تقارير صينية: سفينتان حربيتان من كندا وأستراليا تعبران مضيق تايوان

logo
العالم العربي

"فايننشال تايمز": حملة إسرائيل لإعادة تشكيل الشرق الأوسط "لن تنجح"

"فايننشال تايمز": حملة إسرائيل لإعادة تشكيل الشرق الأوسط "لن تنجح"
قوات إسرائيلية في غزةالمصدر: رويترز
06 نوفمبر 2024، 4:35 م

قالت صحيفة "فايننشال تايمز"، إن "حملة إسرائيل الطويلة" لإعادة تشكيل الشرق الأوسط، لن تنجح، رغم ما حققته الهجمات العسكرية الإسرائيلية من عواقب مدمرة على ملايين الفلسطينيين واللبنانيين.

وأضافت الصحيفة، في تقرير لها، أن العديد من الإسرائيليين يشعرون بالقلق من أن بلادهم تسير على طريق حرب لا نهاية لها، مع عدم وجود إستراتيجية واضحة حول كيفية ترجمة النجاحات في ساحة المعركة إلى مكاسب سياسية دائمة.

ولفتت إلى أن تمتع الشرق الأوسط بموقع إستراتيجي وكثافة رمزية وتنوع اجتماعي، يجعله غير مستقر سياسيًّا، وبالتالي يغري الغزاة والسياسيين.

ومع تراجع الإمبراطوريات الاستعمارية في القرن العشرين، وازدهار عصر الاستقلال، بدأت تتشكل في الشرق الأوسط خريطة سياسية تعسفية إلى حد كبير، فتوزعت بين الدول الجديدة جبال وسهول وهضاب وصحاري ممتدة حول أنهار الأردن والعاصي والفرات، ولكن تبين أن هذه الدول الحديثة هشة، ومهددة بالصراعات العرقية وسوء الإدارة السياسية، والتدخلات الخارجية، وفق التقرير.

أخبار ذات علاقة

بنيامين نتنياهو

نتنياهو: نغير وجه الشرق الأوسط ومازلنا في "عين العاصفة"

 

وأوضحت "فايننشال تايمز" أن الشرق الأوسط شهد في الآونة الأخيرة العديد من الاضطرابات، وكان آخر من تعرض للمنطقة، هو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يستمر بالإعلان عن طموحاته بإعادة تشكيل الشرق الأوسط، لافتة إلى أن أفعاله تثبت أنه يعني ما يقول.

وتابعت: "ففي أعقاب هجوم حركة حماس في 7 أكتوبر/ تشرين الأول عام 2023، حول نتنياهو غزة إلى أنقاض، وشرد سكانها وقصفهم وجوعهم وحرمهم من إنسانيتهم، ثم انتقل شمالًا للحرب مع حزب الله، وقصف ميناء الحديدة لمعاقبة الحوثيين، وظل يضرب مخازن الأسلحة والمسلحين في سوريا".

وبالتوازي مع ذلك، لم يسمح نتنياهو لأحد أن ينسى أن هدفه الأول هو ضم الضفة الغربية المحتلة، إذ تتضاعف عمليات اغتيال النشطاء الفلسطينيين وتدمير قرى بأكملها ومصادرة الأراضي، تحسبًا لما يخشى كثيرون أن يكون ضمًّا كاملًا، وفق الصحيفة. 

وعلى الصعيد العسكري، بينت الصحيفة أنه "بينما بدا سلوك إسرائيل في غزة غريزيًّا وفوضويًّا وانتقاميًّا، فإن حربها في لبنان كانت مخططة بعناية، وكانت النتيجة انتصارات استخباراتية ووابل من القصف المستمر، ليتباهى نتنياهو بنجاح إسرائيل في تغيير ميزان القوى في المنطقة لسنوات".

وأشارت إلى أن سلسلة النجاحات التكتيكية التي حققتها إسرائيل على الجبهتين لا جدال فيها، وأن العديد من المراقبين المؤيدين لإسرائيل يشعرون بحالة من النشوة، ما شجع نتنياهو على التفكير في شرق أوسط جديد، يعيد تصميمه بأسلحة إسرائيلية، ويعكس إرادة المهيمن الجديد.

ورغم أن إسرائيل غيرت موازين القوى، واستطاعت إضعاف حركات المقاومة إلى حد كبير، ولكن يبقى المهم ليس فقط التغيير، بل القدرة على المحافظة على استمراريته، وفق الصحيفة.

وشككت في أن يتمكن نتنياهو من تحقيق هدفه بإعادة تشكيل الشرق الأوسط لعدة أسباب؛ أولها، أن من يسعى للهيمنة يجب أن يكون على استعداد لإعادة رسم الحدود ووضع رؤساء موالين في البلاد المحيطة، وهو ما يصعب فعله.

وثانيها، أن صمت دول الإقليم خلال العام الماضي مرتبط ارتباطًا وثيقًا بتوافق رغبتها بإضعاف إيران مع رغبة إسرائيل بتدمير حركة حماس وميليشيا حزب الله، وهما مواليتان لإيران.

وثالثها، أن الاستخدام المفرط للقوة من شأنه أن يبقي خصوم إسرائيل في حالة من الغضب، وبالتالي لن تستطيع إسرائيل تحويل انتصاراتها إلى هيمنة مستقرة، وستستمر القضية الفلسطينية محورًا للاهتمام.

وأما أهم تلك الأسباب، فيرتبط بأن الهيمنة الإقليمية التي تحاول إسرائيل بناءها، لا تسعى إلى دمج المهزوم، بل إلى استبعاده، وبالتالي فهي غير مستساغة حتى بالنسبة لأقل سكان المنطقة ميلًا إلى الحرب، الذين سيكون عليهم دفع ثمن غطرسة إسرائيل.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC