أعربت إسرائيل عن عدم تفاؤلها حيال المفاوضات المحمومة المتواصلة في قطر، مستبعدة أن تؤدي إلى اختراق، وفق ما نقلته "القناة 12" وصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبريتين.
وذكرت القناة والصحيفة أن العالم يمارس ضغوطًا شديدة على إسرائيل لإنهاء الحرب، بما في ذلك الحكومة الإيطالية اليمينية، التي هاجمت تل أبيب بشدة، مرددة تصريحات مشابهة للرئيس الأمريكي: "الغزيون جوعى وضحايا حركة حماس، اتركوهم وشأنهم".
وكانت المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس قد استؤنفت في العاصمة القطرية، في حين يواصل الجيش الإسرائيلي التقدم نحو تنفيذ عملية واسعة النطاق في قطاع غزة، حيث قُتل 63 شخصًا في هجمات منذ صباح اليوم.
من جانبه، قال المسؤول البارز في حماس، طاهر النونو، لوكالة رويترز، إن الجانبين يناقشان في المحادثات جميع القضايا دون شروط مسبقة.
وتدور المفاوضات حول مقترح لاتفاق جزئي لمدة شهرين، تُجرى خلاله مفاوضات بشأن إنهاء شامل للحرب، وأكد النونو أن الضمانات هذه المرة "أكثر صرامة"، وتشمل التزامات أمريكية "واضحة" لضمان تنفيذ الاتفاق.
ونقلت "يديعوت أحرونوت" عن مصادر إسرائيلية مطلعة على المفاوضات في الدوحة، أن حماس لم توافق حتى الآن على خطة "ويتكوف" الأصلية، والتي تتضمن إطلاق سراح عشر رهائن في اليوم الأول، ثم التفاوض على إطلاق سراح الآخرين وإنهاء الحرب.
وأضافت المصادر: "هم مستعدون لحوار يوضح فيه كل طرف موقفه، ولكن هناك فرصة ضئيلة لأن يسفر هذا الحوار عن أي نتيجة". وأكدوا: "نحن لسنا متفائلين".
في الأثناء، نشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية، أفيخاي أدرعي، مقطع فيديو من محور موراغ جنوب قطاع غزة، قال فيه إن "حماس تتعرض لنيران كثيفة وضغط، من شمال قطاع غزة إلى جنوبه، تحت الأرض، وفوقه وحتى خارجه".
وأضاف: "كما حدث في محور موراغ، سيحدث في أي مكان تستغله حماس. لن نتوقف حتى نعيد الرهائن ونفكك حكم حماس".
وأفاد المتحدث العسكري بأن قوات لواء شمال غزة، بقيادة الفرقة 252، تواصل أنشطتها العملياتية، مشيرًا إلى أن القوات قضت على عشرات العناصر، ودمرت العديد من البنى التحتية، وحددت طريقًا استراتيجيًا تحت الأرض بطول حوالي كيلومترين شمال القطاع، وقامت بتدميره.
وخلال العملية، عثرت القوات الإسرائيلية على عدد من الألغام والعبوات الناسفة وقاذفات الصواريخ وأسلحة إضافية تابعة لحماس.
كما أفادت أنباء من قطاع غزة أن الجيش الإسرائيلي بدأ بتوزيع منشورات إخلاء تحمل صورة البحر الأحمر وهو ينشق، في عدة مناطق من القطاع، بما في ذلك مناطق لم تتحرك فيها القوات بعد. وقد كُتب في المنشورات: "يا سكان غزة، الجيش الإسرائيلي قادم".
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، اليوم، إن "عملية عربات جدعون" في غزة قد بدأت، وتقودها القيادة العسكرية بقوة كبيرة.
وأشار المعلق الأمني الإسرائيلي، رون بن يشاي، إلى أن القصف المكثف في شمال القطاع كان يهدف إلى دفع سكان المنطقة الذين عادوا إليها إلى التوجه نحو الجنوب، لكنه أضاف أن "لا وجود لأي تحرك بري حتى الآن، والهدف هو الضغط على حماس في مفاوضات الدوحة".
وبحسب مصادر عسكرية إسرائيلية، فإن "جزءًا من عملية عربات جدعون هو نقل السكان الفلسطينيين، وفي الوقت الحالي تتركز الاستعدادات على الدخول البري".
