logo
العالم العربي
خاص

انفجارات وتمرد وتحركات عشائرية.. ماذا يحدث في الرقة السورية؟

انفجارات وتمرد وتحركات عشائرية.. ماذا يحدث في الرقة السورية؟
أحد مقاتلي قسد في الرقةالمصدر: وسائل التواصل الاجتماعي
14 يوليو 2025، 6:18 م

كشفت مصادر إعلامية مقربة من السلطات السورية، أن حالة من التوتر الأمني الحاد تعيشه محافظة الرقة الواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، ما ينذر بانفجار الوضع الأمني في أي لحظة، وسط حالة قلق شعبي واسع وتكتم رسمي على بعض الأحداث.

ووفقا للمصادر، شهدت المحافظة منذ مساء السبت وحتى اليوم العديد من الأحداث، أولها انفجار كبير داخل معمل الغاز الواقع بين مزرعة الأسدية والصالحية، دون صدور أي توضيح رسمي من قبل "قسد"التي تشغل المعمل، حول أسباب الانفجار وحجم الأضرار.

ولفتت المصادر إلى أن سجن "الكنيسة" في مدينة الطبقة، شهد هو الآخر حالة استعصاء نفذها عدد من السجناء، ما استدعى فرض إجراءات أمنية مشددة داخل السجن ومحيطه. ولم تُعرف بعد مطالب المعتقلين أو خلفية الحادثة.

وفي ساعات متأخرة من ليل السبت، سُمع دوي انفجارين عنيفين وسط مدينة الرقة، ما أثار حالة من الذعر بين السكان، في وقت لم يصدر أي تعليق رسمي من "قسد" أو الجهات الأمنية التابعة لها.

أخبار ذات علاقة

قوات سوريا الديمقراطية

اشتباكات تنذر باندلاع "مواجهة مفتوحة" بين دمشق وقسد

 

بيان "شديد اللهجة"

يأتي ذلك بالتزامن مع بيان "شديد اللهجة" صدر عن عشيرة "البوسبيع"، إحدى عشائر قبيلة "البوشعبان" في المنطقة الشرقية من سوريا، واطلع عليه "إرم نيوز"، أعلنت فيه العشيرة رفضها التام لتواجد "قوات سوريا الديمقراطية" في مناطقها، واصفةً إياها بأنها "قوة احتلال لا تحظى بأي شرعية". 

وجاء في البيان، أن مناطق العشيرة "عانت القهر والتهميش والاعتقال والتهجير، إلى جانب تضييق مستمر على الأهالي"، في ظل سلطة قسد"، التي وصفها البيان بأنها "لا تمثل تطلعات أهل المنطقة ولا تحترم القيم العربية والإسلامية"، مضيفا أن ممارساتها تسعى إلى "طمس هوية المنطقة وتشويه بنيتها القبلية والاجتماعية". 

وأكدت العشيرة في بيانها خمس نقاط أساسية، أبرزها: رفض تام لتواجد "قسد" في مناطق العشائر العربية، واعتبارها قوة غير شرعية مفروضة بالسلاح والدعم الأجنبي، مع دعوة صريحة لأبناء القبائل المنتسبين لصفوف "قسد" إلى الانشقاق الفوري عنها، و"عدم التورط في ظلم أهلهم"، حسب البيان.

كما طالبت العشيرة بخروج "قسد" من كامل المنطقة الشرقية، وتسليم إدارتها إلى "الدولة السورية وحكومة دمشق". وأعلنت العشيرة عن دعم كامل لأي حراك عشائري سلمي أو مقاومة مشروعة تسعى إلى "تحرير المنطقة"، مع التأكيد على وحدة الصف العشائري، والتعهد بـ"التمسك بالأرض والهوية وعدم الخضوع لأي محتل"، وفقا للبيان الموقع من قبل الشيخ علي السالم السفيرة"، شيخ عشيرة البوسبيع.

أخبار ذات علاقة

أرشيفية

تعزيزات عسكرية إلى حدود الرقة ودير الزور.. هل تُنذر بتغير الميدان؟ (فيديو إرم)

 

مبالغة 

المتحدث باسم قوات الشمال في قوات "قسد" محمود حبيب، رفض التعليق على هذه الأحداث، نافيا وجود أي بوادر للتمرد، معتبرا كل ما يقال لا يتعدى مواقع التواصل، وقال إنه لا علم له بحدوث استعصاءات في السجون أو انفجارات . 

من جهته، يصف مصدر إعلامي مقرب من "قسد"، الأحداث التي جرت في اليومين الماضيين بأنها تحتوي على "مبالغات كبيرة"، وخاصة في الخلاصة التي تشير إلى فكرة التمرد على "قسد" في محافظة الرقة.

ويقول المصدر، لـ"إرم نيوز"، إن "أهل الرقة لم يقاتلوا ضد أحد على مدى 14 سنة، رغم أن المدينة كانت مستباحة لكل من هب ودب"، على حد وصفه، مذكّرا بأن الرقة كانت أول مدينة سيطرت عليها بالكامل "جبهة  النصرة"، وأول مدينة سيطر عليها "داعش"، كما أنها سقطت بيد "قسد" خلال أيام، رغم وصفها من قبل العالم أجمع بأنها "عاصمة داعش".

ويوضح المصدر بأنه لو كانت "قسد" تشعر بوجود خطر في الرقة، لما كانت اتجهت للتصعيد في حلب. 

ويكشف المصدر بأن "عرب الجزيرة"، أي السكان العرب في دير الزور والحسكة والرقة، لم يحسموا أمرهم بما يتعلق بقتال "قسد"، و"لو كان هناك أي مؤشر جدي لكنا رأينا تمردا أو انتفاضة في ريف دير الزور الشمالي الذي انتفض على قسد صيف 2023، علما أن الأمريكيين سبق أن انسحبوا منذ الشهر الماضي من ريف دير الزور الشمالي، ومع ذلك لم يحصل أي تحرك ضد "قسد".

أخبار ذات علاقة

عناصر من مجلس دير الزور العسكري في صفوف "قسد"

انشقاقات جديدة وموجات أخرى قادمة.. هل ينحاز "عرب قسد" إلى الجيش السوري؟‎

 

الاقتصاد.. عامل أساسي

يلفت المصدر إلى نقطة في غاية الأهمية كما يقول، تحدد موقف معظم العرب من "قسد"، وتتمثل بالعامل الاقتصادي، مشيرا إلى أن عرب الجزيرة، والرقة تحديدا، يعتمدون على الزراعة وعلى رواتب قسد والمساعدات من المنظمات الإنسانية، كسبل للعيش، ويقول إن الحكومة السورية لا تريد دعم الزراعة، على عكس "قسد"، والدليل أن العرب فضّلوا بيع محصولهم من القمح إلى "الإدارة الذاتية الكردية" وليس إلى الحكومة السورية، ويكفي أن نرى حجم كميات القمح الموردة من دير الزور والرقة إلى الحكومة السورية وتلك الموردة إلى الإدارة الذاتية.

 كما يضيف نقطة أخرى لصالح "قسد" على حد قوله، وهي أسعار المحروقات في مناطق سيطرة "قسد"، فهي أرخص من مناطق سيطرة الحكومة السورية بنحو 75 %. وبالتالي؛ يخلص المصدر إلى أن أي أحاديث عن تمرد أو "انتفاضة" محتملة ضد قسد في الرقة لا تدعمها الوقائع ولا "الحقائق" على حد تعبيره.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC