اندلعت اشتباكات عنيفة في بلدة أشرفية صحنايا بريف دمشق بين مجموعات مسلحة من الأمن السوري العام والدروز، ما أدى إلى ارتفاع عدد القتلى إلى 22 من الطرفين، وسط تصعيد متسارع شمل استخدام طائرات مسيّرة وقصف إسرائيلي استهدف مراكز أمنية.
وتأتي هذه الأحداث في أعقاب توتر أمني في مدينة جرمانا المجاورة، وسط حالة من الاحتقان الشعبي إثر تسجيل صوتي منسوب لأحد أبناء طائفة الموحدين الدروز، ما دفع السلطات إلى فرض حظر تجوال وإرسال تعزيزات أمنية لاستعادة السيطرة.
واندلعت اشتباكات عنيفة ومستمرة منذ منتصف ليل الثلاثاء – الأربعاء في بلدة أشرفية صحنايا بريف دمشق الجنوبي، بين مجموعات محلية مسلحة من أبناء طائفة الموحدين الدروز من جهة، ومجموعات مسلحة أخرى من جهة ثانية، وذلك بعد ساعات من هدوء حذر شهدته مدينة جرمانا المجاورة عقب سلسلة من التوترات الأمنية التي اندلعت فجر الثلاثاء.
وأعلن الأمن العام السوري مقتل 16 عنصرًا من قواته نتيجة هجمات عنيفة نفذتها المجموعات المسلحة الخارجة عن القانون داخل أشرفية صحنايا، في حين أكدت مصادر ميدانية أن المسلحين استخدموا طائرات مسيّرة لاستهداف مواقع قوات الأمن في صحنايا وجرمانا.
كما أفادت مصادر محلية بأن الجماعات المهاجمة استخدمت الأسلحة الثقيلة والقذائف في استهداف أشرفية صحنايا وصحنايا، ما أدى إلى وقوع خسائر بشرية ومادية جسيمة، وحالة من الذعر في صفوف المدنيين.
وتركزت الاشتباكات في عدة نقاط حيوية داخل أشرفية صحنايا، من بينها محيط المساكن، ومنطقة البنك العربي، ومحيط جامع السويد، حيث رُصد تبادل كثيف لإطلاق النار واستخدام مكثف للأسلحة المتوسطة، بحسب ما أفاد به "المرصد السوري".
وفي تصعيد متزامن، أعلنت وزارة الداخلية السورية عن قصف إسرائيلي بطائرة مسيّرة استهدف قوات الأمن العام في صحنايا، وهو ثاني استهداف لمراكز أمنية في اليوم ذاته، وأسفر عن مقتل عنصر أمني وإصابة آخرين.
وأكدت هيئة البث الإسرائيلية أن سلاح الجو نفذ هجومين إضافيين بالطائرات المسيّرة ضد "مسلحين كانوا يستعدون لإيذاء أبناء الطائفة الدرزية"، لافتة إلى أن الجيش وشعبة الاستخبارات وقيادة المنطقة الشمالية يراقبون تطورات الأحداث في سوريا من كثب.
وتأتي هذه التطورات المتسارعة على خلفية تسجيل صوتي منسوب لأحد أبناء طائفة الموحدين الدروز، أثار موجة من التحريض والاحتقان امتدت من الجامعات السورية إلى عدد من مناطق ريف دمشق، وفي مقدمتها جرمانا وصحنايا وأشرفية صحنايا، وهو ما ساهم في إشعال فتيل الأزمة.
ومع تصاعد وتيرة العنف، فرضت قوات الأمن الداخلي حظرًا شاملًا للتجوال في صحنايا وأشرفية صحنايا، فيما دفعت السلطات الأمنية بتعزيزات إضافية إلى محيط أشرفية صحنايا لاستعادة السيطرة واعتقال المجموعات المسلحة المتورطة، وفق ما نقلته وكالة (سانا) السورية.
وفي تطور لافت، حمّلت الهيئة الروحية لطائفة المسلمين الموحدين الدروز في جرمانا السلطات السورية المسؤولية الكاملة عن ما جرى، محذرة من "أي تطورات لاحقة أو تفاقم للأزمة"، في حين أكد الزعيم الروحي للطائفة الشيخ حكمت الهجري أن ما جرى في جرمانا يهدف إلى شق الصف الوطني وإثارة الفتنة.
بدورها، شددت وزارة الداخلية السورية على أنها ستضرب "بيد من حديد" كل من يسعى لزعزعة أمن البلاد، في إشارة إلى تصميم الحكومة على احتواء الأزمة وإعادة الاستقرار إلى مناطق ريف دمشق.