفق الآلية الأمريكية الجديدة، أو بالأماكن التي ينتظرون فيها شاحنات المساعدات.
وأدى قصف إسرائيلي شرقي مدينة خان يونس لمقتل أكثر من 60 فلسطينيا وإصابة أكثر من 200 آخرين بجروح متفاوتة، في حين يُقتل يوميًا العشرات خلال محاولاتهم الحصول على المساعدات من نقاط التوزيع بمناطق وسط وجنوب القطاع.
مخاطرة كبيرة
وقال خالد الحولي، إنه "ذهب وشقيقه محمد إلى نقطة توزيع المساعدات في رفح من أجل الحصول على طعام لعائلتهم"، مشيرًا إلى أن الحصول على المساعدات الغذائية من تلك النقاط يمثل مخاطرة كبيرة للغاية، وقد تؤدي للوفاة.
وأوضح الحولي، لـ"إرم نيوز"، أن "الآلاف من السكان كانوا يواصلون طريقهم نحو كراتين المساعدات الغذائية تحت زخات الرصاص التي يطلقها الجيش الإسرائيلي القريب من المنطقة"، مبينًا أن شقيقه قُتل بواحدة من تلك الرصاصات.
وأضاف "كنا نركض مسرعين إلا أن أخي سقط فجأة بعد أن اخترقت رصاصة إسرائيلية جسده"، مشيرا إلى أن الزوارق الإسرائيلية وطائرات الكواد كابتر تستهدف الراغبين في الحصول على المساعدات الإنسانية.
وقال محمد بربخ، إنه "كان شاهدا على المجزرة التي ارتكبتها طائرات الاحتلال الإسرائيلي شرق خان يونس، والتي أدت لمقتل أكثر من 60 فلسطينياً"، متابعًا "كنا ننتظر شاحنات المساعدات وفوجئنا بقصف عنيف من طائرات إسرائيلية مسيرة أدى لمقتل عدد كبير منا".
ولفت بربخ، لـ"إرم نيوز"، إلى أن "المئات من منتظري المساعدات سقطوا بين قتيل وجريح بسبب القصف العنيف"، لافتًا إلى أن جميع الموجودين يبحثون عن الطعام لعائلاتهم في ظل انتشار المجاعة والارتفاع الحاد بالأسعار.
وتابع "الموت يلاحقنا في كل مكان بغزة، ولا مكان آمن لسكان القطاع، والأمور تزداد تعقيدا يوما بعد يوم"، مشددا على أن الاحتلال الإسرائيلي يعمل على تفريغ غزة من السكان عبر الاستهدافات المتكررة لهم في كل مكان بما في ذلك مراكز الإيواء والنزوح.
مخطط إسرائيلي
ويرى المختص في الشأن الفلسطيني، حاتم أبو زايدة، أن "الاستهدافات الإسرائيلية لمراكز النزوح ونقاط توزيع المساعدات يأتي في إطار مخطط إسرائيلي لدفع السكان نحو الهجرة الطوعية من قطاع غزة، والبحث عن فرصة للعيش بمكان آخر".
وقال أبو زايدة، لـ"إرم نيوز"، إن "إسرائيل تستهدف جميع مناطق النازحين والباحثين عن المساعدات بشكل متعمد من أجل تنفيذ المخطط"، مبينًا أن ذلك يأتي في إطار فقدانها لأي هدف عسكري جديد للعمل عليه بمختلف المناطق.
وأردف، "إسرائيل وبسبب طول أمد الحرب لم يعد أمامها سوى استهداف المدنيين ومراكز تجمعاتهم لإقناع الرأي العام الداخلي بضرورة مواصلة الحرب، خاصة وأنه دون ضحايا وعمليات عسكرية لن يكون هناك سبب لاستمرار الحرب".
ولفت إلى أن "الاستهداف بالقرب من نقاط التوزيع يهدف إلى إيهام العالم أن المشكلة لدى سكان القطاع، وأنهم يرفضون الحصول على المساعدات بطريقة سليمة، إلى جانب الضغط على المؤسسات الدولية لاستلام ملف تسليم المساعدات وفق الخطة الإسرائيلية"، حسب تقديره.
